الوضع القانوني لهجرة الشباب الأردني لأمريكا بطرق غير شرعية .. الخصاونة يجيب

mainThumb
غرفة تحتضن الشباب الاردني مؤقتا

19-06-2024 07:15 PM

عمان ـ السوسنة

بعد الاهتمام الواسع بهجرة الشباب الاردني بطريقة غير شرعية الى أمريكا، بعد أن أثارت صحيفة السوسنة الموضوع عبر تحقيق استقصائي واسع وانتشاره بين أوساط الاردنيين وغير الاردنيين، كان آخرها اليوم الاربعاء، حيث  قرر مدعي عام إربد توقيف شخص لمدة 15 يوما في مركز الإصلاح والتأهيل بتهمة الاتجار بالبشر بعد أن عمل سمسارا في تسهيل سفر أشخاص إلى دول خارجية بطرق مخالفة للقانون وتعريض حياة الضحايا للخطر والتي باتت تعرف بقضايا الهجرة غير الشرعية.

وقررت النيابة العامة أيضا منع شخص آخر ويعمل كصاحب مكتب خدمات سياحية من السفر لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتمديد لمدة سنة على ذمة القضية بموجب المادة 15/أ/3 من قانون منع الاتجار بالبشر.

وتعد الهجرة غير الشرعية وفق القانون جريمة اتجار بالبشر ويحمل ارتكابها ظرفين مشددين، الأول أنها جريمة ذات طابع عبر وطني، والثاني، تعدد الجناة والمجني عليهم وتصل عقوبتها إلى السجن حتى 20 عاما وغرامة مالية تصل إلى 20 ألف دينار.

السوسنة تجري مقابلة مع مع المحامي الأستاذ راتب الخصاونة

وأجرت "السوسنة" مقابلةً مع المحامي الأستاذ راتب الخصاونة، المتخصّص في قوانين الهجرة الأميركية منذ 35 عامًا، في مكتبه بمدينة كولومبوس بولاية أوهايو، للحديث عن الوضع القانونيّ للشباب الأردنيين المهاجرين بطريقةٍ غير شرعية، وبيان مستقبلهم في الولايات المتحدة الأميركية.

نحو 92 بالمئة من طلبات اللجوء يتمّ رفضها

المحامي الخصاونة قال: "راجعني كثيرٌ من الشباب الأردنيين المهاجرين بطريقةٍ غير شرعية عبر الرحلة الشاقة والخطيرة، والأغلبية يتم التعامل معَهُم من قِبل سلطاتِ الهجرة بطريقة سريعة بمنحهم ورقةً محددًا فيها موعدٌ للمثول أمام المحكمة، ونسبة قليلة يخضعون لمقابلةٍ مطولة، توجه فيها أسئلة مفصلة، مثل لماذا أتيت إلى هنا، وما هي المخاوف التي تمنعك من العودة إلى بلدك، وفي هذه المقابلة يجب أن تقتنع سلطات الهجرة بكلامك بنسبةٍ تفوق الخمسين بالمئة لتؤهل الشخص منحه حقّ اللجوء، وبالحالتين السريعة والمقابلة المطولة يتم تحويلهم إلى المحكمة" .

وبيّن المحامي الخصاونة أنّ "جميع الاشخاص الذين يدخلون بهذه الطريقة ليس أمامهم سوى التقدم بطلب لجوء سياسيّ أو عرقيّ أو لونيّ أو دينيّ أو اجتماعيّ، ويجب أنْ يكون للشخص طالب اللجوء حجة قوية حتى ينجح طلبه في المحكمة". وكشف المحامي الخصاونة في حديثه لــ «السّوسنة» أنّ "أغلبية الطلبات المقدمة من مختلف جنسيات العالم، لا تنجحُ بنسبة 92 بالمئة، والذين يحصلون على حقِّ اللجوء لا يتعدونَ نسبة 8 بالمئة فقط"، مؤكدًا أنّ "هذه النسب لم تتغير عبر مسيرتي المهنية الممتدة لــ 35 عامًا في الولايات المتحدة الاميركية، والعمل بقوانين الهجرة".

وتابع المحامي الخصاونة، "في حال أصدرت المحكمة حكمًا برفض منح اللجوء تقرّر ترحيل الشخص إلى بلاده، وهنا يمكن الطعن بالقرار حتى يحصل الشخص على الوقت ويبقى مدةً أطول في الولايات المتحدة، ويمكن أن يبدأ الوقت من سنتين ويستمر إلى ثماني سنوات أو عشر سنوات، حسب قضية كلّ شخص".

أمّا بالنسبة للشباب الأردنيين الذين دخلوا هذه الفترة، فقال: "كل شاب حسبَ وضعه أو حظه في المحكمة، فمن الممكن خلال سنتين أنْ يحسم أمره قضائيًا بالرفض، ويكون أمامه سنتانِ أيضًا في محاكم الاستئناف".

لا يوجدُ حلّ قانونيّ ولا حتّى بالزواج

وتحدث المحامي الخصاونة عن قضية حساسة يسأله عنها كثير من الشباب الأردنيين عما إذا كان الزواج من فتاةٍ تحمل الجنسية الأميركية يجعله يعدِّلُ وضعه القانونيّ، ويمكِّنه من الحصول على إقامةٍ دائمةٍ ومن ثمّ جنسيّة، فالجواب هو "لا" بكلِّ تأكيد اذ يجب أن يكون الشخصُ حاصلًا على تأشيرةِ دخول (فيزا) حتى يتمكَّنَ من التقدم للإقامة والجنسية، وهذه النقطة يجب أن يعرفها الشباب قبل أن يخاطروا ويبدأوا بهذه الرحلة الشاقة والصّعبة، والتي يتعرضونَ فيها للكثير من المخاطر والسّرقة ومنهم من نام في الصحراء لعدة أيام ومنهم من سرقت وثائقه ومنهم أمواله" حسبَ قوله.

وقال: إنّه "لا يوجد حلٌّ قانونيّ آخر يمكن مساعدة الشباب فيه، مما يدفعهم إلى الاستسلام للأمر الواقع بأنْ يمضي عامين أو أربعة أعوامٍ أو أكثر، يعمل خلالها ويجمع مبلغًا من المال ويعود به إلى بلده".
وعن آليّة تقديم اللجوء قال: "بعد خمسة أشهرٍ نقدم الأوراق للمحكمة، ويحصل فيها الشخص على رقم وطني وبطاقة عمل ويستطيع التنقل بين الولايات، ويصبح وضعه شبه قانوني مؤقتًا حتى تبت المحكمة في طلبه إمّا بالترحيل أو منحه اللّجوء. ولا يمكنه السّفر خارج الولايات المتّحدة".

وبخصوص قرار إغلاق الحدود مع المكسيك، الذي أصدره الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أيام، قال المحامي الخصاونة لــ«السّوسنة» إنّ "الوضع الآن أصبح مؤسفًا، إذْ يوضعُ الشباب في معتقلاتٍ بولايتي لويزيانا والمسيسبي لعدّة أشهر، وتعقد لهم محكمةٌ، ويصدر قرار ترحيلهم دون أنْ يدخلوا الولايات المتحدة الأميركيّة.. بعد أنْ تكبّدوا عناءَ السّفر والرحلة الشّاقة".

اقرأ أيضا:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد