حل الدولتين والعلاقة مع إيران

mainThumb

15-06-2024 05:50 PM

لا يكاد يخلو تصريح رسمي سواء على الصعيد المحلي ، الاقليمي ، أو الدولي من تأكيده ضرورة العمل على ايجاد آليه مناسبه لتحقيق حل الدولتين : اسرائيل وفلسطين ؛ متجاورتين إلى جانب بعضهما البعض على أساس الحدود المقرّة دوليا ، غير أن هذه التصريحات تتلون بتلون جهات اطلاقها ، بطبيعة الحال هناك من له مصلحه وطنية وهناك من له مصلحه قومية وهناك من له مصلحه إقليمية وهناك من له مصلحه دولية.
يعني تعدد منابع هذه المصالح تعدد طرق توجيه هذه التصريحات والاهداف المنشود تحقيقها بفعل هذه التصريحات . فيما يتعلق بأصحاب الحق في القضية : لا شك بأنهم يندفعون بدوافعهم الوطنية الحريصة على نيلهم حقوقهم ؛ وإن كانت هذه الدوافع مختلفة باختلاف آراء المندفعين باتجاهها .
لا نريد التحقيق في صحة نوايا أحد ، الجميع يعتنقون وجهة نظر يعتقدون فيها طريقا سليما للسير في هذا الحل ، لكنّا سنسلط الضوء على هذا الحل ، وأقصد حل الدولتين من وجهه نظر دولية واقليمية إلى حدّ ما.
لم يعد خفيّا على أحد اهتمام الإدارة الأمريكية بهذا الاتجاه ، وهو حل الدولتين ، في ذات الوقت لا يخفى على أحد أن الأمر يعني تليّناً وتخفيفا من وطأة الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية عموما ، سيّما في عام الولايات المتحدة الإنتخابي وسعي كل من المرشحين خلف مصالحه الإنتخابية التي تقتضي أن لا يصطدم ، أو بالأقل أنّ يخفّف من حدّة الاصطدام مع كل من يطالب بحقّ بغضّ النظر سواء في فلسطين أو في غيرها.
لقد اقتضى هذا الأمر تأكيدا غير مرّه على ضرورة إيجاد حلّ سبيل ضمان إقامة دولة فلسطينية ، لكن علينا أن لا ننسى أن هذا الأمر يصطدم باعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل عند مطالعتنا لمطالب الفلسطينيين ، من جهة أخرى فإن الامر يزداد تعقيدا حين ندرك بأنه لم تمض شهور قليلة على تصريح وزير الخارجية الأمريكي بلينكن مفاده : إن خير وسيله لمحاصرة ايران هي عزلها ، والمقصود إبعادها عن التقارب العربي أو الإقليمي .
لقد وجدت بعض الدول العربية في قلب الطاولة رأس على الولايات المتحدة والاتجاه نحو التطبيع مع إيران ؛ مخالفة بذلك سنّتها القديمة حول العلاقة معها ، وجدت هذه الدول في تقاربها هذا بعض انفكاك من إحكام قبضة الولايات المتحدة وفرض مصالحها في بعض الأحيان على غير رضا من الجانب الآخر.
أمام هذا المشهد ؛ لم تجد الولايات المتّحدة بدّا من ترك الباب مفتوح قليلا أمام حكومات دول المنطقة المهتمّة بالشأن الفلسطيني ، لقد اتخذت في التأكيد على ضرورة التعامل مع القضية وفقا لحل الدولتين سبيلا لذلك ؛ باعتبار أن هذه التصريحات تسمح للشعوب بإطلاق رضاها عن تصرفات حكوماتها وتمنحها مساحة للسير باتجاه رغبة الولايات المتحدة في الابتعاد عن إيران ؛ سيّما عندما يتساءل الشعب لماذا نهجر إيران القريبة ونستعين بأمريكا البعيدة ، إن لم يكن الأمر غير ذلك.
أخيرا ، ينبغي النظر إلى كل ما سبق من جهة الموقف الذي تتبنّاه ركيزة لها وزنها من ركائز الحكم في إسرائيل ؛ والتي لا توفّر مناسبة إلّا وتؤكد فيها نهجها القائم على انعدام تصوّر وجود دولة فلسطينية ؛ بغضّ النظر عن نطاقها الجغرافي أو الزماني ، أو أشخاص الحكم فيها .
نخلص إلى أن حديث قوى العالم عن حل الدولتين لا يتعدى كونه عصا القوي تؤرجح جزرة الضعيف.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد