اقتلوهم: جريمة قول الحقيقة!

mainThumb

14-06-2024 11:27 PM

لسبب ليس مجهولاً، تحرص إسرائيل على اغتيال الصحافيين بالذات الذين يموتون شهداء (قرأت أنها اغتالت 58 شهيداً في 28 يوماً)! وهكذا أعلنت منظمة «مراسلون بلا حدود»؛ أنها قدمت شكوى إلى «المحكمة الجنائية الدولية» حول ذلك. ولكن كراهية إسرائيل للحقيقة (التي تقترفها) أكبر من المحاكم كلها.. نقل حقيقة ما يدور في غزة وبقية الأرض الفلسطينية التي لم تتمكن إسرائيل بعد من احتلالها، (ولن!) هو عمل عدواني بالنسبة لجنود الاحتلال. وأخطر هذه الأعمال العدوانية هو جريمة قول الحقيقة. حقيقة ما تفعله وما تقترفه من جرائم.. من هدم للبيوت والمستشفيات (بذرائع مختلفة) وقتل النساء لأنهن ينجبن الأطفال، والأطفال هم الأعداء لأذى إسرائيل بعد أعوام.. ولذا نجدها تحرص على قتل الحقيقة الآتية بعد أعوام بقتلها للأطفال أيضاً، وللنساء؛ لأن المرأة الفلسطينية الحامل ستنجب عدواً لإسرائيل.. ولكن إسرائيل هي عدوة نفسها، وقول الحقيقة لا يؤذيها بقدر ما تؤذي نفسها بأفعالها العدوانية، حتى صار العالم كله تقريباً يلوح بالعلم الفلسطيني.
متى تعي إسرائيل أن قول الحقيقة ليس عدوها بقدر ما هي عدوة نفسها؟

تزوج وعمره 100 سنة!
جندي جاء إلى فرنسا في الحرب العالمية الأخيرة ليقاتل، واسمه هارولد تيرينز. لكن اسمه غير مهم، بل ابتسامته السعيدة لأنه على وشك الزواج من جين سويرتن وعمرها 96 سنة، أي أن خطيبها أكبر سناً منها بأربعة أعوام (عمره 100 سنة) قرأت الخبر في مجلة فرنسية اسمها (كلوسر) ولفتتني صورهما.. ابتسامتان شابتان سعيدتان قلما نرى ما يشبهها على شفاه رجل عمره 100 سنة وعروسه بابتسامة شابة وهي في سن 96 سنة!
يبدو أن الحب (وباء) يصيب الناس في الأعمار كلها.. وهو الوباء الوحيد الذي نرحب به ونتمنى الإصابة بالعدوى!

عض رجل كلباً!
نقرأ الكثير عن العنف الذكوري نحو الزوجات والحبيبات وضرب الرجل للمرأة.. لكننا قلما نقرأ عن زوج يشكو علناً من ضرب زوجته له منذ زواجهما قبل 20 سنة وهو يتحمل ذلك. وقلما نرى صورة زوج (مضروب) بل وقوله إن زوجته تضربه منذ 20 سنة وهو يسكت، حتى أبلغ أحد أقربائه رجال الشرطة الذين اعتقلوا زوجته ويقومون باستجوابها.
ويقول ريتشارد (الرجل المضروب) إن زوجته تضربه منذ 20 سنة (الخبر قرأته في مجلة كلوسر الفرنسية في 5-5-2024 ولفتني). فنحن نقرأ باستمرار عن العنف الذكوري نحو الزوجة أو الحبيبة وعن شكواهن أحياناً حتى من العنف الجنسي من قبل بعض نجوم السينما مثل النجم السينمائي جيرار دوبارديو. ولكننا قلما نقرأ عن رجل يشكو من ضرب زوجته له وعنفها طوال 20 سنة!
وتذكرت الصحافي المصري الكبير مصطفى أمين، الذي كان يقول للمتدربين عنده، في جريدة معروفة: عض كلب رجلاً ليس خبراً؛ فهذا هو المألوف. أما الخبر فهو: عض رجل كلباً!
وتذكرت ذلك وأنا أقرأ عن ذلك الفرنسي المسكين الذي تضربه زوجته حتى انفجر وباح.. ولكنه لم يقل لنا ما الذي كان يقترفه حين تضربه زوجته.. وتهدده بتشويه وجهه بالسكين والادعاء بأنه فعل ذلك بنفسه في نوبة جنون.
وقد تحولت حكايته مع زوجته إلى فيلم في التلفزيون البريطاني كما قرأت.

(القدس العربي)


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد