شوفتكم بمال الدنيا

mainThumb

13-06-2024 01:52 PM

بعد تداول منشور الخبير، لا أعلم شخصياً من هو، لكنه صادق في ما عبر به عن الحالة الاقتصادية. وأعطى حلولاً بأن هناك خيارين أمام الأردنيين في العيد: الاقتراض أو الانعزال الاجتماعي.

رصدت الردود واختيار الانعزال الاجتماعي كان الأكثر تداولاً، واعتبره البعض خياراً مريحاً. الجميع يعلم أنه ليس هناك راتب قبل العيد، وهذا دليل على أن المادة هي المحرك الرئيسي للعلاقات الشخصية في المجتمع. العيدية، بدفعها كاش، هي عامل مهم يستخدمها الزائر من باب الواجب. حتى لو استخدمت العبارات التقليدية مثل "والله شوفتك بمال الدنيا"، وهي جملة ألفها كاتب معاصر، تبقى العيدية جزءاً مهماً من تقاليدنا.

بعض النساء اعتدن على قول هذه الجملة من باب المجاملة، وهي محببة لكل الأطراف، خاصةً من ذوي أصحاب الدخل المحدود. وبمجرد أن يضع أحدهم يده في جيبه، متوقعين أن هناك عيدية ستخرج في أي لحظة، تتحقق هذه المقولة. هذا هو مجتمعنا ونحن نعرفه جيداً.

لكن، ومع كثرة الزيارات، هناك خيار ثالث كنت أتمنى أن يقترحه ذلك الخبير، وهو تقسيم العيدية إلى جزأين، أي أن تكون العشرة دنانير خمسة وخمسة بالتساوي. هذا خيار لتخفيف الحرج. ولكن، ماذا تفعل خمسة دنانير في هذه الأيام؟ خاصةً أن الجميع يعيش ظروفاً صعبة في آخر الشهر على بقايا الراتب، والحالة الاقتصادية العامة منهكة.

لكن، مع هذا، البعض سيستخدم أسلوب التهنئة باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا خيار رابع وهو من أفضل الأساليب التي نسي الخبير أن يذكرها. ومع أجواء الحر، التنقل من محافظة إلى محافظة يعد عذراً مقبولاً. صراحةً، الأجواء مرتفعة الحرارة، وهذا الخيار يجب أن يذكره الراصدون الجويون من باب التحذير بعدم الخروج من المنازل.

بكل النواحي، العيد القادم متوقع أن يكون خالياً من الدسم، وخالياً من العيديات، وخالياً من الطشات وحجز الفنادق والسفر إلا من رحم ربي. وعليه، يجب النظر إلى العيد من منظور آخر يرفع العتب والتكلفة، وتفعيل مقولة "شوفتكم بمال الدنيا" على مستوى الأردن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد