فلنتعلم من حرب غزة
منذ السابع من أكتوبر 2023 وبداية ما سمي بطوفان الأقصى والعالم يشاهد بصمت قاتل ما تفعله إسرائيل من حرب إبادة جماعية لسكان غزة وتقوم بقتل الأطفال والشيوخ والنساء وتدمر كل ما يواجهها من بشر وحجر. ولكن مع هذا كله نجد أخواننا في غزة يقفون صفاً واحداً خلف المقاومة يشدون من أزرهم ويضحون بأنفسهم وأبنائهم وأموالهم ومنازلهم في دعم المقاومة لتحرير الأرض العربية التي اغتصبتها اسرائيل منذ بداية الاحتلال الأسرائيلي لفلسطين بعد حرب عام ثمانية وأربعون.
وعلى الرغم من كل ما يجري على الأرض إلا أننا نرى أهلنا في غزة العزة لا زالوا صامدين في مواجهة هذا العدوان الذي تدعمه الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية. ونشاهد ويشاهد العالم أجمع صمود أهلنا في غزة رغم الدمار والتهجير جراء الاعتداء الغاشم الذي قامت وتقوم به اسرائيل يومياً.
فلنتعلم من حرب غزة بأنه لا شيء مستحيل مع العزيمة والاصرار ولا الركون إلى الواقع الأليم بأننا لا نستطيع فعل شئ بل إنه لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة، ولنتعلم من هذا الشعب الأبي بأن القوة في القلب قبل اليد وان صاحب الحق قوي مهما قلت إمكاناته، وأن المغتصب المحتل ضعيفا مهما بلغت قوته، فالحق قوة والاغتصاب والاحتلال ضعف. ولنتعلم من حرب غزة بأن الجيوش مهما تسلحت وتعلمت من أساليب الحرب في الكليات العسكرية لا يملكون أسباب النصر مع مقاومة تضع نصب عينيها النصر أو الشهادة وإيمان بالبحق، ولا ترقى خططهم إلى قوة المقاتل الذي الذي يطلب الشهادة أكثر مما يطلب عدوه الحياة تأكيداً لمقولة أطلب الموت توهب لك الحياه.
ولنتعلم من محاربي غزة بأن القيادة ليست بعدد الاوسمة والنياشين التي تزين البزات العسكرية وصدور الضباط والجنود في الجيوش، ولا في المكاتب الفخمة ولا السيارات الفارهة ولا في عدد الخدم، وإنما القيادة هي الإيمان بالحق والقضية التي تزرع في القلوب الشموخ وتزرع في قلوب الأعداء الخوف والوهن والضعف وتجعلهم يستهدفون كل شئ ويسرقون كل شئ خوفاً من أي شئ.
ولنتعلم من حرب غزة الإدارة على أرض المعركة في الواقع وليس في النظريات المكتوبة في كتب جميلة وبلغات أجنبية ظناً ممن يقرأها بأنه يستطيع إدارة الحرب وإحراز النصر.
ولنتعلم من حرب غزة بأنه مهما بلغ الدمار، ومهما فعل العدو ومهما قتل من الاهل والاحبة ظناً منه بانه يمارس عامل ضغط على أصحاب الحق للرضوخ والاستسلام، ولا يعلم بأن كل واحد منهم يسارع إلى الشهادة كما يسارع هو للهرب حبا وطمعا في الحياة.
ولنتعلم من حرب غزة بان صعوبة العيش والصبر على الجوع والعطش وقلة الطعام وعدم توافر أساسيات الحياة والمبيت بالعراء افضل مليون مرة من القبول بالذل والهوان مع رغد العيش. فلنتعلم من حرب غزة بأن من كان مع الله فإن الله معه ومهما كان قويا فان الله اقوى ويدعم صاحب الحق ويسانده فهذا إيمان لم ولن يوجد عند العدو. ولنتعلم من حرب غزة بأن يضحي بنفسه وماله فلن تجد أحد يثني عزيمته وبذل الغالي والرخيص وأن التحرير ثمنه الروح والدم والمال، ومن يطلب الجنة فلن ينظر إلى دنيا فانية زائلة لا تساوي عند الله جناح بعوضة.
ولنتعلم من حرب غزة بأن بناء الإنسان وتربية الاولاد تقوم على القيم السامية والإيمان والتربية الدينية والوطنية الصادقة والحق بالوطن وبالإسلام والعروبة والافتخار بكل ذلك وليس على ملذات الحياة. ولنتعلم من حرب غزة بان العيش بالانفاق بعزة وشموخ أقوى وأشرف من العيش بالقصور مع الخوف والذل والهوان، ولنتعلم من حرب غزة بأن من تريد كسره ولم يكسر فإنه يقوى ويصبح عصياً قوي الشكيمةومن الصعب كسره. ولنتعلم من حرب غزة بأن المنظمات الدولية تقف إلى جانب القوي لا بجانب الضعيف، ولنتعلم من حرب غزة بأن من يصدرون لنا مبادئ حقوق الانسان والحرية ومختلف المبادئ التي يحتفون بها قد سقطت من أعيننا بعدما رأيناها تهوي مع القنابل والقذائف والصواريخ على المواطنين العزل الأمنين في بيوتهم.
ولنتعلم من حرب غزة بان القوة والضعف في القلوب لا في الجيوش، ولنتعلم من حرب غزة بأن ثلة من المؤمنين بالحق خير من شعوب تعيش على هامش الحياة دون هدف. ولنتعلم بمن حرب غزة بأن رفع راية التحرير تأتي من المجاهدين لا من المتخاذلين والمهادنين والمعاهدين. ولنتعلم من حرب غزة بان وقوف الأخ إلى جانب أخيه أكبر درس يتعلمه الأنسان في هذه الحياة، ولنتعلم من حرب الشموخ والإباء وبأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. ولنتعلم من حرب غزة بأن من يريد التحرير يحمل البندقية إلى جانب غصن الزيتون فإن البندقية هي الضمانة لحماية السلام لا بالكلام.
فلنتعلم من أمهات الشهداء الصبر وان الدموع التي تفيض حباً في الوطن وتضحية بالأبناء، ولنتعلم من شيوخ غزة العزة والكرامة، ولنتعلم من أطفال غزة النظر الابتسامة رغم هول الحرب وأن المستقبل بالتحرير آت لا محالة وأنهم مشاريع شهداء. ولنتعلم من حرب غزة ما قاله الشاعر
وَإِذا الجَبانُ نَهاكَ يَومَ كَريهَةٍ خَوفاً عَلَيكَ مِنَ اِزدِحامِ الجَحفَلِ
فَاِعصِ مَقالَتَهُ وَلا تَحفِل بِها وَاِقدِم إِذا حَقَّ اللِقا في الأَوَّلِ
وَاِختَر لِنَفسِكَ مَنزِلاً تَعلو بِهِ أَو مُت كَريماً تَحتَ ظُلِّ القَسطَلِ
فَالمَوتُ لا يُنجيكَ مِن آفاتِهِ حِصنٌ وَلَو شَيَّدتَهُ بِالجَندَلِ
مَوتُ الفَتى في عِزَّةٍ خَيرٌ لَهُ مِن أَن يَبيتَ أَسيرَ طَرفٍ أَكحَلِ
لا تَسقِني ماءَ الحَياةِ بِذِلَّةٍ بَل فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ
ماءُ الحَياةِ بِذِلَّةٍ كَجَهَنَّمٍ جَهَنَّمٌ بِالعِزِّ أَطيَبُ مَنزِلِ
فلنتعلم وسنبقى نتعلم من حرب غزة
والله غالب على أمره
عبادي الجوهر يستعد لإحياء ليلة طربية في الكويت
أسباب بهتان ألوان الملابس وكيفية تجنبها
خبراء التغذية يوصون بنظام غذائي صحي مع اقتراب عام 2025
روسيا:أسماء الأسد لم تطلب الطلاق ومغادرة موسكو
صداع التوتر علاجه بالتدليك والنوم الجيد
Fendi تكشف عن مجموعة ænigma المبتكرة بمعرض ميامي
أبرز صيحات ديكورات احتفالات نهاية العام 2024
ما أمنية الفنانة بشرى للعام الجديد
مكسيم خليل يزور قبر والدته في سوريا للمرة الأولى
أردنيون وسوريون يُسمح لهم بالدخول والمغادرة عبر حدود جابر
مايا دياب تكشف عن مواصفات فتى أحلامها
عملية طعن شمال القدس تُسفر عن إصابة جندي إسرائيلي
نادين نسيب نجيم تشتري لنفسها هدية فخمة
من هو ماهر النعيمي في أغنية "وبسيفك نقطع روسهم" .. فيديو
هام بخصوص موعد صرف رواتب متقاعدي الضمان
التايمز:جنيفر لوبيز ومقويات جنسية في مكتب ماهر الأسد
ولي العهد ينشر مقطع فيديو خلال زيارته لدولة الكويت
إجراءات قانونية ضد شركات رفعت أسعار بطاقات الشحن
نبات قديم يعزز نمو الشعر ويمنع تساقطه
مهم من التعليم العالي بشأن المنح والقروض الطلابية
فصل الكهرباء عن مناطق واسعة بالمملكة الأسبوع القادم .. تفاصيل
إغلاق طريق عمان-جرش-إربد بمنطقة مثلث كفر خل 8 ساعات
مدعوون لإجراء المقابلات لغاية التعيين .. أسماء
تخفيضات في المؤسسة الاستهلاكية العسكرية