عندما يشخص الملك الواقع تماماً

mainThumb

10-06-2024 08:15 AM

شخص جلالة الملك عبدالله الثاني القوة الحقيقية التي يتمتع بها الأردن، والتي استند إليها جلالته للعبور بسفينة الوطن عبر مسيرةٍ استمرت خمسة وعشرين عامًا؛ كان فيها من الحروب الدمويّة والاضطراباتِ المؤسفةِ في الإقليم ما فيها، وسرَّ بقاء الأردن منيعًا قويًا عزيزًا صامدًا.

جلالته قابل الود بالود والكرم بالكرم والإحسان بالإحسان، فجلاته عبّر عن فخره بصوتٍ عالٍ بأردنيته وانتمائه لتراب هذا البلد العزيز، وقال: إنّ القوة الحقيقية نابعة من خلق الشعب الأردني وانتمائه الواضح لتراب هذا الوطن العزيز، فبهذه الهمم استطاع الأردن عبور كل التحديات التي ضربت ومزقت كثيرًا من دول الإقليم.

تحدث جلالته في خطابه للأسرةِ الأردنية خلال الفعاليةِ الوطنية بمناسبةِ اليوبيل الفضي لتسلم جلالتِه سلطاته الدستوريّة، التي تتزامن إقامتها مع عيد الجلوس الملكي الـ 25، من القلب إلى القلب، بكل حب ووفاء وإخلاص، لا تخلو كلمات جلالتِهِ من عباراتِ الثناء والإشادة بالأردنيين الذين بادلوه الحب بالوفاء والوقوف خلف قيادته الحكيمة لتحقيق النجاحات تلو النجاحات، والخروج من عواصف الإقليم التي ألمت بشعوب المنطقة وأثخنت جراحهم.

المتابع لخطاب جلالة الملك، يشعر بالفخر والنصرِ على الظروف القاهرة التي عشناها وعاشها العالم في ربع القرن الماضي، وهذا يتطلب أن لا نتوقف بل نستمر في العطاءِ والصمودِ في وطننا والدفاعِ عنه بالمهج والأرواح، والذود عن حياضه بما أوتينا من قوة وعزم؛ فالمنطقة اليوم للأسف «حبلى» بالأحداث العصيبة، وما خلفه وسيخلفه العدوان الإسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما يرتكبه من مجازر يندى لها جبين الإنسانية، والأكثر سوءًا مجزرة «مخيم النصيرات» التي خلفت مئات الشهداء والجرحى من أجل إنقاذ أربعة أشخاص بمشاركة أميركية أقرت بها واشنطن وأجازتها وساهمت فيها وبالمجازر التي ارتكبت خلالها.

إنّ الحرب على غزة تتعمق في بشاعتها ودمويتها، ويستطيع المتابعُ أن يرى أن الأمور ذاهبة إلى أسوأ مما نشاهده اليوم من مجازر، فهذا الكيان الغاصب بات يتمتع بغطاء غربي من عواصم القرار القوية، التي تغطي وتبرر وتشارك في مجازره ضد الأطفال والنساء والشيوخ وغيرهم من المدنيين الأبرياء. وإن «إسرائيل» ماضية قُدمًا في تنفيذ حلمها التوسعي، وتنفيذ برنامجها الاستعماري، فهي أمامَ فرصة قد لا تتعوض ولا تأتي مرة أخرى، حققت فيها الدعمَ العالمي، في ظل الضعفِ العربي نتيجة الاضطرابات والحروب التي تعيشُها المنطقة العربية، وتحييد دول كانت فاعلةً مثلَ العراق وسوريا.

كل هذه الأحداث التي تتعمق في المنطقة، والتي قد يتمخض عنها الكثير من الدمار والمآسي، خاصة من مخاطر توسع الحرب شمالًا على جبهة لبنان، إذ يهدد التيار المتطرف الصهيوني على لسان الثلاثي المتطرف «نتنياهو غالانت غانتس»، وفي مناسبات متعدّدة بإعادة لبنان إلى «العصر الحجري» أو تحويله مثلَ مدينة خان يونس، وعلى جهة الضّفة الغربية ليس بعيدًا الخطر أيضًا، فهي كل يوم تقدم الشهيد تلو الآخر، وخطر التهجير قائم في ظل الخطة التوسعية الصهيونية التي لن تتوانى عن تنفيذ المجازر بُغية تحقيق أحلامها.

هذه المعطيات كلها، تدفعنا اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى أن نكون يقظين في الأردن، وملتفين حول القيادة الهاشمية لحفظ الوطن من الأخطار التي قد تنفجر في أي لحظة، ومدى الانعكاسات الخطرة على وطننا العزيز؛ فالمرحلة المقبلة تتطلب الوعي واليقظة والالتفاف حول القيادة، وعدم الالتفات لأي تيار أو «مراهق سياسي» ينعق هنا أو هناك... حفظ الله الأردن والقيادة الهاشميّة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد