مليشيات الكونغرس تقصف المحكمة الدولية

mainThumb

08-06-2024 07:08 PM

نعرف أن هذه العصابات الصهيونية المجرمة، المسماة إسرائيل كما يسميها العالم اليوم في عصر اختلطت فيه المفاهيم، الحابل بالنابل، الصح بالخطأ، الحق بالباطل. عالم تقوده عصابة مليشيات امتلكت كل وسائل المعرفة والقوة، وهذا صحيح. أصبحت تُسمى الولايات المتحدة الصهيونية وليس الأمريكية. أبادت هذه العصابة (الدولة) شعب الهنود الحمر الآمن في وطنه بأكمله، وأقامت كيانها على أنقاضه، بنفس الأسس التي أقام عليها الكيان الصهيوني اللقيط. كلاهما أقام وجوده على حساب شعب آخر بعد تشريده أو إبادته.

إذا كانت الولايات المتحدة الصهيونية قد أبادت بالفعل والعمل شعب الهنود الحمر المسالم، وما تبقى منهم جعلتهم عبيدًا وخدمًا، فإن الكيان الصهيوني يحاول أن يفعل نفس الشيء في فلسطين منذ النكبة العربية الكبرى عام 1948م.

الحرب على غزة وفلسطين

الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة وعموم فلسطين، وجرائم القتل والإبادة من قطعان المستوطنين المدعومين من عصابات ما يسمى بجيش الدفاع، هي في الحقيقة أكبر دليل على غياب كل أسس العدالة والقوانين. هذه الجرائم ليست ردود فعل كما يزعم قادة الإجرام الصهاينة وأبواقهم الناطقة بالعربية.

كلا الكيانين الصهيونيين، في البيت الأسود بواشنطن الملطخ بالعار ودماء الأبرياء، وتابعه الصهيوني الصغير في فلسطين المحتلة، يؤمنان بحرب الإبادة للشعب العربي الفلسطيني، بدءًا بغزة ثم الضفة الغربية. بدأت بإجرام قطعان المستوطنين وما يسمى بالجيش الذي يحميهم ويساعدهم، ثم فلسطين المحتلة عام 1948م.

الفرق الجوهري بين الإدارتين

الفرق الجوهري الذي يراهن عليه الغافلون أو الخونة في أمتنا العربية بين الإدارتين هو أن الأولى، أي واشنطن، ترى إطعام الغزاويين قبل إبادتهم، بينما الأخرى ترى إبادتهم جوعى وعطشى.

لذلك، لا أحد عاقل في العالم يصدق ما تقوله إدارة البيت الأسود، سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية. كلاهما وجهان لعملة صهيونية واحدة اسمها القتل والإجرام والإبادة. أكبر دليل على ذلك هو ما يراه العالم كله من هذا الهجوم الممنهج والقصف من مليشيات الكونغرس بواشنطن على محكمة الجنايات الدولية وتهديد أعضائها وحتى عائلاتهم.

موقف المحكمة الدولية

كيف تجرأت هذه المحكمة لأول مرة في التاريخ بإصدار مذكرة جلب للمجرم نتنياهو ووزير دفاعه؟ ونحن هنا لا ندافع عن المحكمة، بل نتهمها بأنها غير عادلة ومنحازة. الدليل أنها ساوت بين الضحية والجلاد، بين القاتل المجرم والضحية الذي يدافع عن نفسه وعرضه ومقدساته. هذا ما أقرته كل قوانين الأرض والسماء. ما يحدث في عاصمة الصهيونية العالمية أمر لا يصدق، ونسف لكل أكاذيب الطغمة الصهيونية في البيت الأسود والكونغرس الذي يشرع للعالم في هذا العصر، الذي أصبح فيه القانون أسوأ من شريعة الغاب.

جريمة محكمة الجنايات الدولية

جريمة محكمة الجنايات الدولية أنها أرادت حفظ ماء الوجه لها بعد جرائم الإبادة في غزة التي فاقت الخيال، ولا يمكن لعقل بشري قبولها. ولذلك أصدرت المحكمة قرارها الذي اعتبرته الصهيونية العالمية في واشنطن مسًا بالصنم الصهيوني الذي تعبده. في نفس الوقت، غضت النظر عن أباطرة الإجرام الصهيوني من مجرمين يحملون ألقاب وزراء وقادة قطعان جيش الكيان المجرم. تماشيًا مع إدارة البيت الأسود، أصدرت بنفس المذكرة اعتقال ثلاثة من قادة المقاومة المشروعة للاحتلال والقهر. كيف يتساوى الضحية مع الجلاد؟

مزاعم الصهاينة

يتبجح الصهاينة ويزعمون أن حرب الإبادة بسبب ما يقولون إنه يوم السابع من أكتوبر. لكن العالم كله أصبح يدرك أن عملية السابع من أكتوبر إفراز طبيعي للاحتلال منذ النكبة العربية الكبرى قبل 76 عامًا، وهو مشروع بكل قوانين الأرض والسماء. جرائم الاحتلال منذ النكبة الكبرى والعدوان الصهيوني على غزة وكل فلسطين لم تتوقف، وما السابع من أكتوبر إلا ردًا طبيعيًا لشعب فقد كل أسس العدالة في هذا العالم.

 ازدواجية المعايير الدولية

ما أود قوله لكل العالم هو لماذا خلال أيام معدودة أصدرت محكمة الجنايات الدولية قرارًا مشابهًا بتوقيف رئيس دولة عظمى، وهو الروسي بوتين، وأعلنت المقاطعة الأممية لكل ما هو روسي عندما أرادت الصهيونية الأمريكية ذلك. ولكن ماذا عن هذه العصابات التي قتلت ودمرت وشردت شعبًا بأكمله منذ 76 عامًا؟

أما الأنظمة العربية، فإن الضرب بالميت حرام. وجودها وعدمه واحد، فهي خارج سياق العصر. ما نقوله للضمير العالمي الذي تحرك في كل دول العالم شعبيًا لوقف العدوان الإجرامي: ماذا عن الهجوم الداعشي من الكونغرس الصهيوأمريكي على المحكمة الدولية وتهديد أعضائها وحتى عائلاتهم؟ في أي عصر وزمن نعيش هذه البلطجة؟

السيطرة الصهيونية

يخطئ من يظن أن الصهيونية تحكم الولايات المتحدة وتحتل فلسطين فقط؛ الصهيونية تحكم الكثير من العالم بما في ذلك وطننا العربي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد