كحول الفقراء .. متعة رخيصة تتسبب بفاجعة في المغرب

mainThumb

07-06-2024 09:18 AM

السوسنة - متابعات

استفاقت مدينة القنيطرة وضواحيها، في المغرب، السبت الماضي، على فاجعة بعدما قرر العديد من شباب المناطق القروية المجاورة لقرية علال التازي أن يحتسوا شراب الفقراء أو “الماحيا” كما العادة بالنسبة للبعض، وبدافع التجربة والاكتشاف بالنسبة لآخرين، من دون أن يخطر ببال أحدهم أنها ربما تكون “سكرة الوداع".

وبقي الأهالي مرابطين أمام مستشفى الإدريسي، عدة أيام، وسط ترقب شديد، وصرخات امهات ينتظرن أخبارا عن ابنائهن الذين يرقدون في المستشفى، بسبب ما ارتشفوا من كؤوس الماحيا المسمومة خلال نهاية الأسبوع.

وكان حجم الصدمة كبيرا على القرويين الذين حملوا أبناءهم وإخوانهم وأفراد عائلاتهم في سيارات الإسعاف والسيارات الخاصة، على أمل إنقاذ أرواحهم من السم الذي يفتك بدواخلهم، بعدما جعلت “الماحيا” المسمومة جماعتهم القروية وأحوازها محط أنظار المغاربة، المترقبين للعدد النهائي للضحايا المحتملين.

وفي شهادة الأشخاص المتواجدين أمام المستشفى، قال شاب بالعقد الرابع: “جئنا بابن أختي بعدما اشتكى من آلام شديدة في بطنه”، وأضاف: “نحن في وضع لا نحسد عليه، هذا الابن الوحيد لأختي ولا يتجاوز عمره عشرين سنة. جئنا جميعا لنرى ما سيحدث؟”.

وأكد أن الإقليم بأكمله يعيش تحت هول “الصدمة” والفاجعة التي ألمت بعشرات الأسر، قائلا: “لا نعرف كيف حصل ذلك، الكثير من الشباب وجدوا أنفسهم يصارعون الموت بسبب الماحيا”، معتبرا أن هذا الأمر غريب بعض الشيء لأن الكثير منهم تعودوا على استهلاك “ماء الحياة” من الموزع نفسه، قبل أن يختم والتوجس بادٍ على محياه: “ليس باليد حيلة سوى الدعاء لهذا الشاب وأمه على أمل أن نستفيق على خبر تحسن وضعه”، وهو حال العديد من العائلات التي وفدت على مستشفى الإدريسي.

في الجهة المقابلة للمستشفى، تبكي العائلات بحرقة أمام مستودع الأموات الذي يحوي جثث من قضوا في الفاجعة الأليمة.

القرويون الحائرون في مصابهم، تداخلت عليهم الأمور بخصوص مصدر الخمر الفاسد الذي أسقط العشرات من فلذات أكبادهم بين ميت ومصارع للموت، نتيجة حالات التسمم الحاد الذي أخبرهم به الأطباء لدى تشخيص حالات بعض الإصابات.

يحكي الشاب الذي جاء في وقت متأخر يستفسر عن حال أخيه الذي نقل إلى المستشفى رفقة 4 أشخاص من قريتهم القريبة من “التازي”، بعد عودته من العمل: “لما عدت من العمل أخبروني بأن أخي بين الموت والحياة بسبب الماحيا، فجئت مباشرة إلى هنا وها نحن ننتظر”.

“أحد الشباب من الذين احتسوا معه الماحيا بلغنا أنه فقد بصره وأخي غسلوا معدته وأجروا له بعض التحاليل، نتمنى خيرا”، يورد الشاب المتحسر على وضع أخيه السيئ.

يقول الشاب: “الأخبار متضاربة، هناك من يقول إن شركة تقف وراء صنع هذا المشروب الذي أدى للكارثة، وآخرون يقولون إن أحد الأشخاص هو الذي أعدها معتمدا على مادة ينتجها أحد المعامل بالمنطقة، مبْقيناشْ عارفينْ شْنو وْقعْ”.

وعن مصير مروج “الماحيا” القاتلة، أكد أكثر من شخص من أهالي الضحايا، أنه يوجد في “حالة فرار، والسلطات الأمنية ورجال الدرك يبحثون عنه، في الوقت الذي تجري عملية حصر وتعقب الماحيا ومروجيها بالمنطقة، من أجل الحد من وقوع ضحايا جدد”.

وكان فؤاد عرشان، مدير المركز الاستشفائي الإقليمي بالقنيطرة أكد في تصريحات إعلامية، أن حصيلة الوفيات جراء فاجعة الماحيا بلغ “10 وفيات داخل المستشفى، و5 وفيات خارجه، من بينها حالة جدلية تم التأكد منها بعد التشريح الطبي”.

وأعلنت المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة الرباط-سلا-القنيطرة أنه تم ما بين الساعة السادسة مساء من يوم الاثنين 3 يونيو والساعة الثامنة صباحا من يوم الأربعاء 05 يونيو 2024، تسجيل حالات إصابات تسمم بمادة “الميثانول” في صفوف 114 شخصا من جماعة سيدي علال التازي، التابعة ترابيا لإقليم القنيطرة، تم تأكيدها مخبريا من طرف المركز المغربي لمحاربة التسمم ولليقظة الدوائية بالرباط.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد