عرايش البطيخ والانتخابات النيابية

mainThumb

02-06-2024 03:07 PM

في مثل هذه الأيام من الماضي، انتدبني شخصية عامة لافتتاح عريشة بطيخ كانت برعايته، ولكنه انشغل في رعاية أكبر حجماً وقيمة. ذهبت وقمت بمسك المقص كما في فيلم عادل إمام "الواد محروس بتاع الوزير"، وكانت سعادتي بالغة على اعتبار أنها طموح الكثير ممن يدعون أنهم وجهاء، رغم تواضع الحضور عندما علموا باعتذار الراعي الأصلي. حمدت الله على ذلك لأن معظم هؤلاء من المنافقين الذين يذهبون خلف الراعي كالقطيع دون معرفة المكان أو الاتجاه.

بالأمس، اتصل بي صاحب العريشة وطلب مني رعاية الافتتاح، خاصةً أن مبيعاته كانت جيدة في العام الماضي، وهو يتفاءل بتواجدي هذا العام. أفاد بأن العديد من المرشحين للانتخابات النيابية القادمة طلبوا منه أو توسطوا لديه لرعاية الافتتاح، واعتذر لهم بأدب حتى لا يُحسب على أحدهم.

صباح هذا اليوم، ذهبت وقمت بافتتاح العريشة بحضور بسيط من عمال الوطن الطيبين وبعض المارة الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد. بعد الانتهاء من مراسم الافتتاح، أصر صاحب العريشة على القيام بواجب الضيافة، وكان البطيخ حاضراً مع صاحب العريشة والعمال، وكانت "من نفس كريمة طيبة وطعمها لذيذ". جلسنا على "بكسة من الخشب المقوى وعليها جنبية وحصيرة قش"، وتشعب الحديث عن البطيخ سابقاً في المقاثي (الصحاري)، وكيف كان لونه وطعمه والتغيرات التي طرأت عليه، وما إلى ذلك من تفاصيل في مناطق عدة كانت تزرع بالبطيخ وإنتاجها كان وفيراً، وما عادت تنتج كما كانت سابقاً.

بدأ توافد الجمهور لشراء البطيخ بكثافة غير معهودة مما أسعد صاحب العريشة. مع بساطة الحدث والمغزى، لكنه أصدق تعبيراً من ندوات ومهرجانات الأحزاب ومرشحي الانتخابات النيابية، التي لا يُفهم من بعضها سوى التصفيق والنفاق والافتراء على الأموات قبل الأحياء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد