الحمامة الثرثارة
لو لم تكن جارتي ثرثارة ما وصفتها بالثرثرة ، لاخترت لها صفة تميزت بها الحمائم الأخرى، فمنهن الذاكرات و الضاحكات و الحزانى.
بَنَتْ على حافة نافذة حجرتي -وبكل جرأة- عشا لم تستأذنني في ذلك ولم تأبه لمشاعري ولم تراع قانون الجيرة ونحن أبناء المدينة تضيق بنا الأماكن.
جارتي نشيطة جدا تصحو مع الفجر تسبق الباعة و هدير الشارع وصخب إذاعات المدارس المجاورة و تبدأ نداءها وهمهمتها وتنهداتها بإلحاح وتكرار غريبين .. كرو ..دو.. دو ..كواك.. كو .. كو.. وكثيرا من الؤووه ... و الآااه !
فلا تدري إن كانت تُسبّح وتذكر الله كما كانت تقول جدتي أو أن الأنثى تحدث رفيقها عن خططها ذلك النهار أو أن الذكر يطلب من رفيقته شيئا -لك أن تتصور ما تشاء- لكنهما قطعا لا يتحدثان عنا.. وما يدريك؟ فإن قضية الشرق الأوسط أقضّت مضاجع الإنس والجان وطير سليمان!
في موسوعة الحمام أنواع كثيرة -تُقسّم حسب الحجم و شكل الريش و اللون والمنطقة- لها أسماء كثيرة و أصوات تخص نوعا دون آخر تبدأ بهديل الحمام الداجن -الوقور- ثم تتنوع لتسمع ما يشبه تأوهات الإنسان الحزين عند "حمامة الحِداد" أو " Mourning Dove " ، وقد تسمع ما يشبه الضحكات لدى "الحمامة الضاحكة" أو " “Laughing Dove
لكن جارتي تفعل كل ذلك، تارة يخيل لي أنها تقول "أستغفر الله" إن كان الوقت مبكرا ثم لا تلبث أن تبدأ محاضراتها التي لا تنقطع، يقول العارفين بالشأن الحمامي أن تلك النداءات منها ما يقوم بها الذكر مستعرضا أمام أنثاه ومنها ما تقوم بها الأنثى معلنة عن استعدادها للتزاوج ومنها إشارات تهديد لما حولها من الكائنات أو إنذار لرفيقاتها إن شاهدت أحد الطيور الجوارح لكنني أشعر أنها تهزأ بي و تسخر من قلة حيلتي فإن للحب قيد من اللطف يجعل منك مغلوبا على أمرك أمام هذا السحر الملائكي.
ترى ماذا سمع الشعراء في نداءاتها؟
في الوقت الذي كان فيه أبو فراس الحمداني أسيرا لدى الروم، حطت حمامة على غصن قرب نافذة سجنه أثار نواحها أحزانه و أيقظت عنده جنية الشعر فأنشد قصيدته "نجوى أسير" قال فيها:
أَقولُ وَقَد ناحَت بِقُربي حَمامَةٌ
أَيا جارَتا هَل تَشعُرينَ بِحالي
ثم يقارن بين حاله في الأسر وحالها وهي حرة وهو الصابر وهي الباكية، ثم يقول:
لَقَد كُنتُ أَولى مِنكِ بِالدَمعِ مُقلَةً
وَلَكِنَّ دَمعي في الحَوادِثِ غالِ
ومن قبله عنترة بن شداد إذ أنشد يبكي عبلة وقد أشجاه نواح الحمام :
يا طائِرَ البان قَد هَيَّجتَ أَشجاني
وَزِدتَني طَرَباً يا طائِرَ البان
إِن كُنتَ تَندُبُ إِلفاً قَد فُجِعتَ بِهِ
فَقَد شَجاكَ الَّذي بِالبَينِ أَشجاني
لو قلّبت -عزيزي القارئ- ديوان الشعر العربي القديم والحديث لوجدت كثيرا من الشعراء منهم من أشجاه نواح الحمام ومنهم من هز وجدانه جماله ورقته .
فذاك كاظم يشدو بشعر نزار:
يدك التي حطت على كتفـي
كحمامـة نزلت لكي تشرب
عندي تسـاوي ألف أمنيـة
يا ليتها تبقى و لا تذهـب
في جولتنا العجلى هذه لا نستطيع إلا أن نتوقف في. محطة محمود درويش وهو ينشد:
يطيرُ الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ
أعدِّي لِيَ الأرضَ كي أستريحَ
فإني أُحبُّكِ حتى التَعَبْ ...
أكان ينشد حبيبته المرأة أم حبيبته الأرض؟!
يظل الحمام قصيدة مغناة لا تمل من سماعها ولا تكف تسائل نفسك ..ترى ماذا تقول؟
وزير الطاقة:التعرفة المرتبطة بالزمن لن ترفع أسعار الكهرباء .. فيديو
خرائط غوغل ترصد سلاحًا سريًا أمريكيًا
شكري:مصر ترفض سيطرة إسرائيل على معبر رفح
حصيلة الشهداء والإصابات في غزة و60 شهيدا جديدا بـ4 مجازر
تعيين أمين عام جديد لحلف الناتو
فوز أوزبكستان وإيران والهند بكأس المصارعة الرومانية
الصفدي: الحكومة الإسرائيلية لا تريد السلام
نصار: إعادة افتتاح ملعب القويسمة نهاية 2024
اتفاقية تعاون بين عمان الأهلية ومركز الفائزون الرياضي
عمان الاهلية .. عندما يترسّخ التميّز كفعل يومي
كميات الطعام المقدمة للأسرى الفلسطينيين تخالف القانون الدولي
انخفاض الفاتورة النفطية للمملكة في الثلث الأول 6.1 بالمئة
المرحلة المقبلة صعبة .. أولى تصريحات مدرب النشامى الجديد
كم عدد أرامل الأردن في اليوم العالمي للأرامل
فرص عمل للأردنيين في أمريكا .. رابط
تواجد أمني كثيف بمنطقة القويسمة .. فيديو
حاج أردني يوضح ما حصل مع الحجاج وأسباب الوفيات .. فيديو
الأمن العام يكشف سبب تفجيرات ماركا وبيان مفصل لاحقاً
سحر أسود على جبل عرفات .. فيديو وصور
إجراءات خاصة بقاعات التوجيهي .. مهم من التربية
الأرصاد الجوية تحذّر:حرارة شديدة بتموز وآب المقبلين
انفجار جرة غاز داخل منزل في ماركا الجنوبية .. فيديو
الحالة الجوية من السبت حتى الإثنين
مهم بشأن تقليص مديريات التربية من 42 إلى 12
بيان من وزارة الصناعة بخصوص الدجاج
هام .. لأبناء المعلمين حملة شهادة التوجيهي غير الأردنية
الأردن:مذكرات توقيف لأصحاب مكاتب وضعاف نفوس غرّروا مواطنين بالذهاب للحج