بعدَ غياب إبراهيم رئيسي .. خلافة خامنئي تصبح أكثر ضبابيّة

mainThumb

20-05-2024 08:09 PM

عمّان- وكالات- السّوسنة

أعادَ مصرع الرئيس الإيرانيّ إبراهيم رئيسي، الأحد، إثر تحطّم مروحيّته، الجدلَ من جديد في أوساط المتابعين للشأن الإيراني حول خلافة "المرشد" الإيرانيّ علي خامنئي؛ فمع خروج رئيسي (63 عامًا) من المعادلة السياسية، أصبحت قضية خلافة خامنئي (85 عامًا) أكثر ضبابية من أي وقت مضى.
و إبراهيم رئيسي هو ظاهرة في السياسة الإيرانية، بسبب تدرجه في مناصب حساسة، خلال العقد الأخير الذي شهد تطورات مهمة، مثل إبرام الاتفاق النووي، والانسحاب الأميركي، بفرض دونالد ترمب استراتيجية الضغوط القصوى على إيران، وتفاقم الأزمات الداخلية، وانفجار مستويات غير مسبوقة من الاستياء الشعبي.
تولى رئيسي منصب الرئاسة في 2021، خلفًا للرئيس حسن روحاني، في انتخابات رئاسية شهدت عزوفًا قياسيًا عن صناديق الاقتراع، وفي ظل غياب منافس حقيقي، مع إبعاد جميع المرشحين المحسوبين على التيارين المعتدل والإصلاحي من سباق الرئاسة، وحصل رئيسي على 17.9 مليون صوت من 28.9 مليون توجهوا إلى صناديق الاقتراع من أصل 59 مليونًا كان يحق لهم التصويت.
وكان إبراهيم رئيسي يعد أبرز المرشحين لخلافة المرشد. وبالإضافة إلى منصب الرئاسة، تولى منصب نائب رئيس مجلس خبراء القيادة، الهيئة التي تسمي خليفة المرشد. وفاز رئيسي بانتخابات مجلس الخبراء لولاية جديدة بالانتخابات التي خاضها في مارس (آذار).
والآن بعد غياب رئيسي، ستكون الأنظار مسلطة على نجلي المرشد الإيراني، مجتبي ومسعود خامنئي، إلى جانب عدد من رجال الدين الصاعدين. وزعم عضو مجلس خبراء القيادة، محمود محمدي عراقي، في فبراير الماضي، أن خامنئي "عارض تقييم أهلية أحد أبنائه لتولي منصب المرشد لتجنب شبهة توريث المنصب".
كان رئيسي شخصية مغمورة عندما لفت الأنظار في عام 2015 بوصفه مرشحاً محتملاً لخلافة خامنئي. ولوحظ وقتذاك تقارب كبير بين رئيسي وقادة الحرس الثوري، بعدما أصدر خامنئي مرسوماً لترأسه العتبة الرضوية، ورافق ذلك مؤشرات كثيرة؛ أولها التحول المفاجئ للقبه الديني من حجة الله إلى آية الله الذي بدأت ترويجه وسائل إعلام الحرس الثوري، وبموازاة ذلك، أعلن عن بدء رئيسي تدريس مادة "فقه الخارج" في الحوزة العلمية، وهي من أعلى الدروس الحوزية، وهو ما يعني حيازته الشروط الدينية لتولي منصب المرشد.
وكان المؤشر الثاني هو لقاؤه الشهير مع قادة الحرس الثوري في أبريل 2016، وهو ما أعطى دليلاً إضافياً على توجهه الجديد عندما عبر عن آرائه تجاه الأوضاع في المنطقة ودور إيران فيها، عادّاً دور الحرس الثوري وقادته في تطورات المنطقة صعباً. وفي اللقاء ذاته، أشاد بمواقف أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في اتباع "ولاية الفقيه"، بينما انتقد بعض من يخذلون النظام داخل إيران. وعُدّ اللقاء المذكور بمثابة بيعة الجنرالات لرجل يتدرب على أدبيات المرشد.

 

 

(الشرق الأوسط- وكالات)






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد