تسجيلات لتلاوة القرآن الكريم مصحوبة بموسيقى تصويرية ومؤثرات صوتية في مصر

mainThumb

03-09-2007 12:00 AM

أثارت تسجيلات لتلاوة القرآن الكريم بصوت أحد المنشدين مصحوبة بموسيقى تصويرية ومؤثرات صوتية انتقادات حادة في مصر، طلب على أثرها عضو بارز بمجمع البحوث الاسلامية بمصادرتها من الأسواق. وكان المجمع، وهو الجهة المسؤولة عن منح تصاريح الأعمال الدينية الفنية وتملك سلطة مصادرتها، قد منح قبل عامين إحدى جهات الانتاج توزيع هذه التسجيلات على أشرطة كاسيت واسطوانات ممغنطة.

وقال د. عبدالله النجار عضو المجمع لـ"العربية.نت" إنه استمع إلى هذه التسجيلات الموجودة على شرائط كاسيت واسطوانات ممغنطة، ورأى أنها تتنافى مع قوله تعالى "وإذا قُرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون".

وكانت هذه التسجيلات أنتجت بتصريح من الأزهر يحمل الرقم 99 لسنة 2005، وهي من انتاج شركة "الراية- رمضان غريب للإنتاج والتوزيع"، ومسجلة بصوت الشيخ وليد أبو زياد، الذي يعمل بمجال الإنشاد الديني في محافظة "بني سويف" (124 كم جنوب القاهرة)، وفق ما نقلت جريدة البديل 30 أغسطس، آب 2007.

وتصاحب التلاوة القرآنية مؤثرات صوتية، تتضمن أصوات حيوانات ورياح وعواصف ومؤثرات أخرى، وتتقدم التلاوة مقدمة تشويقية تصاحبها أصوات تعلو وتتدفق وتقذف في قلوب المستمعين الرعب تارة، بينما يكون إيقاعها هادئ، تارة أخرى، وذلك وفق الجو النفسي للسورة.

وفي تلاوته لسورة يوسف وحين يقرأ قوله تعالى "ق?Zالُوا ي?Zا أ?Zب?Zان?Zا إِن?Zّا ذ?Zه?Zبْن?Zا ن?Zسْت?Zبِقُ و?Zت?Zر?Zكْن?Zا يُوسُف?Z عِنْد?Z م?Zت?Zاعِن?Zا ف?Zأ?Zك?Zل?Zهُ الذِّئْبُ و?Zم?Zا أ?Zنْت?Z بِمُؤْمِنٍ ل?Zن?Zا و?Zل?Zوْ كُن?Zّا ص?Zادِقِين?Z"، يتلو الشيخ وليد أبو زياد الآيات مصحوبة بعواءً ذئاب. وحين يقرأ قوله تعالى: "و?Zر?Zاو?Zد?Zتْهُ ال?Zّتِي هُو?Z فِي ب?Zيْتِه?Zا ع?Zنْ ن?Zفْسِهِ و?Zغ?Zل?Zّق?Zتْ الأ?Zبْو?Zاب?Z و?Zق?Zال?Zتْ ه?Zيْت?Z ل?Zك?Z"، تسمع صوت صرير الباب وهو يغلق أو يفتح، وهكذا في كافة الآيات المسجلة على الأشرطة والأسطوانات الممغنطة

تغيير في المطلوب الشرعي

ويقول النجار للعربية.نت "إنه لا يجوز بأي حال من الأحوال، أن يتم وضع مؤثرات صوتية أو موسيقية تصحب تلاوة القرآن الكريم، لأن هذا يتنافي مع مع قوله تعالي "وإذا قُرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون".

ويعبتر أن ذلك يدخل ضمن "البدع والابتداع في الدين، والقاعدة تقول "إن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار"، فالله لم يطلب من أن نستمع إلي هذه الموسيقى أو المؤثرات الصوتية، أو خلاف ذلك. ولكن يطلب منا أن نستمع إلي القرآن الكريم وأن نتدبر معانيه حتى نستفيد من هذه الآيات في حياتنا الدنيا والآخرة"، معتبراً أن من شأن هذه المؤثرات أن تقضي على مفهوم التدبر وتصرف الناس عن الفهم للقرآن وآياته العظيمة.

ويرى النجار في هذا تغيير بالمطلوب الشرعي، الذي ينص على أن يقرأ المسلم للآيات وأن يستمع وينصت إليها بكل جوارحه، "فهذا تشويه للتلاوة القرآنية وليس تشويقا أو جذبا للمستمع، وهو يعبر عن سريان حالة من الجهل في التعامل مع كتاب الله".

مسئولية مجمع البحوث

ويشير النجار إلى أن القانون المصري ينص على عدم جواز تداول أي تسجيلات قرآنية على أشرطة أو إسطوانات إسلامية ممغنطة، إلا بعدإجازتها من مجمع البحوث الإسلامية، وهذه هي الحالة الوحيدة التي يجوز للأزهر أن يقوم بمصادرة منتج فني معين.

وطالب الأزهر بالتدخل السريع لوقف هذا التعدى والتجاوز على كتاب الله، "لأن هذا من شأنه أن يفتح الباب لكل من تسول له نفسه أن ينال من هذا الكتاب العظيم الوحيد الذي لم يتعرض لتحريف أو تشويه طيلة 14 قرناً من الزمان".

ويُشار إلى أن لجنة الإشراف الشرعي على البحوث بمجمع البحوث الإسلامية قد وافقت مؤخرا على مشروع "الشفرة الرقمية للقرآن" أو الإعجاز العددي للقرآن وهو عبارة عن برنامج رياضي يعطي لكل لفظ قرآني شفرة تمنع تغييره أو تبديله عند الطباعة، ويتيح تصحيح القرآن بأسلوب عصري وليس يدويا.

وقالت اللجنة في تقريرها أن هذا يمثل كشفا يتعلق بوجه جديد من وجوه الإعجاز الرياضي في كتاب الله تعالي وذلك فضلا عن استخدامه في حفظ القرآن الكريم من الأخطاء عند طباعته واكتشاف ما قد يوجد من تلك الأخطاء المطبعية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد