هيلاري كلنتون: حماقة أعيتْ مَنْ يداويها
ففي إطلالة عبر قناة الـ MSNBCالأمريكية، حكمت كلنتون على الطلاب المعتصمين بالجهل التام حول حقائق الصراع في الشرق الأوسط، وأنّ حواراتها مع «العديد من الشبان» أثبتت أنهم لا يعرفون الكثير، حتى عن «التاريخ في أماكن عديدة من العالم، بما في ذلك بلدنا». ويجب على أناس مثل البروفيسورة كلنتون أن يقوموا بـ»عمل أفضل» مع الشبان، لمساعدتهم على «استيعاب كيفية تصفية وتأويل ما يتلقونه من معلومات»؛ داخل قاعات التدريس الجامعية أيضاً، تحاشياً للسقوط في إسار «المطلقات السهلة ــ على شاكلة أن تكون إما مع أو ضدّ. ذلك لأنّ الحياة أكثر تعقيداً، وكذلك التاريخ».
وفي عداد دُرر المعلومات التاريخية التي اقترحتها على الطلاب «الجهلة»، قالت كلنتون إنّ مشروع السلام الذي اقترحه زوجها (الرئيس الأسبق) كان يعطي الفلسطينيين دولة على مساحة 96% من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأنّ الـ 4% الإضافية تبرعت بها دولة الاحتلال من أٍراضيها. حبل الكذب لا طول له، بالطبع، فما الذي جعل ياسر عرفات يرفض هذا العرض السخي الفريد الاستثنائي، إذن؟ هنا إجابة السيدة كلنتون: لأنه خشي أن يتعرض للاغتيال، على غرار «صنّاع سلام سابقين» مثل الرئيس المصري أنور السادات و»صديقنا العزيز العزيز» رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين!
ولولا قتامة المأساة الدامية المفتوحة التي يعيشها قطاع غزّة تحت وطأة جرائم الحرب المتواصلة منذ 8 أشهر، فقد كان يحقّ للمرء أن يضحك ملء شدقيه في الواقع، على هذا الاستغباء المعلَن للعقول، والفجاجة السقيمة في تزييف حقائق ثابتة مدوّنة بصدد مفاوضات كلنتون/ عرفات، والحماقة في اعتماد الطرائق الأكثر بلاهة لإدانة الحراك الطلابي الجامعي والزلفى إلى دولة الاحتلال ومجموعات الضغط الإسرائيلية في أمريكا. وكأنّ غليل كلنتون لم يشبع من تهمة الجهل التي ألصقتها بطلاب جامعيين، بعضهم يستكمل دراسات عليا تخصصية، وقسط غير قليل في صفوفهم من بنات وأبناء وأحفاد نكبة 1948 في فلسطين وبلدان العرب والعالم على النطاق الأوسع؛ فتوجب أن تكذب وتختلق وتلفق، أيضاً وأيضاً…
ولا غرو، فهذه هي كلنتون مؤلفة كتاب «التاريخ الحيّ»، 2004، وفيه تروي كيف مرّت على آل كلنتون حقبة كان فيها الكلب «بَدي» هو الوحيد المستعدّ لمعاشرة عميد الأسرة، الرئيس الأسبق بيل؛ على خلفية فضيحة الأخير مع المتدربة في البيت الأبيض، الشابة مونيكا لوينسكي. غير المصرّح به، في الكتاب كما في مجمل سلوكيات السيدة الأولى الأسبق خلال أشهر انكشاف التفاصيل الـ»غرافيك» للحكاية، أنّ السيدة كلنتون كانت خير مَنْ استفاد من الملفات الفاضحة، والأكثر انتهازية في توظيفها؛ لقد تصرّفت بذهنية وصولية مكشوفة، سياسية وسيكولوجية وإعلامية، فسحبت البساط من تحت قدمَي الزوج/الرئيس المستسلم أمام كلّ السكاكين؛ ثمّ استأثرت بصورة الزوجة/الضحية التي كبرت على جراحها، وتطلعت إلى أمام وإلى بعيد، أي إلى ما هو أسمى من الفضيحة ذاتها. وهكذا، حين كان بيل لا يعرف من أين تأتيه الطعنات، كان نجم هيلاري يصعد ويصعد، وباتت المحامية السابقة ترنو إلى سدّة أخرى: مبنى الكابيتول، ثمّ البيت الأبيض… رئيسةً هذه المرّة، لا سيّدة أولى فحسب.
وكلنتون مؤلفة كتاب آخر بعنوان «خيارات صعبة»، 2014؛ غطى 3 سنوات من ابتداء «الربيع العربي» حين كانت وزيرة الخارجية، وسرّب خفايا عن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الانتفاضات العربية. ولم يكن خافياً أنّ أولى أغراض الكتاب كان الهندسة المسبقة للحملات التي سوف تنغمس كلنتون فيها، ضمن سياق المعركة الانتخابية الرئاسية لسنة 2016. الشطر الثاني من التكتيك انطوى على إكثارها من اللقاءات والمقابلات والتصريحات، بذريعة الترويج للكتاب، بينما كان الهدف الأبعد هو النأي بالنفس عن السياسات الخارجية للرئيس الأسبق باراك أوباما، والغمز من خياراته في الملفّ السوري تحديداً. ذلك الانفكاك عن خطّ البيت الأبيض أكسب كلنتون جولة معنوية، وإعلامية بالطبع، حين تعاظمت قوّة «داعش» في العراق بعد سوريا؛ وصار لزاماً أن تقترب توجهات أوباما من أطروحات كلنتون، وتمنحها فضيلة الحكمة والتبصر. وللمرء أن يفترض، بذلك، أنّ المرشحة الرئاسية الديمقراطية في وجه دونالد ترامب خلّفت وراءها ذلك الفاصل العاطفي الحزين، سنة 2008، حين ترقرقت الدموع في مقلتيها بعد فشل سعيها إلى بطاقة ترشيح الحزب الديمقراطي، ضدّ البلدوزر الكاسح يومذاك، أوباما.
حماقات بالجملة، أعيتْ مَن يداويها منفردة أم متسلسلة؛ وبالتالي فإنّ خزعبلات قناة الـ MSNBC لن تكون آخر الأحزان، أغلب الظنّ.
(القدس العربي)
الاحتلال يهاجم 50 هدفاً في لبنان .. وحزب الله يعلق
الكلالدة نقيباً للملاحة والجازي نائباً للنقيب
اليرموك تمنح رئيس وزراء ولاية باهانج الماليزية الدكتوراة الفخرية
توقيف المذنبين .. إيران تكشف سبب انفجار المرفأ
وزير الثقافة يشارك باحتفال إشهار لواء المعراض مدينة للثقافة
عزم النيابية تؤكد دعمها للقطاع الصناعي
الإفتاء: الثلاثاء أول أيام شهر ذي القعدة
فريق قانوني دولي يتولى مرافعة الأردن أمام محكمة العدل الأربعاء
توضيح من التربية بخصوص قرار تأنيث الكوادر التعليمية
آخر موعد لتقديم الإقرارات الضريبية
مهرجان عمان السينمائي الدولي يعلن انطلاق دورته السادسة في 2 تموز المقبل
استشهاد 40 بغارات إسرائيلية وأزمة دم حادة بغزة
الملكية الأردنية تكرم الطيارين تقديراً لعطائهم بمناسبة يوم الطيار العالمي
الخيرية الهاشمية: سندعم طولكرم وجنين نظرا للظروف القاسية التي تمران بها
جلسة حاسمة قريباً قد تطيح بــ 4 رؤساء جامعات
مصادر حكومية: الأردن أكبر من الرد على بيانات فصائل فلسطينية
خبر سار لأصحاب المركبات الكهربائية في الأردن
الأردن .. حالة الطقس من الخميس إلى الأحد
توضيح مهم بشأن تطبيق العقوبات البديلة للمحكومين
الليمون يسجل أعلى سعر بالسوق المركزي اليوم
رسائل احتيالية .. تحذير هام للأردنيين من أمانة عمان
الخط الحجازي الأردني يطلق أولى رحلاته السياحية إلى رحاب
مصدر أمني:ما يتم تداوله غير صحيح
أول رد من حماس على الشتائم التي وجهها عباس للحركة
رفع إنتاجية غاز الريشة إلى 418 مليون قدم يوميا
تصريح مهم حول إسطوانة الغاز البلاستيكية
مسلسل تحت سابع أرض يتسبّب بإقالة 3 مسؤولين سوريين .. ما القصة