حماس: لا نقبل بأي صفقة تحت الضغط العسكري

mainThumb

07-05-2024 10:20 PM

عمّان- وكالات- السّوسنة

قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، إن موافقة الحركة على مقترح الوسطاء في مصر وقطر؛ جاءت نتيجة لمفاوضات طويلة وصعبة ومعقّدة ومتواصلة طيلة الأسابيع والأشهر الماضية وقد عُرِضت خلالها مقترحات عديدة، لم تكن تلبي شروط المقاومة، ولا مطالب شعبنا الوطنية، مؤكدا تمسك الحركة بمطالبها، والمرونة حيث لزم.
وأضاف، أن الحركة لا تقبل بوجود أي قوة احتلال على معبر رفح والمعبر سيظل معبرًا فلسطينيًا مصريًا وفقط، وإذا استمر العدوان فلن يكون هناك وقف لإطلاق النار ومن الطبيعي أن ترد المقاومة على عدوان الاحتلال.
وفي مؤتمر صحفي عقدته الحركة، الثلاثاء؛ أضاف حمدان، أن هذه الموافقة انطلاقاً من مسؤولية الحركة أمام شعبنا في قطاع غزَّة، ومن حرصها العميق على مصالحه وحقوقه وثوابته وتضحيَّاته، وتجاوباً إيجابياً مع دور الوسطاء في إنجاز هذا الاتفاق.
وأشار إلى أن هذا الاتفاق في بنوده وشروطه ومراحله، قد أمَّن القضايا الرَّئيسة لمطالب شعبنا ومقاومتنا في وقف العدوان بشكل دائم، وانسحاب الاحتلال من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين بحرية، والإغاثة وإعادة الإعمار وإنهاء الحصار، وإنجاز صفقة تبادل حقيقية وجادة.
وأكد حمدان، أن الاتفاق حقق الترابطَ في تنفيذ مراحله الثلاثة بشكل متواصل، وَقَطَعَ الطريق أمام الاحتلال، الذي كان يريد إنجاز مرحلة واحدة، يحقّق فيها الإفراج عن أسراه لدى المقاومة، ثمَّ يستأنف عدوانه ضد قطاع غزَّة، وهو الأمر الذي رفضته الحركة جملة وتفصيلاً.
واعتبر القيادي في حماس، أن الاتفاق الذي وافقت الحركة عليه، يمثّل الحدّ الأدنى الذي يستجيب لمطالب شعبنا ومقاومتنا؛ حيث تعاملت الحركة مع مقترح الوسطاء بمرونة عالية وقدَّمت تنازلات محسوبة ضمن هذا الحدّ، الذي لا يمكن بأيّ حال من الأحوال التنازل أو التفريط بجزء منها.
ووفقا لحمدان، فإن الحركة تلقت من الوسطاء، في حال الموافقة على مقترحهم، تأكيدات وتطمينات؛ بأنَّه سيكون لهم دورٌ في إتمام كافة مراحل الاتفاق، والضغط على الاحتلال للالتزام بنصوصه وتنفيذها، وعدم المماطلة أو التهرّب منها، وقد تكررت هذه التأكيدات والتطمينات بعد إعلان الموافقة على مقترحهم.

وفي متابعة تظورات الحرب، قال القيادي في حركة حماس، إنه على الرّغم من حجم المجازر والإبادة الجماعية والتهجير وتدمير كل مقوّمات الحياة الإنسانية، استخدم فيها الاحتلال النازي، على مدار أكثر من سبعة أشهر، كلّ أنواع القوَّة العسكرية المفرطة، بدعم أمريكي مفتوح ومتواصل، إلاّ أنَّ نتنياهو وأركان حكومته المتطرّفة لم يحقّقوا أيّاً من أهدافهم العدوانية، وتحطّمت مخططاتهم الواحدة تلو الأخرى، على صخرة صمود شعبنا وبسالة مقاومتنا.

وأضاف، أنه رغم الضغوط وقسوة العدوان، والتفاوض الشرس، ومحاولات العدو تكثيف عدوانه ونيرانه أثناء جولات المفاوضات، وفي لحظاتها الحاسمة، إلا أننا صمدنا بصمود شعبنا، وبلاء مقاومتنا، ووضعنا خطوطا حمراء لا يمكن المساس بها أو التنازل عنها.

وشدد حمدان، على أن حماس كانت في كلّ مراحل هذا الاتفاق، على تواصلٍ وتشاورٍ دائمٍ ومستمرٍ وحثيثٍ مع الإخوة في فصائل المقاومة، وعلى رأسهم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي المجاهد زياد النخالة، ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جميل مزهر، وكل فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزَّة.

وأكد أن هذا الاتفاق يمثّل إجماعاً وطنياً لكلّ قوى المقاومة، وتجسيداً لصورة الجسد والموقف والرّؤية الواحدة في ميدان المعركة وفي ميدان السياسة والمفاوضات، وتعبيراً صادقاً عن تطلعات شعبنا وحقوقه المشروعة.

وحول توجيه قيادة الحركة لوفدها المفاوض التوجّه من الدوحة إلى القاهرة، قال: نؤكّد جدّية موقفنا في التعاون الإيجابي مع الوسطاء، وفي إتمام وإنجاز اتفاق وقف العدوان، ونحن معنيون بالمُضي بكل إيجابية، في كل مراحله المتوافق عليها.

وأردف: موافقة الحركة على مقترح الوسطاء، مقابل السلوك الفاشي لحكومة نتنياهو، ومحاولاته المراوغة والتهرب من الوصول لاتفاق، يضع الإدارة الأمريكية، التي اتهمت الحركة دون دليل، أنها العقبة أمام إبرام هذا الاتفاق؛ يضعها أمام استحقاق واضح؛ بضرورة التخلّي عن انحيازها لمجرمي الحرب الصهاينة، والشراكة في جريمة الإبادة الجماعية، والانتقال إلى مربع الضغط عليهم لإلزامهم بوقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل، ووقف الجريمة التي خطط لها في مدينة رفح والسعي لتنفيذها.

واعتبر أنَّ "مناورة المجرم نتنياهو العبثية؛ عبر محاولات التهرّب من استحقاق الاتفاق، من خلال حربه العدوانية ضدّ شعبنا وفق أجندات سياسية شخصية، باتت لا تنطلي على أحد، وفي الوقت نفسه، لا يمكنها أن تدفعنا للتنازل عن حقّ من حقوق شعبنا ومطالبه المشروعة".

ووجه رسالة إلى نتنياهو وحكومته قائلا: على نتنياهو وحكومته النازية أن يفهموا أنَّ الحركة والمقاومة الفلسطينية لن تستجيب لأيّ مبادرة لوقف العدوان أو صفقة تبادل تحت الضغط العسكري وتصعيد العدوان، وإن هذه الأوهام ستذهب أدراج الرياح.

ودعا ندعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف هذا التصعيد الذي يهدّد حياة مئات الآلاف من المدنيين النازحين في رفح وعموم قطاع غزة، كما يهدد كل مساعي الوسطاء في وقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية.

وأكد أنَّ العملية العسكرية في رفح، إذا أقدم عليها العدو؛ لن تكون نزهةً لجيش الاحتلال الإرهابي، الذي سيجرُّ في نهاية المطاف، أذيال الخيبة، وسيخرج مدحوراً كما فعل في كل المناطق التي دخلها في قطاع غزة، وتعرّض فيها للإذلال، بأيدي مجاهدي كتائب القسَّام وسرايا القدس والمقاومة الفلسطينية.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد