صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - أعلنت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس التي تقوم بزيارة إلى العاصمة التركية انقرة أن الولايات المتحدة ستزيد من دعمها لتركيا من أجل القضاء على تهديدات المسلحين الأكراد الذين ينطلقون من شمال العراق.

وجاءت تصريحات رايس أثناء محادثاتها في أنقرة مع المسؤولين الأتراك بعد أن هددت تركيا بأنها سترسل قواتها إلى شمال العراق لتعقب مسلحي حزب العمال الكردستاني ما لم تبادر أمريكا أو العراق بالتصرف.  أما وزير الخارجية التركي علي باباجان فقال إن وقت الكلام انتهي والمطلوب الآن هو العمل .

وكانت رايس قد صرحت قبل وصولها الى انقرة ان حزب العمال الكردستاني "عدو مشترك" لكل من تركيا والعراق والولايات المتحدة، وانها "تتفهم ضرورة فعل شيء مجد ضد الانفصاليين الاكراد". لكنها اضافت: "ان كل ما من شأنه المساس باستقرار شمال العراق لن يكون في مصلحة تركيا ولا مصالحنا ولا مصلحة العراقيين."

وكان رئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان قد قال قبل ذلك ان ما يتم تدارسه الآن "هو عملية عسكرية وليس حربا، ونتمنى ألا تكون ضرورية".  ومن جهته، قال وزير الخارجية التركي علي باباجان ان زيارة رايس "بداية تعاون افضل" مع الولايات المتحدة لمحاربة حزب العمال الكردستاني.  وفضلا عن باباجان، التقت رايس بالرئيس عبد الله جول ورئيس الوزراء اردوغان الذي سيلتقي لاحقا بالرئيس الامريكي جورج بوش.  وتلوح تركيا بغزو شمال العراق ان لم تتخذ بغداد اية اجراءات ملموسة ضد المسلحين الاكراد.

وقد قتل حوالي 50 جنديا تركيا في اشتباكات مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني خلال الشهر الماضي، مما يجعل الحكومة التركية تحت ضغط هائل من الرأي العام لتتحرك ضد الانفصاليين.  وتريد تركيا من الولايات المتحدة ان تستخدم نفوذها في العراق بشكل كامل لإنهاء هجمات الانفصاليين الاكراد من شماله.

وكانت تركيا قد اعلنت الاربعاء اجراءات عسكرية وسياسية ودبلوماسية واقتصادية لمحاربة حزب العمال الكردستاني.  ورغم انها لم تدل باية تفاصيل عن تلك الاجراءات، فأغلب الظن انها ستشمل مقاطعة لاقليم كردستان شمالي العراق، والتي تتهمه تركيا بعدم السيطرة على انشطة الانفصاليين.

وجاء اعلان تركيا بعدما وعد العراق بتشديد الاجراءات الامنية لاضعاف حزب العمال الكردستاني وقطع خطوط التموين لديه.

أما الولايات المتحدة، فقالت انها ستزيد مساعداتها لتركيا في المجال الاستخباراتي حتى تسهل عليها استهداف مواقع الانفصاليين.  لكن انقرة تطالب باغلاق كل معسكرات حزب العمال الكردستاني في العراق، وباعتقال زعماء الحركة.

ورغم ان رايس تقول ان رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني وعد بعدم دعم الانفصاليين، تشك تركيا في نوايا حكومة الاقليم.  ونقلت اسوشيتد برس عن عن باباجان قوله انه "يشك في صدق الادارة الكردية في شمال العراق في محاربتها لحزب العمال الكردستاني، لكن على اية حال، فان اي عملية ننفذها هناك ستستهدف المنظمة الارهابية فقط، ولن تكون غزوا شاملا."