ذوو إعاقة يطالبون بحملات توعوية عن الصحة الإنجابية والجنسية

mainThumb
تعبيرية

24-04-2024 03:28 PM

السوسنة ـ هنادي الشريدة و غيداء عبيدات

يعيش 80% من أصل مليار شخص من ذوي الإعاقة في البلدان النامية، وفقًا لبيانات صادرة عن الأمم المتحدة.

واوضحت البيانات أن للأشخاص ذوي الإعاقة الحق في التمتع بأعلى مستويات الصحة الإنجابية والجنسية دون تمييز على أساس الإعاقة، ولكن إلى الآن لا يوجد حملات توعوية خاصة بالصحة الإنجابية.

ويقول عمر وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، أنه ليس لديه أي فكرة عن الصحة الإنجابية والجنسية، وأنه في الحملات التوعوية التي كان يشارك فيها كان الحديث فيها عبارة عن مرور الكرام دون الدخول بالتفاصيل، وأنه متشوق كثيرًا ليعرف المزيد من التفاصيل عن الموضوع وذلك لزيادة الوعي لديه.

وتقول زين وهي من ذوي الإعاقة أنها سمعت عن ورشة تتعلق بالصحة الإنجابية والجنسية، ولكن لم يتم دعوتها، وأنها تتمنى لو يتم دعوتها في الأيام القادمة؛ لتتمكن من التعرف أكثر عن الموضوع وزيادة فكرتها عنه لما له من أهمية كبيرة لذوي الإعاقة.

وبتول وهي احدى الفتيات التي يعانين من الإعاقة تقول أنه يوجد الكثير من حملات التوعية الخاصة بذوي الإعاقة، وأنها حضرت يوم واحد من ورشة ولم تكملها.

ويقصد بالأشخاص ذوي الإعاقة بحسب قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم (20) لسنة 2017، يعد شخصًا ذا إعاقة كل شخص لديه قصور طويل الأمد في الوظائف الجسدية أو الحسية أو الذهنية أو النفسية أو العصبية، يحول دون نتيجة تداخله مع العوائق المادية والحواجز السلوكية دون قيام الشخص بأحد نشاطات الحياة الرئيسية، أو ممارسة أحد الحقوق، أو إحدى الحريات الأساسية باستقلال.
وتعرف الصحة الإنجابية والجنسية وفقًا لتعريف منظمة الصحة العالمية على أنها الوصول إلى حالة من اكتمال السلامة البدنية والنفسية في الأمور ذات العلاقة بوظائف الجهاز التناسلي وعملياته وليس فقط الخلو من الأمراض والإعاقة، وكما تعكس المستوى الصحي للرجل والمرأة في سن الإنجاب.

كما أن الصحة الإنجابية تعني قُدرة الناس على الحصول على حياة إنجابية وجنسية مسؤولة ومُرضِيَة وأكثر أمانًا، وأن يكونوا قادرين على الإنجاب ولديهم حرية اختيار توقيت وكيفية القيام بذلك، وتشمل أيضًا أن يكون الرجال والنساء على علمٍ بوسائل تنظيم أسرة آمنة وفعالة وميسورة التكلفة ومقبولة؛ وكذلك الحصول على خدمات الرعاية الصحية المناسبة، وتطبيق برامج التثقيف الصحي للتأكيد على أن الحصول على فترة حمل وولادة آمنين توفر للأزواج أفضل فرصة للحصول على طفل سليم، وفقًا لما ورد عن المجلس الأعلى للأشخاص ذوي الإعاقة.

ويشار إلى أنه تم توقيع ورقة موقف حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في برامج الصحة الإنجابية والتربية الجنسية حسبما ذُكر في ورقة موقف حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في برامج الصحة الإنجابية والتربية الجنسية، أفردت الاتفاقية أحكامًا خاصة بالصحة الإنجابية تؤشر على إهتمام عالمي بهذا الموضوع، وقد انعكس هذا الاهتمام في قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 20 لسنة 2017 الذي تضمن نصوصًا واضحة بضرورة جعل خدمات الصحة الإنجابية متاحة وميسورة الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة على أساس من المساواة مع الآخرين .

وتواجه النساء ذوات الإعاقة عوائق خاصة تقف أمام حصولهن على الخدمات والمعلومات المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية، و يفترض العاملون الصحيون في كثير من الأحيان افتراضاً غير دقيق بأن النساء ذوات الإعاقة عديمات الرغبة الجنسية أو غير صالحات لكي يصبحن أمهات، وفقًا لما ورد عن الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للأشخاص ذوي الإعاقة.

وفي دراسة أجريت من قبل المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لسنة 2017، أظهرت نتائج الدراسة تدني توفر خدمات الدعم النفسي والصحي مقارنة بالخدمات الأخرى، والتي تشمل (خدمات التوعية، وخدمات أثناء فترة الحمل، وخدمات ما بعد الولادة، والخدمات المتعلقة بالأمراض والخدمات بشكل عام في المراكز) وبالذات في إقليم الجنوب.

كما بينت الدراسة إن أكثر خدمات الصحة الإنجابية التي تم تلقيها من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة هي خدمات المتعلقة بفترة الحمل ( 59.6%)، يليها خدمات متعلقة بمطاعيم الأطفال (59.2%)، ومن ثم خدمات متعلقة بالرعاية ما قبل وبعد الولادة (48.8%)، بينما كان مجموع نسب الأشخاص الذين تلقوا الخدمات المختلفة في مجال الدعم النفسي والصحي هو الأقل حيث بلغت نسبة الذين تلقوا خدمات من هذا النوع (6%).

وعن وعي الأشخاص بخدمات الصحة الإنجابية المتوفرة في المملكة ومجالاتها، أظهرت الدراسة أن 39.2% من الأشخاص ذوي الإعاقة أو بعض أولياء أمورهم أنه ليس لديهم معرفة بخدمات الصحة الإنجابية المتوفرة في المملكة، وكما وأن (70%) من الأشخاص الذين لديهم معرفة بخدمات الصحة الإنجابية المتوفرة في المملكة علموا بها من خلال الأقارب، والأهل، والأصدقاء، مما يظهر قصور قنوات الاتصال الرسمية مثل : المدرسة، أو الجامعة، أو الصحف، أو الأعلام في دورها التوعوي في الإعلان عن توفير خدمات الصحة الإنجابية.

وبالنسبة للخدمات التوعوية في مجال الصحة الإنجابية، فإن أكثر خدمة توعوية تم تلقيها من قبل الأشخاص هي المتعلقة بتنظيم الأسرة والصحة الجنسية بنسبة (20%)، ومن ثم تلك المتعلقة بالتثقيف والتأهيل الإنجابي قبل الزواج بنسبة (16.8%)، يليها المتعلقة بسرطان الثدي وعنق الرحم بنسبة (14.8%)، أما بالنسبة للخدمات التوعوية الأخرى فكانت النسب قليلة حيث تراوحت بين (2.4%) للأشخاص الحاصلين على محاضرات توعوية في التطور النمائي والأشخاص الحاصلين على توعية بخصوص الأمراض المنقولة جنسياً، و (8.4%) للأشخاص الحاصلين على محاضرات توعوية حول موضوع النظافة العامة والشخصية، وفقًا للدراسة.

وأظهرت الدراسة أن معظم الخدمات التي كان الأشخاص ذوي الإعاقة بحاجتها ولم يتلقوها نظرًا لعدم توفرها هي خدمات توعوية بحيث شملت خدمات ومحاضرات تثقيفية ونوعية لذوي الإعاقة وعائلاتهم من أجل التعريف بطبيعة إعاقتهم واحتياجاتهم، وكيفية التصرف تحديدًا في فترة البلوغ، و فترات ما قبل وأثناء الحمل وما بعد الولادة، بالإضافة إلى خدمات توعوية للأم والأب ذوي الإعاقة عن كيفية التعامل مع طفلهم.

وتشير الدراسة إلى أن الأسباب المؤدية إلى عدم توفر تلك الخدمات هو ندرة وجود مكان للتثقيف والتدريب وعقد الندوات في المراكز.

وعن مدى تكييف برامج الصحة الإنجابية لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، أظهرت الدراسة أن جميع المراكز التي تم التواصل معها تقدم خدمات موحدة لجميع المراجعين وغير مكيفة حسب احتياجات ذوي الإعاقة.
 

ويشار إلى أنه يوجد قله في تنفيذ حملات توعوية فيما يتعلق بالصحة الإنجابية للأشخاص ذوي الإعاقة.
وفي استراتيجية اتصال خاصة بقضايا الصحة الجنسية والإنجابية للأعوام 2022-2024 والصادرة عن المجلس الأعلى للسكان ومنصة شير-نت الأردن، بينت أن من أهم التحديات التي تواجهها الصحة الجنسية والإنجابية في الأردن غياب خدمات الصحة الجنسية والإنجابية المخصصة والمتكاملة وخاصة في (الطبي والنفسي والاجتماعي والأسري) والموجهة إلى فئات الأكثر هشاشة مثل ذوي الإعاقة وضحايا الإغتصاب ومرضى الإيدز، ومحدودية التكامل بين برامج الصحة الصحة الجنسية والصحة الإنجابية وبرامج الرعاية الصحية الأولية في المراكز الصحية وخدمات النسائية والتوليد في المستشفيات.

وأضافت الاستراتيجية أنه يوجد ضعف ونقص في البرامج التي تقيم مستوى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية المقدمة حاليًا في القطاعين العام والخاص، ومدى التزام مقدمي الخدمة بالبروتوكولات المعتمدة ومدى رضى المستفيدين منها، بالإضافة إلى ضعف مشاركة القطاع الصحي الخاص في برامج التوعية لخدمات الصحة الجنسية والإنجابية.

وبدورها تنظم الجمعية الملكية للتوعية الصحية حملات توعوية فيما يتعلق بالصحة الإنجابية، وعن حملات الصحة الإنجابية لذوي الإعاقة تضع الجمعية خارطة طريق للبدء بتنفيذ حملات توعية خاصة بالصحة الإنجابية للأشخاص ذوي الإعاقة، وكما أنها ستبذل كامل جهودها للعمل عليها في الأيام القادمة نظرا لأهمية هذا النوع من المواضيع.

وعن معهد العناية بصحة الأسرة والتابع لمؤسسة نور الحسين، تقول مشرفة ميدان أول هيا البدري أن المعهد يعمل على مشروع الأشخاص ذوو الإعاقة،ويتضمن حملات تأهيلية وتشخيصية، وحملات خاصة بموضوع الصحة الإنجابية والجنسية، بالإضافة للأنشطة الترفيهية للأطفال ذوي الإعاقة في مناطق عدة مثل: منطقة صويلح ومحافظة معان، و منطقة القويسمة، و محافظة الزرقاء .
وتابعت أن المعهد يقدم خدمات كثيرة للأشخاص ذوي الإعاقة من ضمنها الخدمات الطبية للأطفال والخدمات النسائية الخاصة بالسيدات من ذوي الإعاقة.

وعن نشاطات المجلس الأعلى للأشخاص ذوي الإعاقة، تقول الدائرة الإعلامية في المجلس أنه لا يوجد حملات توعية خاصة بالصحة الإنجابية للأشخاص ذوي الإعاقة، ولكنه شارك في الاستراتيجية الوطنية للصحة الإنجابية.

وعن الحملات التي يقوم بها المجلس، جاءت ضمن حملات العنف المبني على النوع الإجتماعي (الجندر)، وعن كيفية تناول الإعلام لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة لحملات الترويج لقوانين حق المعرفة وحملات التعليم الدامج، وفقًا لتصريح الدائرة الإعلامية في المجلس.

وفيما يتعلق بالحملات التوعوية في الصحة الإنجابية، ردت وزارة الصحة أنه لا يوجد الآن أي حملات تتعلق بموضوع الصحة الإنجابية والجنسية لذوي الإعاقة، ولكن الوزارة الآن تعمل على حملة فيما يتعلق بتنظيم الأسرة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد