صحيفة السوسنة الأردنية

وانت على سفوح جبال مؤاب، التي يناهز ارتفاعها 1260 م عن سطح البحر، ترى بعض من سحر الأردن، الجمال والإبداع الرباني الساحر، المذهل فيه قوة رباط واعتزاز الناس في هذه المدينة المدهشة.

لا ترى في الطريق، إلى "مدينة المزار الجنوبي "، إلا جماليات إبداعات، الأعشاب والازهار الموسمية، تعانق الأشجار البرية، وتلك اللمسات المبدعة لأبناء المدينة، سكان القرى والتجمعات التي تحتفي بيومها ومواسمها وثقافتها، التي وصفتها وزيرة الثقافة الاردنية هيفاء النجار، وصف مؤثر، مبدع: "أن الوجه الثقافي في محافظة الكرك وفي لواء" المزار الجنوبي" على وجه الخصوص يجدد للثقافة وجودها الكامل على خارطة التحديث الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، من خلال رؤية ثاقبة بقيادة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين؛ لنقدم للإنسانية مشروعا ثقافيا استثنائيا من خلال العمل بعزة وكبرياء وصمود وتعاضد".

*المكان الروحاني الذي يحمل عبق المملكة والعالم.

الوزيرة المثقفة، السياسية، والتربوية، تدير يومها في داخل وخارج وزارة الثقافة، تتفقد الحياة الثقافية، تنعش الإبداعات والصناعات والحرف الإبداعية الثقافية، وهي، عند وصلت لواء المزار الجنوبي، تنهدت، تنفست عبق التاريخ الحضاري، حيث عبرت سنابك الخيل :"هذا المكان الروحاني يحمل عبق المملكة والعالم، في اختياره مدينة للثقافة الأردنية، لم يكن اختيارا عابرا، بل كان - حتما- مدروسا مبنيا على التشاركية، والتواصل الثقافي والإبداعي، مع مختلف الجهات المعنية، مع نبض كل مثقف أو عازف فطري على الناي، أو كاتب يقرأ لنا عن الأردن التاريخ والمكان والأثر الإنساني.

*إلى حيث كانت معركة مؤتة.. و أضرحة شهداء الأمة

المزار الجنوبي، الواد، حاضن للثقافة والإبداع، مدينة تتمتع بمناخ بارد شتاءً معتدل صيفا، لكنها المدينة الأم التي تحن وتحتضن رفات الشهداء، إذ نقف على أضرحة الصحابة الذين استشهدوا في معركة مؤتة، التي جرت أحداثها في جمادى الأول من العام الثامن للهجرة (الموافق آب، أغسطس عام 629 م)، شهداء المزار، شهداء الامة:جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة.

من المزار الجنوبي، وقفت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، تعلن انطلاق فعاليات المزار الجنوبي "مدينة الثقافة" الأردنية، في سياقها وامتدادها العربي والعالمي والإنساني ، والحضاري.

* في فرحتنا باليوبيل الفضي.. نسعى لحماية السردية الثقافية الوطنية

في عام اليوبيل الفضي لتسلم الملك سلطاته الدستورية، نعمل على حماية السردية الثقافية الوطنية الاستثنائية.
وفي ذلك، تنقل الوزيرة النجار، روح البهجة، تلفت إلى: "إن وزارة الثقافة لا تستطيع أن تعمل بعزلة عن المثقفين، خاصة بهذه المرحلة التاريخية ونحن نحتفي باليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية، حيث نتحدث عن مشروع سياسي نهضوي وثقافي وقيمي وأخلاقي، مؤكدة أن الوزارة تعمل بامتياز لحماية السردية الثقافية الوطنية الاستثنائية لتقديمها للعالم بكل فخر واعتزاز".
جاءت الرعاية، تأكيدها من وزيرة الثقافة هيفاء النجار، لبدء انطلاقة الأمل والعمل، الإنتاج والتحدي، فالعالم يمر بالأحداث الصعبة، والأردن في عين كل العالم، مركز للثقة والمحبة والأمان، والثقافة الجادة، ثقافتنا.. هويتنا، وسندا في كل أدوارنا، انطلقت حيوية فعاليات المزار الجنوبي "مدينة الثقافة الأردنية" بحضور فعاليات رسمية وشعبية وحشد كبير من المثقفين وأبناء المجتمع المحلي، أعينهم تستعيد مجد الكرك المزار الجنوبي، سدنة إرث عمان الهاشمي النبيل.
*لواء المزار الجنوبي.. ثقافة تتجاوز الحدود.
المزار الجنوبي، مدينة لها جذورها في الثقافة الأردنية الهاشمية الإسلامية، وهي أحد ألوية محافظة الكرك السبعة،، يتكون من 31 مدينة وقرية، ومركز اللواء هو المزار الجنوبي، ويتكون من المدن والقرى التالية : (مؤتة, الطيبة, ذات راس, محي, العراق, مجرا, سول, الهاشمية الجنوبية, العمقه, العينا, شقيرا الغربية, شقيرا الشرقية, الشريفه, الدبه, الحارثيه, اصراره, اجحرا, بقيع اصراره, ام الينابيع, الحامديه, ام الخنازير, خوخا, الجوزة, الحدبه, العيسوية, ام الغزلان, جوير, منشية المزار, الدباكه).
ولمن يتحرك من العاصمة عمان، تكون المزار، على بعد 140 كم جنوب الأردن .

لها في الإرث الثقافي والإنساني،مميزات، في قطاع السياحة الدينية، إذ فيها مقامات الصحابه الأجلاء رضي الله عنهم ، جعفر بن ابي طالب، وزيد بن حارثه ، وعبدالله بن رواحه.

عدا عن وجود جامعة مؤتة، التي تعد أكاديمية أردنية عالمية، لها جناح عسكري و مدني.
كما لها دورها الثقافي والتربوية في كل مدن الجنوب، كأهم جامعة في حاضرة الجنوب.
أشهر الافتتاح، معرضا للصور بمشاركة فنانين ومثقفين، وافتتاح مشروع التراث في بلدة وادي ابن حماد.
كل ذلك، تراه وزيرة الثقافة، فاتحة خير في عام الاحتفال بعيد اليوبيل الفضي لاستلام الملك عبدالله الثاني،، سلطاته الدستورية، وقد أكدت الوزيرة النجار ل "الدستور"، أن :" مشروع مدن الثقافة الأردنية هو أحد المشاريع الأساسية في خطة التنمية الثقافية لوزارة الثقافة، استجابة للمبادرة الملكية السامية بدعم الثقافة والفنون، ووضع محور التنمية الثقافية على سلم الأولويات، باعتباره أحد أولويات الدولة الأردنية ويهدف بشكل أساس إلى:

*اولا:
نقل مركزية الحراك الثقافي من العاصمة إلى المدن الأردنية الأخرى.
*ثانيا:
تفعيل الحراك الثقافي في المدن الأردنية بما يعكس ويعبر عن خصوصياتها الثقافية.
*ثالثا:
ترويج المنتج الثقافي الخاص بأبناء المدينة المختارة وتعميمه على مستوى الوطن.
*رابعا:
تحقيق أكبر قدر من تبادل الخبرات بين منتجي الثقافة في المدن والعاصمة.
*خامسا:
المساهمة في إنشاء البنى التحتية الضرورية للعمل الثقافي في المدن الأردنية وتطويرها وتحديثها.
*سادسا:
رفع مستوى الوعي والذائقة الفنية لدى شرائح المجتمع وفئاته.
*سابعا:
تفعيل دور الثقافة في إحداث التنمية الشاملة في المجتمع، وإبراز دور الثقافة والفنون في التنوير ومحاربة الظواهر المجتمعية السلبية.
أما المرحلة الثانية من مشروع مدن الثقافة الأردنية فكانت في الألوية، حيث تم تعديل التعليمات بحيث تعتبر مدن الثقافة الأردنية هي المدن الواقعة في مراكز الألوية عدا ألوية القصبات.
*أمانة الثقة والإرادة الملكية الهاشمية.
هيفاء النجار، الوزيرة التي تدعم ثقافة كل مدينة ونقطة تنوير، تدرك بوعي وثقة تحملها أمانة الثقة، والإرادة الملكية و وأيضا قوة الإرادة، بدعم الحكومة ورئاسة الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، وهي وزيرة، تنشد إحياء سبل ثقافتنا هويتنا، وهي تدرك وتعزز، ونتعاون مع كل الوزارات والمؤسسات، لتكون للثقافة حضورها الراقي، تراه وتصفه بقولها : إن مشروع المدن الثقافية يعد أحد أهم مشاريع الوزارة التي ترتبط بخطة التنمية الشاملة، وهو من المشاريع المستدامة التي تعمل وزارة الثقافة على تنفيذه شراكات حقيقية مع مؤسسات المجتمع المدني، لنقل الحركة الثقافية من العاصمة إلى باقي المحافظات، والتعريف بالمنتج الثقافي المحلي والمبدعين الأردنيين على المستويين المحلي والعربي وتشجيع الصناعات الثقافية والإبداعية التي يمتاز بها اللواء، وتحويلها إلى منتج قابل للتداول، يعكس هوية المكان وثقافته، وينعكس بالتالي إيجابا في رفد الاقتصاد الوطني الأردني، ويغني المشهد الثقافي.
مسارات وزارة الثقافة، منجزات للوطن، في جهد يجعل الثقافة الأردنية، جسرا نحو الإبداعات العربية والعالمية، منارة لتكون الأردن، في سرة التراث الإنساني، والجمال، وديمومة سردية الوطن.. تعمل هيفاء النجار بهدوء شاعر، وحكاية سارد، وغنوة مقاوم، وتزرع في مدننا سباق الجدية والتنوير.