حرب الشعارات الكاذبة
بدأت أحداث الثورة بمظاهرات احتجاجية في مدن خارج العاصمة، ثم انتقلت الاحتجاجات المنظمة، التي كان يدعو لها تجمع المهنيين السودانيين عبر صفحته في وسائل التواصل الاجتماعي، لكل السودان. وكانت الاستجابة للدعوات تتم بشكل متصاعد، فتنتظم المواكب في العاصمة والمدن الأخرى، وكنوع من التواصل ظل الناشطون في العاصمة والمدن الأخرى والقطاعات المهنية والنقابية يقومون بتوثيق المظاهرات والفعاليات الاحتجاجية وينشرون ذلك في الوسائط المتاحة.
من بين زحام المدن والتجمعات المهنية الكبيرة برزت هذه القرية الصغيرة «العقدة المغاربة»، تخرج مواكبها بانتظام وفي الموعد المحدد، ترفع الشعارات المطالبة بإسقاط النظام وتحقيق شعارات الثورة المتمثلة في «حرية، سلام وعدالة». ما غابت مواكب القرية الصغيرة، ولا تأخرت يوماً عن موعدها طوال شهور الحراك الجماهيري الذي استغرق أربعة أشهر، حتى صارت مصدر تفاؤل، حينما ضعف الحراك في فبراير (شباط) 2019، ربما بسبب الإنهاك المتواصل، وكان شعار المتفائلين باستمرار العمل الشعبي وتصاعده هو «المهم... أن العقدة المغاربة كانت حاضرة».
غابت القرية الصغيرة عن الأنظار والأسماع بعد سقوط النظام، لم يعد يذكرها أحد، حتى فجع الناس في الأسبوع الماضي بأخبار اقتحام «قوات الدعم السريع» للقرية، وقتل وجرح عدد من سكانها، ثم نهب وسلب المنازل. دعاية «الدعم السريع»، التي لم يصدقها أحد، تقول إنهم يحاربون الفلول «أنصار النظام السابق» ويسعون لاستعادة الديمقراطية، ثم لم يجدوا إلا القرية التي ما ارتبطت في أذهان السودانيين إلا بمعاداتها للنظام السابق وسعيها لوضع البلاد على مسار الانتقال الديمقراطي. فهل تتم معاقبة القرية على موقفها في ثورة ديسمبر؟ غالب الظن أن هذا هو السبب، ويجب ألا يندهش أحد، فهذه الحرب، كما قلنا أكثر من مرة، لا منطق لها ولا عقل، غير الرغبة في الحرب، وأي دعاية هنا أو هناك، هي محاولة لذر الرماد في العيون.
من الجانب الآخر يستمر الهجوم والتحريض ضد شيخ الأمين، وهو شيخ طريقة صوفية في منطقة ود البنا بأم درمان القديمة، وهو رجل معروف وسط السودانيين، وكان مثار الحديث والانتباه لأن أنصاره من الشباب صغار السن، ومن طلاب وطالبات الجامعات، وكثير منهم من الأسر الثرية. يقيم شيخ الأمين في منزله «مسيداً»، ولفظة «مسيد» هي في الغالب تصريف عامي لكلمة مسجد، وهو مقر الطريقة الصوفية حيث يلتقي المريدون للصلاة وتلقي الدروس وإقامة الذكر والمديح. عموماً لا نناقش هنا الأمور الدينية والمعتقدات وصحتها من عدمها، بقدر ما نحاول التعريف بالرجل، بعد قيام الحرب ظل شيخ الأمين وكثير من مريديه يلازمون «المسيد» الذي تحول إلى مقر آمن للناس، ثم تحول إلى عيادة طبية توفر الطبابة والأدوية مجاناً، وتقدم الوجبات المجانية للآلاف من سكان الحي والأحياء المجاورة بشكل يومي، لا يأتون فقط لـ«المسيد»، وإنما يتم توزيع الوجبات في المنازل.
هذا الأمر لم يرضِ الإعلاميين من أنصار الجيش، لأن منطقته تقع تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، التي زارته مرات وقدمت له بعض المواد الغذائية، فشنوا عليه حملة شعواء باعتباره متعاوناً مع «الدعم السريع»، وحرضوا عليه الجيش، بل وسجل بعضهم فيديوهات تطالب الطيران بقصف «المسيد» ومن فيه باعتبارهم خونة وعملاء، فعلوا ذلك وهم يسمون هذه الحرب «معركة الكرامة».
لم يروا الكرامة في من يقدم الطعام لآلاف الناس في ظروف الحرب، ويقدم لهم المأوى والعلاج والدواء، ويحترم موتاهم فيسترهم ويصلي عليهم ومعه المئات، ثم يقوم بدفنهم بطريقة تحفظ كرامتهم وإنسانيتهم. من الأفضل لهم، أقصد الإعلاميين المنادين باستمرار الحرب، أن تستمر معاناة الناس الذين يقيمون في مناطق «الدعم السريع»، ليتم تصويرهم واستخدامهم قرباناً لمعركة الكرامة. هذا هو الوجه الآخر للحرب، الذي يرفع شعار الديمقراطية يقتل وينهب من ناضلوا من أجلها، ومن يتحدث عن الكرامة يريد للناس أن يجوعوا ويتعروا ويموتوا في الشوارع.
صدق من قال إنك تستطيع أن تشعل حرباً لأي سبب، لكنك لن تستطيع أن تحدد نهايتها، ولا أن تسيطر على مجرياتها، فالحرب تطور ميكانزماتها الخاصة، ويتغير فيها الأعداء والأصدقاء، وتبتذل فيها المصطلحات والشعارات، فيصبح المنادون بالديمقراطية ضحايا للقوة التي ترفع شعاراتها، ويروح الأبرياء ضحايا الموت والنزوح واللجوء تحت شعارات الكرامة.
عودة أكثر من 50 ألف سوري إلى وطنهم في 3 أسابيع
نجاة مدير منظمة الصحة العالمية بأعجوبة في اليمن
محمد رمضان يشعل السوشيال ميديا بمسابقة جديدة
أحمد العوضي يشعل الحماس بمسابقة جديدة ويُشكر جمهوره
مقتل إعلامية لبنانية على يد زوجها قبل انتحاره
قصة عائلة حوّلت كهفًا عمره 350 مليون سنة مَعْلمًا سياحيًا
الحمية الخالية من الغلوتين .. هل تناسب الجميع
ضربة لـ تيك توك .. دعوة للاستعداد لحذف التطبيق الصيني
إنطلاق مهرجان ليالي صبحا العربي للثقافة والفنون
نتنياهو: العالم العربي قدم لنا تنازلات
الموسم الحالي ثاني أسوأ موسم مطري مسجل في الأردن
ديوان المحاسبة : البلديات من أكثر الجهات التي بها مخالفات
ضبط كبتاغون داخل مقاعد وطاولات قهوة في الكويت
ولي العهد ينشر مقطع فيديو برفقة إبنته الأميرة إيمان
قرار هام من الأمانة بخصوص المسقفات .. تفاصيل
نبات قديم يعزز نمو الشعر ويمنع تساقطه
فصل الكهرباء عن مناطق واسعة بالمملكة الأسبوع القادم .. تفاصيل
هام لطلبة التوجيهي بخصوص الامتحان التكميلي
كتلة هوائية باردة تؤثر على الأردن في هذا الموعد
تخفيضات في المؤسسة الاستهلاكية العسكرية
إعلان صادر عن مديرية الخدمات الطبية الملكية
تفاصيل الحالة الجوية بالتزامن مع دخول مربعانية الشتاء
إحالات إلى التقاعد المبكر في التربية .. أسماء
9 بنوك أردنية ضمن لائحة أقوى 100 مصرف عربي
يارا صبري تلتقي والدها الفنان سليم صبري بعد غياب طويل