صحيفة السوسنة الأردنية

عمان ـ السوسنة

الناس تموت جوعا حقّا.. هناك في قطاع غزّة الذي يعاني حصارا غير مسبوق في التاريخ الحديث، حيث تمنع قوات الاحتلال الصهيوني دخول شاحنات الأغذية إلى مناطق شمال غزة منذ عدة أسابيع، فيما قال المدير الإقليمي للإعلام بمنظمة اليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط إن 90% من أطفال القطاع يعانون سوء التغذية.

وبثّ ناشطون وصحفيون تقارير وشهادات توثّق وتكشف حجم الجوع الذي يسيطر على القطاع، والذي تحوّل إلى مجاعة حقيقية أسفرت عن استشهاد العديد من المواطنين الفلسطينيين.

وتجلّت مظاهر الجوع الذي يعانيه الأهل في غزة، بقيام بعض الأطفال والشبان والنساء بجمع مخلفات الحيوانات من أجل انتقاء الحبوب منها ثمّ طحنها وعجنها وخبزها، بعدما نفدت أعلاف الحيوانات التي كانت تُستخدم لصناعة الخبز الأسبوع الماضي.

وقال رئيس الشؤون الإنسانية في منظمة "أكشن إيد" زياد عيسى، إن المنظمة حاولت كثيرا إدخال المساعدات لقطاع غزة، لكن إسرائيل رفضت ذلك، مؤكدا أن الأطباء في غزة يبلغون المنظمة أن الأطفال في القطاع يموتون جراء نقص الأدوية.

ونشر الصحفي الذي نجا اليوم من محاولة استهداف بعد إطلاق قوات الاحتلال النار باتجاهه أثناء تغطيته توغل آليات الاحتلال بالقرب من حي الزيتون، حسام شبات، عبر صفحته على منصة (X): "أقسم لكم بالله العظيم أن الناس في شمال غزة تتساقط في الشوارع من شدة الجوع!".

وبثّ مراسل قناة الجزيرة، أنس الشريف، مقطع فيديو تظهر فيه سيدة تصف حال الأهالي شمال غزة، فتقول: "والله مُتنا من الجوع، احنا بنوكل رمل مش خبز.. هكذا حالنا وحال كل الناس في شمال غزة".

وقال الشريف في تغريدة لاحقة: "نفد كل شئ.. نموت من الجوع نحن وأطفالنا وعائلاتنا"، فيما وصف الشريف حالته وتأثير الجوع عليه، فقال: "أقف أمام الكاميرا لأنقل معاناة شعبي وأتحدث عن الجوع الذي نحن فيه، فيسيطر الجوع على جسدي فأتوقف قليلآ عن الحديث.. ومن ثم أستمر... وهكذا حالنا وحال كل الناس".

إلى ذلك، أطلقت قوات الاحتلال أمس الاثنين النار بكثافة على آلاف الغزيين الذين احتشدوا غرب مدينة غزة للحصول على طحين من شاحنات مساعدات وصلت من جنوب القطاع حاملة (800) كيس طحين لأكثر من (600) ألف شخص، فيما أطلقت المدفعية الاسرائيلية قنابل دخانية باتجاه المواطنين.

واستشهد شخص على الأقل وأصيب آخرون نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي للمواطنين الذين توافدوا للمنطقة.

واستهجن الأهل في غزة موقف العرب والمجتمع الدولي السلبي والمتآمر عليهم، وعدم تمكنهم من فرض ادخال وايصال المساعدات إليهم وتركهم يموتون جوعا.

وطالب أهالٍ بتنفيذ إنزالات جوية بمساعدات غذائية على كلّ أنحاء قطاع غزة وخاصة مناطق الشمال، ومنع دخول ومرور أية بضائع إلى الكيان الصهيوني (سواء برّا أو بحرا أو جوّا)، لحين كسر الحصار على غزة.