فرنسا رايِح جاي

mainThumb
كاريكاتير متداول

09-02-2024 11:46 AM

 

أعلنت بلدية باريس (عاصمة الحريّة والأنوار والعطور.. والجرذان أيضًا)، الخميس، منح الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزة، المواطنة الفخرية، وأعلنت رئيسة بلدية باريس الاشتراكية «آن إيدالغو» أنّ هذه "حمايةٌ رمزيةٌ من مدينة حقوق الإنسان" على حدِّ تعبيرها. موضحةً أنّها مُنحت للأسرى بشكل جماعي بشبه إجماع المسؤولين المحليين، مع امتناع عضو واحد عن الموافقة.
مدينةُ حقوقِ الإنسان، التي تسمّى باريس، والتي لم تَجِدْ في 126 يومًا من الإبادة الجماعيّة لشعب يعيشُ في علبةِ كبريتٍ «كانت تسمّى غزّة»، ما يستدعي أنْ يحفِّز مشاعرها الإنسانيّة. ولم تجِد في أكثر من 10 آلافِ أسيرٍ فلسطينيّ، بعضهم محكومٌ بـ67 مؤبدًا و 5200 عام!، مثل الأسير عبد الله البرغوثي، صاحب أعلى حكم في التاريخ، ما يستدعي أنْ تخجل من نفسها، هذه الدّولة التي تعيشُ أسوأ لحظاتِ الترهل السياسيّ والتخبط، والتي يسحبُ من تحتِ قدميها مشروعها الاستعماريّ والاستثماريّ في إفريقيا وعددٍ من الدّول الأخرى، التي تحاول إنقاذَ نفسها من أن يكونَ مصيرها مثلَ مصير لبنان.. التي  بلا عملة ولا كهرباء ولا رئيس دولة!
تبدو فرنسا، وهيَ في عهدِ حكومةٍ جديدةٍ يرأسها «الوزيرٌ الأوّل جابريال آتال» (الذي يُصِرُّ صديقٌ أن يسميه عَتَّال)، الذي يعجبُهُ أنْ يفصّل مقاسات الحريّة لتتناسبَ مع مقاسِهِ، فكانَ أول قرارٍ له حينَ عُيّن وزير تعليم في الحكومة السابقة أن مَنَع الحجابَ في المدارس. والتي يرأسها رئيسٌ مصابٌ باضطراب هرمونيِّ يجعله يغيِّر رأيه ثلاثَ مرّات في الدقيقة، فما بينَ أنْ هرع إلى «تل أبيب» ليتضامن مع نتنياهو، ثمّ يبدأ هو والأخير بالتّلاسُنات عبر إكس، وما بينَ إعلان بقاءِ سفيره في النيجر رغم أنفها، ثمّ يتهم الأخيرة باحتجازه، وهلُمَّ جرًا من التخبطات السياسيّة والاقتصاديّة التي جرّها على فرنسا المنكوبة جديًا بسياسييها، الذينَ أصبحوا يُعيَّنونَ على «أسسٍ عاطفيّة»، على رأي الشاعر المصري الراحل صلاح عبد الله.
العدوان الأخير على قطاع غزّة، عمِلَ أكثر من أيّ وقتٍ مضى على تعرية الغرب وانهيارِ أسطورته، وتشدّقه بحقوق الإنسان. وأكثر من ذلك.. فإنّه عمل ويعمل وسيعمل على القضاء على الرمق اليسير من هذه الحقوق في ما يسمّى «دول العالم الثالث».



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد