مصير حزب الله المجهول .. بعد حرب غزة

mainThumb

07-02-2024 10:34 PM


.. لن نحتاج إلى بلورة سحرية، ولن تنفعنا تنبؤات الابراج، صفحة العالم باتت مكشوفة، والسماء تمنح المصير، وهو حال متغير(..) يضع المراقب المحلل في سلم ثلاثة محطات:
*محطة الحالم.
*محطة العارف.
*محطة الترقب.
.. هنا فقط، يقف الحال العربي، سياسيا بين حالم، وعارف ونترقب.!.
دون حاجة للتفسير، تتعرض ورقة حزب الله الي "المجهول"، بل أخطر من ذلك نحو المحو والتغيير الاستراتيجي.
يعلم قادة حزب الله، وبالذات حسن نصر الله، أن الامتحان الأكبر، كشف تعرية العلاقات المتباينة بين إيران واقلبها في مختلف الساحات التي جربت، لترسب في امتحان القدرات.
.. القدرات تتضح في احتساب صورتنا مع صورة العالم من حول الحدث.
يتم ذلك، إذ تحسب عمليات الحرب على غزة وفق مرور كل يوم، نصل إلى 125 يوما من امتحان القدرات بين حركة حماسة والمقاومة الفلسطينية، وأيضا المواجهة وما تعنيه بالنسبة لدولة الاحتلال الصهيوني النازي، فما قام به جيش حكومة الحرب الإسرائيلية النازية، الكابنيت، جعل المجتمع الدولي يعيش صدمة حضارية، إنسانية، فبعد حرب غزة و الإبادة الجماعية لسكان القطاع، والتعاون العسكري الأميركي وعدي الدول الأوروبية الاستعمارية، اتضحت الأدوار التي أرادت ها الولايات المتحدة الأمريكية من حرب غزة.

في كل ايام الحرب على غزة، تعمدت الإدارة الأميركية، الخوض في محطة الحالم، ومن ثم محطة العارف،لتقف في محطة الترقب، ترقب ما اقترفت من دعم وتخاذل لحكومة المتطرف السفاح نتنياهو، الذي جعل من غزة امتحانات الاستراتيجيات التطرف والحروب والمجازر والإبادة الجماعية، والتي كللتها الإدارة الأميركية بالدعم والتأييد وضخ الأسلحة وتفتييت المجتمع الدولي، يتحدث عن طرق الإبادة الجماعية ومنع وصول المساعدات والوقود الأغذية والأدوية والمياة الي شعب أرادت الولايات المتحدة، قبل إسرائيل المتطرفة، جعل غزة كأنها مجتمع المقاومة والأرض التي تنجب القتلة، وغزة في هول الأحداث تعيش محطات الحرب بين حلم وكابوس وعارف يتخبط في طين الشتاء وخيام المتخاذل الاممي.
.. اليوم انحازت بعض دول مجلس الأمن"الصين وروسيا" نحو حقائق، فكان ان دولة مثل الصين ومعها روسيا الاتحادية، تتهمان الولايات المتحدة الأمريكية "بتأجيج، واشعال المزيد من الصراع في الشرق الأوسط.
.. عمليا، لا جديد في المحصلة الإبادة الجماعية مستمرة، في ذات الوقت الذي وجّهت، فيه الصين وروسيا إلى الولايات المتحدة، تهمة [صبّ الزيت على النار] في الضربات التي شنّتها على أهداف في سوريا والعراق رداً على ضربة استهدفت قاعدة أميركية بالقرب من الحدود الأردنية في 28 كانون الثاني/يناير وأسفرت عن مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين،واصابات عديدة شملت ما يديد عن 50جنديا من الامريكان.
لا جديد في متاهة الحرب في غزة، غير انها قد تتجاوز ان تكون متاهة، لتستقر بكونها حربا كونية، فاجتماع مجلس الأمن الدولي، عقد للنظر في الضربات، التي عرفت بأنها "الانتقامية" التي شنّها الجيش الأميركي الأسبوع الماضي ضد مواقع "..." في العراق وسوريا، قال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا :"من الواضح أن ضربات الولايات المتحدة تهدف بشكل محدّد ومتعمّد إلى تأجيج الصراع" بهدف "الحفاظ على مكانتها المهيمنة في العالم“.
بينما قال المندوب الصيني جون تشانغ : "من المرجح أن تفاقم الإجراءات الأميركية حلقة الانتقام المفرغة في الشرق الأوسط"، متّهماً واشنطن بانتهاك سلامة الأراضي السورية العراقية. .. وضمن محطة الترقب، دافع نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة روبرت وود عن الإجراءات "الضرورية والمتناسبة" التي اتّخذتها بلاده في ممارستها "الحقّ في الدفاع عن النفس". .. وإن "الولايات المتحدة ليست لديها رغبة في مزيد من النزاع في منطقة نعمل فيها بشكل حثيث من أجل احتواء الصراع في غزة ونزع فتيله". وأضاف: "نحن لا نسعى إلى صراع مباشر مع إيران"، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى الضغط على طهران لكي تتوقّف الهجمات التي تشنّها فصائل موالية لها.
.. هذا الاتهام المباشر لإيران، كشف أوراق حزب الله والاذرع المقاومة، وتفتت اتجاهاتها، إذا ما عرفنا ان الولايات المتحدة، شنت اليوم والأسبوع الماضي، عشرات الضربات ضربات ضدّ ما يزيد عن 120 هدفاً في سوريا والعراق. واستهدفت هذه الضربات بحسب واشنطن موقع للحرس الثوري الإيراني وفصائل مسلّحة موالية لطهران،التي وصف سفيرها في الأمم المتّحدة أمير سعيد إيرواني، الاتهامات الأميركية بأنها "مضلّلة ولا أساس لها وغير مقبولة". وقال إيرواني إن "إيران لم تسعَ قطّ إلى توسّع نطاق الصراع في المنطقة" لكن "إذا تعرّضت إيران لتهديد أو هجوم أو اعتداء (...) فهي لن تتردّد في ممارسة حقّها الأصيل في الردّ بحزم بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتّحدة".
منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، بعد هجوم عسكري تاريخي، حالم، عارف، مترقب، غير مسبوق شنّته الحركة الفلسطينية انطلاقاً من قطاع غزة على جنوب غلاف غزة، ودخلت اراض المستوطنات الإسرائيلية الصهيونية، في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

*.. ضياع أفق وقرار حزب الله بعد ترقب الولايات المتحدة الأمريكية، لتجد ان حزب الله، انحاز إلى ممرات وخفايا طاولات المفاوضات، وبالتالي، الصمت وعدم اتخاذ أدوار العارف أو الحالم، فالوضع في غزة بائن ولا مزيد من التأويل، فلو أرادت قوى حزب الله الدخول للحرب، تغيرت طرق تأديب الحركات المقاومة في المنطقة، بحسب اعتبارات الولايات المتحدة وأوروبا، لهذا انشغلت العاصمة اللبنانية بمفاوضات مصير الجنوب اللبناني، مع بروز حراك الجيش وقائده في الحدود، بهمة ترقب، دور الجيش في الجنوب، ليكون محط اهتمام دولي عربي، أممي، مختلط في مسارات النتائج التي تخنق حزب الله وبالتالي، المفاوضات السرية بينه وحركة حماس، الإطالة مراحل التفاوض على الهدنة أو /و إيقاف الحرب، وإطالة التفاهم على تحرير وتبادل الأسرى الرهائن، لأن حزب الله ينتظر، فرصة لإعادة الدخول إلى متاهة الإبادة الجماعية، ليس دفاعا عن شهداء غزة، بل تخوفا من إبادة قادة في ساحات الحرب في جنوب لبنات، وهي ساحات، وفق التوقعات الخاصة ل "الدستور"، قد تصل لتفاهنات أوروبية خليجية أميركية مع قوي أحزاب لبنانية، المطلوب منها ترك ظهر حزب الله للريجةح الجنوبية الشمالية، في كلا الاتجاهين، ما يعني مؤامرة لبنانية (..)، بتوافق دولي لانهاء قوة حزب الله.
*وهم النفارضات
.. تعمد حزب الله أن يدخل وهم المفاوضات، التي تقدّمت حول [ترتيبات الوضع في الجنوب اللبناني].. وفي ظلال مخاطر الإبادة الجماعية في قطاع غزة، أصبح التفاوض مع حزب الله، يتركز على الساحات العسكرية و اللوجستية وأسرار التقنيات، والاتفاق في الطرف اللبناني وصولا الى نهر الليطاني، وبالتالي، آليات وقف اية مواجهات بين الأطراف كافة. .. ما سربته المصادر ل "الدستور" :
*دولة الاحتلال الإسرائيلي، يقرر عسكريا، أن المرحلة الأولى من النقاش تتركز على انسحاب حزب الله لمسافة 10 كلم عن الحدود.
*حزب الله، يرفض الانسحاب، لكن ليس باللغة العسكرية معتبرها ان التفاوض لن يعتبر انسحاباً، طالما مقاتلي في الحزب، هم أبناء وسكان مناطق الجنوب اللبناني.
*إن وقف إطلاق النار في غزة (...) سينعكس وقفاً لإطلاق النار من قبل حزب الله، وهذا مالا تريده بعض القوى اللبنانية، التي تريد نهاية لقوة حزب الله، طالما انه لم يدخل معركة غزة مشاركات بشكل مباشر.
* يبدو، وفق مصادر خاصة ل "الدستور" إن حزب الله، يريد أن تكون مرحلة ما يعرف ب "ترسيم" الحدود أو تثبيتها، لاحقة لنا بعد حرب غزة، اي بعد إتمام الإبادة الجماعية، فهو تراجع، بعد الضربات الأميركية في سوريا و العراق، عن الخوض بأي تهديد مؤثر، بل انه يبحث هذا الترقب من حركة حماس، بهدف إطالة مراحل التفاوض؛ ذلك أن ترتيب الوضع في الجنوب اللبناني، تتصل بالاستحقاقات السياسية،التي تطلبها الدولة اللبنانية، كاستحقاق رئاسة الجمهورية الصعب، الذي قد يمنح حزب الله، طريقة ما للضغط والتهديد من جديد، بدخول الحرب، مع حركة المقاومة حماس .
حزب الله، يناقش الوضع مع حماس، وإيران اولا، ومع قوي إقليمية، إذ ترفض القوى اللبنانية الداخلية، مبدأ الفصل بين الملفين، لخطورة الوضع في الجنوب، والتفاوض - بحسب رغبة حزب الله، يشكل استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية أولوية داخلية وخارجية، إقليمية، وحتى أممية.
*هل من انفراج؟
طالما تخاذل حزب الله، وتحسي راسة، يقول المصدر العميق في فهم استراتيجيات تشير إلى أن الظروف اللبنانية القائمة، هي ذاتها الظروف الفلسطينية، مع الانتباه الى ان وضع غزة، بات كارثي، إبادة متحققة.
*الغريب، أن حزب الله يلعب ورقة مفاوضات صفقة الأسرى الرهائن، ينسق مع قيادات حركة حماس الإطالة أمد الحراك السياسي، للضغط على الدبلوماسية الأميركية الأوروبية، التعقيد حالة تبادل الأسرى ضمن معادلة قد لا تكون ممكنة، وهي معادلة [1:1000]رهينة إسرائيلية مقابل الف اسير، تتحدث القوى اللبنانية ان هذا المؤشر الصعب، تقنيا، يفرض إطالة التفاوض ليصل حد الأسابيع القادمة وربنا لا يتم قبل بداية شهر رمضان المقبل.

ارتباط وضع ومستقبل حزب الله مع حركة المقاومة الفلسطينية وحماس، قد يعزز مرحلة صعبة من التهجير نحو مصر والأردن، إذ ان جولة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، تركز على سيناريوهات ما بعد ترقب الاتي من حماس وحزب الله، إضافة إلى محطات المجازر الموعودة لوضع نهاية للحالم المتطرف السفاح نتنياهو، هي النهاية على الطريقة الأميركية في أفلام الابوي، بجعل اي جيش
محط اهتمام الدول، أولاً من خلال إدخال، دعم عسكري دبلوماسي، وسكوت أممي، الإبادة قد لا تكون أخيرة.. وضربات استباقية على الجنوب اللبناني مع دخول الجيش الإسرائيلي الي حدود الليطاني.
هذا الحال، الترقب، إما أن يؤشر إلى حالة من الحرب وفق:
*اولا:
أن يسحب الحزب أسلحته الثقيلة من جنوب نهر الليطاني إلى شماله، وعدم إبراز أي مظاهر عسكرية أو مسلحة.
*ثانيا:
العودة إلى معادلة "فوق الأرض للجيش" وتحت الأرض، وهي التي يرددها حزب الله قبل أي عملية.
*ثالثا:
لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي و إلزامهم به من خلال وقف كل الاعتداءات البرية والبحرية والجوية، ووقف طلعات الاستطلاع التي ينفذها الطيران الإسرائيلي الصهيوني، ما يشير إلى التحول في مسار التفاوض(...) نحو مراحل متقدمة، بينما آليات تطبيق القرار 1701 ستكون متصلة بلحظة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهذا مطلب حزب الله، وربما يكون استنادا الي توافق مع إيران ودول إقليمية، دون تحديد الاهداف.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد