بايدن ونتنياهو .. سياسة العصا والجزرة .. وتقاذف الكذب

mainThumb

20-01-2024 09:28 AM

عمّان- السّوسنة (محرر الشؤون الفلسطينية)

في الوقتِ الذي يدخل فيه العدوان على قطاع غزة يومه السادس بعدَ المئة، وفي الوقتِ الذي لا تزالُ فيه واشنطن تمارس الدعم غير المسبوق وغير المشروط لدولة الاحتلال الإسرائيليّ، وفي الوقت الذي تقول فيه بكلّ علانية ووضوح ضاربةً بعرضِ الحائط قرارات ومطالبات أكثر من 130 دولة حول العالم، أنّها ضدَّ وقفِ إطلاق النار في غزّة، يبدو تقاذُفُ جَزَرة حل الدولتين بين نتنياهو وبايدن سيّد الموقف، إذْ نجحا على ما يبدو في نقلِ الحوار والحديث عن وقفِ إطلاق النار إلى هوس المابعديات.

رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والذي تقول الصّحف إنّه لم يتحدث مع بايدن منذُ نحو شهر، لغاية الجمعة، عَرَف كيفَ ينهي مرحلة الصمت بينهما، والتي يسقط فيها كلّ دقيقة عشرات الشهداء، إذْ قالَ في تصريحٍ الخميس، موجّهٍ مباشرة إلى بايدن: "نقول لأصدقائنا إنه لا يمكن أن يُسمح بقيام دولة فلسطينية ما دمتُ في منصبي، مضيفاً أن "الصراع ليس على قيام دولة فلسطينية بل القضاء على الدولة اليهودية".

هكذا، وضع نتنياهو خطًا للمكالمة التي لم تتأخر كثيرًا مع بايدن، إذْ أجرى بايدن ونتنياهو اتصالًا هاتفيًا بشأن غزة الجمعة،  وفق ما أعلن البيت الأبيض. وقال بايدن، حسب ما نقل كيربي، إنّ "إقامة دولة فلسطينية مستقلة ليس مستحيلًا بوجود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في السلطة، وإنهما ناقشا الأمر، ونتنياهو لا يعارض جميع حلول الدولتين"، مشيرًا إلى أنّ "هناك عددًا من الأنماط الممكنة إذ أن بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ليس لديها قوات مسلحة".
يبدع هذين الثنائي في الكذب، وخلق أوهام وقضايا في غير موعدها وأوانها، وليسَ على الفلسطينيين إلّا متابعة ما يقوله نتنياهو ثمّ ما يقوله بايدن عن نتنياهو؛ كأنه يقدم توضيحاتٍ لشيء أكثر وضوحًا. وتصبحُ الحواراتُ حول هذه الجزرة القديمة الجديدة التي يتمّ التلويح بها للفلسطينيين، استمروا بالموت.. لغاية أنْ ننتهي من التفكير بكل أنماط حل الدولتين، ولغاية أن نرى مَنْ يقصِدُ ماذا، وعليكم في السياسة أنْ تؤوّلوا..... فلا شيء ثابت.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد