هوس إسرائيلي بفتح حرب على الشمال .. لماذا؟

mainThumb

17-01-2024 10:52 PM

عمّان- وكالات- السّوسنة

يبدو أنّ فتح حرب في الشمال الفلسطينيّ المحتل أصبحَ أمنيةً أكثر منه تهديدًا، أو أصبحَ هوسًا له ما يُبرّره في الداخل الإسرائيليّ، إذْ يتسابق القادة السياسيون والعسكريون للتلويح باقتراب فتح جبهةٍ شاملة في الشمال ضدّ حزب الله ولبنان.

القناة  السابعة العبريّة، نقلت في وقتٍ متأخر من الأربعاء، عن الوزير المتطرف "بن غفير"، قوله: "إنّه لا مفر من بدء حرب حقيقية في الشمال مع لبنان". أمّا المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، فنقل الأربعاء، عن رئيس الأركان هيرتسي هاليفي قوله: "إن احتمال نشوب حرب مع لبنان أصبح أكبر من ذي قبل، وإن الجيش يزيد من استعداده لهذا"
وقال أدرعي في تدوينةٍ إنّ هاليفي "كان يتفقد مناورة عسكرية في الشمال عندما تحدث إلى الجنود قائلاً: ازداد احتمال نشوب حرب في الشمال مقارنة بالماضي. عندما نحتاج لذلك سنمضي إلى الأمام بكل القوة".
والثلاثاء، هدد قائد اللواء الشّمالي بجيش الاحتلال وعضو رئاسة الأركان، أوري غوردين، بـ"تقويض قدرات الحزب القتالية" لحزب الله، وكشف أنّ "تدريبًا جرى، خلال الأيام الماضية، كان واسع النطاق وحاكى هجومًا بريًا على لبنان"، مبينًا أنّ "الجيش مستعد لهجوم الليلة لو لزم الأمر"، وقال قائد القيادة الشمالية غوردين مخاطبًا جنوده: "نحن أكثر جهوزية واستعدادًا من أي وقت مضى. سوف نشن هجومًا الليلة إذا لزم الأمر، وسنواصل عملية تعزيز الجهوزية وتقييمات الوضع للمضي قدمًا أيضًا".

وفي الأسابيع الماضية، صرّحت مصادر في جيش الاحتلال لرويترز أنّ سحب ألويةٍ من قطاع غزّة يأتي في إطار الاستعداد لحربٍ من الممكن أن تندلع في الشمال. ويرى محلّلون أنّ هذه الحرب القريبة والمحتملة لها ما يُبررها، إذْ تتضافر عدة عوامل تجعل من اندلاعها احتمالًا كبيرًا، أوّلها أنّ اليمين الإسرائيليّ لم يعد يستطيع التّوقف، فنتنياهو يُدرك أنّ نهايته مع نهاية الحرب، ولم يعد بالإمكان الاستمرار بنفس الوتيرة في قطاع غزة دون تحقيق نتائج حقيقيّة، ويبدو الاتجاه لحرب مع الشمال خيارًا لاستمرار العمليات في غزة بوتيرة منخفضة والتعويل على نفاد ذخيرة المقاومة، أو مقدمة لإمكانية النزول عن شجرة الأهداف غير ممكنة التحقيق عن طريق هدنة ستتدخل الأطراف الدولية بشكلٍ مباشر وجاد لتحقيقها، لأنّ الحرب على لبنان لا تشبه الحرب على غزة في المنظور القانونيّ الدولي. أمّا على الصعيد الداخليّ، فلدينا ما يزيد عن ثمانين ألفًا من سكانِ مستوطنات الشمال يؤكدون عدم العودة إلا "بتحييد" خطر حزب الله، الأمر الذي سيشكل تحديًا حقيقيًا لحكومة نتنياهو.

 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد