تائه

mainThumb

17-01-2024 06:10 PM

كنتُ دائما أستمع بانتباه إلى حكايات جدّي، عن بعض أصدقاءه أو معارفه الذّين كانوا يتيهون من العطش في البراري، يضلون الطريق فيهلكون؛ تأكلهم الذئاب، أو يختفي أثرهم؛ والسبب دائما قلة الماء أو التخلف عن القافلة، التي ينطلق رُكابها المستعجلين فلا ينتبهون إلى المتخلفين وراءهم... ويذّكر أيضا الجهل بالمكان وقلة الإشارات التي تدّل على الطريق...
واليوم أسمع أيضاً أن التائهين في تزايد، فأتعجب و أتسأل كيف يضلون في المدن العامرة المزدحمة بالسيارات ؟ الطرق تملأها إشارات المرور ؟ الدكاكين المليئة بقارورات الماء والعصائر؟ والأهم رجال الشرطة،ورجال الحماية ،والهاتف..
يتيهون لكن لا تلتهمهم الأفاعي وبنات أوى ، وإنما ينتهي بهم المطاف إلى المصحات العقلية أو الانتحار!
منذ عشرين سنة لم نكن نسمع عن الانتحار ولا نعرفه، ولا يكاد يذّكر إلا مع ذكر السوويد والدا نمارك
أو اليابان...
إني لأتذكر خالي جيدُّا وهو يعلق على أخبار حالات الانتحار المتزايدة في أوروبا، بقوله من المُحال أن يكون انتحار بجوار المسجد!...






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد