غزة .. ذي قار

mainThumb

12-01-2024 05:23 PM

قيل ما أشبه اليوم بالأمس،(و أضيف مع فارق في المضمون بينهما)فإن ما يجري في غزة المعزة قد عصف الذهن فأعاد ما جرى في ذي قار،من أنفة النعمان بن المنذر،ومروءة هاني بن مسعود الشيباني.
     ففي الأمس؛ أيام الجاهلية فقد غضب كسرى الفرس من النعمان بن المنذر ملك الحيرة في العراق،بسبب رفضه مد يد العون له في حربه ضد الروم، كما رفض إهداءه جوادا عربيا أصيلا،وقد زاد الطين بلة عندما رفض تزويجه ابنته.
فاستشاط كسرى غضبا فطلب
من النعمان الحضور إليه ومعه ابنته،لكنه ذهب سرا الى بادية بني شيبان،وقصد هاني بن
مسعود الشيباني،فاستجار به فآجره،واستودعه عياله وماله وسلاحه،وبعد ذلك سَلَّم نفسه لكسرى،عَذَّبه وسجنه ثم قتله.
       طلب الكسرى من هاني ان يسلمه الأمانة إلا أنه رفض وقال
:إن العربي لا يخون الأمانة فقام
الكسرى بتجهيز جيش ومعه من
العرب المتخاذلين.
     وقد علم هاني بذلك فطاف بالقبائل العربية فهبوا لنجدته والتقى الجمعان في ذي قار،وقد
انحاز العرب ممن هم في جيش الفرس لإخوانهم العرب،وتحقق لهم نصر مؤزر على الفرس.
   ووصل خبر النصر إلى العرب،
كان ذلك قبل الدعوة الإسلامية،
فقال الصادق الأمين(محمد):
(هذا أول يوم يُنْصف فيه العرب
على العجم).
   وفي اليوم؛ ماذا يجري؟؟؟
  ها هي غزة المعزة والمفخرة، تخوض غمار حرب شرسة ضد أعدى أعداء الإنسانية والدين، الكيان الصهيوني ومعه الغرب المتصهين،نيابة عن خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.
  وها هي تذيق دولة الإحتلال أشد الويلات والمرارة،وبجرأة نقول بحق غزة:هذا أول نصر يتجرَّع به السم والعلقم جيش المحتل وقُضي على أكذوبة الجيش الذي لا يُقهر، وكشفت أنه جيش كرتوني.
وشتان ما بين الأمس واليوم!!!    بالأمس التفت القبائل العربية
حول هاني بن مسعود الشيباني،
أمام اليوم فغالبيةالعرب ماباليد
حيلة،إن لم تكن متفرجة،أو....
         فلأهل فلسطين الحبيبة ولغزة المعزة والمفخرة نضرع للعلي القدير أن يكون عونا لهم وأن يحقق لهم نصرا مؤزرا يسر الصديق،يغيظ العدى،كما تحقق لإخوانهم بالأمس أيام الجاهلية!
       والله المستعان.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد