بدأت الجامعة الألمانية الأردنية بإنشاء المركز الأردني لدراسة المواقع التراثية الطبيعية والثقافية في الأردن بهدف تطوير وتحسين هذه المواقع.
وقال عميد البحث العملي في الجامعة الدكتور نزار أبو جابر ان الجامعة ستقوم بإنشاء مركز بحثي ليكون في مقدمة أولوياته إعادة تكوين اللجنة الوطنية للمجلس العالمي للمعالم والمواقع وبناء شبكة علاقات مع الجهات الدولية المانحة وتطوير القدرات الذاتية للجامعة، خاصة فيما يتعلق ببرنامج صيانة المباني التراثية في كلية العمارة والبيئة المبنية.
وبين ان الجامعة ستستحدث من خلال المركز برامج أكاديمية جديدة تعمل على ربط الطلبة بتراثهم عن طريق إشراكهم في المشاريع والأبحاث والدراسات والمحاضرات المتعلقة بالمواقع التراثية وتنمية روح الانتماء لديهم والسعي للحصول على مشاريع واستشارات في مجال عمل المركز.
وأعرب عن أمله في أن يتم البناء على الشراكة بين النموذج الألماني التعليمي والنموذج الاردني الذي تقوده الجامعة ليشمل التعاون في مجال الطبيعة والبيئة والتراث الحضاري وتحقيق الوعي بأهميته لدى الطلبة، مستثمرين الإمكانات الأكاديمية المتاحة لدى الجامعة لبناء جيل واع بتراثه حريص عليه حيث تشكل الكليات الأكاديمية تنوعاً وتكاملا علمياً وعملياً من خلال كوادرها الألمانية والأردنية.
وأشار ابو جابر إلى أن المركز لن يسعى الى منافسة الكليات والمعاهد الموجودة في الجامعات الاردنية في مجالاتها الرئيسة وهي التدريس على مستوى البكالوريوس والماجستير بل سيسعى إلى التعاون مع الكفاءات الاكاديمية في الجامعات الأخرى لما يمثلونه من ثروة وطنية حقيقية في مجالات اختصاصهم، ليشكل المركز بؤرة التقاء لجميع المختصين ومظلة محايدة للتعاون بشكل متوازن والعمل الجماعي المثمر والمفيد.
وأضاف ان قطاع التراث في الأردن يمتاز بوجود عدد كبير من الشركاء من مؤسسات رسمية ومنظمات غير حكومية ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمعات المحلية والمؤسسات التعليمية وجهات دولية متعددة حيث ساهم وجود هذا الكم من ذوي الاهتمام في خلق تنافس وعدم وضوح في الاختصاص وتضارب في المصالح، ما قد يكون سبباً رئيساً في تعطل منظومة دراسة وإدارة مواردنا التراثية وعدم الاستفادة من الكفاءات والطاقات المتوفرة.
وقال ان الأردن يمتاز بغناه بالمواقع الطبيعية والتراثية الخلابة التي أكسبته موقعاً مميزاً بين دول العالم دينيا وتاريخيا وطبيعيا ما أهلها لإدراجها على قائمة مواقع التراث العالمي كموقع البترا، أحد عجائب الدنيا السبع الجديدة، ووادي رم الذي يجمع بين التراث العالمي الطبيعي والثقافي.
وأضاف عند النظر إلى ما حققته دول الجوار، فإننا ندرك ان على الأردن العمل جدياً إدراج المزيد من المواقع على قائمة التراث حيث سيحقق ذلك إعتراف دولي بهذه المواقع ويردفها بالمزيد من السياح القادمين للإطلاع عليها، ودفع عجلة التنمية الإقتصادية وتوفير المزيد من فرص العمل في المجالات السياحية والتراثية.
وبين أن هذا العمل هم وطني، يتطلب تضافر الجهود الوطنية والدولية لإعداد الملفات المطلوبة بالإضافة الى تجهيز التقارير الدورية اللازمة للمواقع التي سجلت على القائمة لإبقائها مدرجة.
وأشار الى أن ميزة الجامعة الألمانية لا تنحصر في الجانب المؤسسي فحسب وإنما يتوفر فيها كفاءات وخبرات علمية متميزة مشهود لها في مجالات العمارة وصيانة التراث الحضاري والبيئة والجيولوجيا والتخطيط المكاني يمكنها المساهمة بشكل فعال في إنجاح هذا المشروع الوطني الهام.
وأوضح أن الموقع الجغرافي للجامعة القريب من العاصمة وقربه من مواقع تراثية دينية وأثرية وطبيعية عديدة وهامة سيساهم في جعل المركز بؤرة اهتمام في هذا المجال إضافةً الى الشراكات المتنوعة بين الجامعة والمؤسسات الألمانية ما سيساعد في الوصول للمؤسسات المانحة والحصول على الدعم المادي اللازم لإقامة مشاريع متميزة في هذا القطاع.
وقال الدكتور أبو جابر إن الوصول إلى بر الأمان في مجال ادارة وتسويق التراث الأردني بشكل مؤثر وأخلاقي ومستدام في ذات الوقت لن يكون سهلاً في ظل الوضع المعقد الموجود حالياً ولكن خبرة الجامعة الألمانية الأردنية في بناء شراكات فاعلة ومؤثرة ومستدامة قد يكون المدخل الوحيد المتاح والملائم لذلك.