سقف الطموحات

mainThumb

08-12-2023 10:38 PM

كيف أصنع فيلماً يفوز بالأوسكار؟‬

> هذا السؤال وجّهه إلي مخرج سعودي شاب خلال أحد أيام «مهرجان البحر الأحمر» الذي يُنهي دورته هذا المساء.

> الجواب السريع كان «إنسَ الأوسكار». لكن السائل ردّ: «كيف أنساه. أنا أطمح لكي أكون أول مخرج عربي يفوز به».

> الطموح مجاز طبعاً، لكن مسألة أن تنسى الأوسكار لا تعني أن تتجاهله. فمن يرغب في الوصول إليه أو إلى مشارف الفوز به، لا بدّ عليه على الأقل، أن يضع الهدف في سياق مختلف: «كيف لي تحقيق فيلم جيد يصل إلى الأوسكار». الشرط الأول هنا هو، تحقيق الفيلم الجيد وهو الشرط الذي عليه أن يتقدّم كل الغايات. وصل الفيلم إلى الأوسكار أو لم يصل.

> طموح الأوسكار أو أي جائزة من مناسبة أو مهرجان طموح جدير بالإعجاب، لكن الطريق إلى ذلك يبدأ بالخطوات الفعلية التي تهيئ أو لا تهيئ ذلك. المسألة ليست معقّدة على الإطلاق وهي تتطلب قبل طباعة الكلمة الأولى في السيناريو مراجعة صريحة مع النفس.

> كيف لك أيها المخرج الطموح أن تحقق طموحك وأنت تعتقد أن الموضوع يتوقف عند اختيارك له وكتابة السيناريو (منفرداً أو مع أحد آخر) ومن ثم تأمين التمويل والانطلاق بالتصوير. كل هذا سيؤدي لصنع فيلم، لكنه لن يكون بالضرورة الفيلم الذي سيحقق ما تبغيه. ما سيحققه هو فيلم آخر من تلك التي يطلقها الآخرون، سواء أكان فيلمك جيداً أم لا.

> قبل الفيلم الجيد، يجب أن يشمل تفكيرك ما يحتاجه الفيلم المثالي، وإذا تطلّب الأمر درساً في شهرين أو ثلاثة تنصرف فيها لمشاهدة أفلام حققت الفوز في المهرجانات أو المناسبات السنوية. ستكتشف كيف يحقق فيلليني روح الدعابة وكيف يستخدم هيتشكوك ممثليه كأدوات نجاحه وليس كأدوات عرض. سيكتشف ما معنى أن يكون للمخرج رؤية فنية «غير شكل»، إذا ما شاهد ولو الدقائق الأربعة الأولى من «Touch of Evil» لأورسن ويلز.

> بعد ذلك إما أن تسير في الدرب نفسه أو تجد أن سقف طموحك ارتفع تلقائياً.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد