صحيفة السوسنة الأردنية

عمان – السوسنة

اصدر الحزب الشيوعي الاردني بيانا شديد اللهجة عن خلاف وقع مع جماعة الاخوان المسلمين في الاردن تالياً نصه :

بيان من الحزب الشُّيوعيّ الأردنيّ
عن استفزاز «الإخوان المسلمين» الأرعن للأحزاب اليساريَّة والقوميَّة

للجمعة الثَّانية على التَّوالي، يوجِّه حزب «الإخوان المسلمين» سهام حقده الدَّفين واستفزازه الأرعن نحو الأحزاب اليساريَّة والقوميَّة، ويلجأ إلى البلطجة لمنع أعضاء هذه الأحزاب وأنصارها من التَّعبير عن موقفهم المبدئيّ في دعم صمود الشَّعب الفلسطينيّ الأسطوريّ وتصدِّي مقاومته الباسلة لجحافل الغزاة الصَّهاينة المدجَّجين بأحدث أسلحة القتل والدَّمار وأكثرها فتكاً.
إنَّ هذا السُّلوك المشين لحزب «الإخوان» ينمّ على نزعة متأصِّلة لديه للاستئثار والهيمنة وإقصاء كلّ مَنْ يخالفه الرَّأي والفكر ويرفض أنْ يكون مِنْ ضمن جوقته أو حواشيه؛ كما ينمّ على ميله إلى تغليب المصالح الحزبيَّة الضِّيِّقة على حساب القضايا الوطنيَّة الَّتي تحظى بإجماعٍ وطنيٍّ.
والمفارقة أنَّ هذا الفعل المشين قد تمَّ اقترافه مباشرةً بُعيد دعوة المقاومة، مِنْ غزَّة، إلى أهل الأردن، للوحدة وحشد الصّفوف، لأنَّ هذه الوحدة سند لها ودعم لكفاحها.
إنَّ الشّعارات الَّتي ترفعها الأحزاب اليساريَّة والقوميَّة تتضمَّن – كما هو معروف وكما هو دأب هذه الأحزاب – الإشادة بصمود الشَّعب الفلسطينيّ الشَّقيق، وتثمين إنجازات مقاومته الوطنيَّة الباسلة عالياً، وفي طليعتها كتائب القسَّام وسرايا القدس وبقيَّة الفصائل الفلسطينيَّة المسلَّحة، والاعتزاز بالملحمة البطوليَّة الَّتي سطَّرتها المقاومة في السَّابع مِنْ تشرين الأوَّل الماضي.
ويُفتَرَض أنَّ هذه الشِّعارات تجمع ولا تُفرِّق، وتدفع إلى تعاضد القوى الَّتي تؤيِّد المقاومة أو حتَّى بعض فصائلها وليس إلى تناقضها، وإلى تكاتف الحاضنة الشَّعبيَّة للمقاومة وتلاحمها وليس إلى تناحرها.
ولقد أكَّد حزبنا الشُّيوعيّ الأردنيّ، دائماً، وبالأدلَّة الحسّيَّة الملموسة، حرصه الكبير على ضرورة أنْ يسود التَّعامل النَّظيف والدِّيمقراطيّ والمحترم بين الأحزاب والقوى والشَّخصيَّات السِّياسيَّة، مهما اختلفت توجُّهاتها السِّياسيَّة وتباينت مرجعيَّاتها الفكريَّة. وذلك مِنْ أجل الوصول إلى حياة سياسيَّة سليمة ومحترمة وصحِّيَّة.
وفي هذا السِّياق نفسه، يؤكِّد حزبنا رفضه التَّامّ لهذه الممارسات الهمجيَّة الَّتي تُفسِدُ الحياة السِّياسيَّة وتسمِّمها.. هذه الممارسات الَّتي لن يستفيد منها أحد سوى الأيدي المشبوهة الَّتي لا تريد لبلادنا أنْ تحظى بحياة سياسيَّة حقيقيَّة متطوِّرة وراقية.
وإنَّ حزبنا ليحمِّل حزب «الإخوان» المسؤوليَّة الكاملة عن التَّداعيات الجدِّيَّة والخطِرة على حاضر العمل الوطنيّ ومستقبله الَّتي يمكن أنْ تنجم عن مثل هذا السُّلوك الهمجيّ غير المسؤول، ويطلب مِنْ قادة «الإخوان» الاحتكام إلى العقل والشُّعور بالمسؤوليَّة، والكفّ عن اللجوء إلى مثل هذه الممارسات الذَّميمة.
وأخيراً، نتساءل: إذا كانت هذه هي أفعالهم وهم خارج السُّلطة، فماذا سيفعلون إذاً في حال تمكُّنهم مِنْ تسلُّمها؟!

الحزب الشُّيوعيّ الأردنيّ
عمَّان في 24 تشرين الثَّاني 2023