الخريشة: الأردن يواصل وقفته التاريخية بدعم فلسطين

mainThumb

23-11-2023 06:38 PM

عمان - السوسنة

مندوبا عن رئيس الوزراء، رعى وزير الشؤون السياسية والبرلمانية حديثة الخريشة، فعاليات ندوة حوارية بعنوان "كيف يمكن للقطاع الأكاديمي في الأردن أن يساهم في تخفيف آثار العدوان على غزة: خلال وبعد الأزمة"، نظمتها الجمعية الثقافية العلمية لأساتذة الجامعات اليوم الخميس، بالتعاون مع الجامعة الأردنية.

وقال الخريشة خلال الندوة، إن الأردن يواصل بقيادته وشعبه وقفته التاريخية في دعم فلسطين الأرض والشعب والمقدسات دون تردد أو تبدل في الموقف الثابت والتاريخي الذي نجمت عنه مجموعة من الإجراءات الدبلوماسية والسياسية والإنسانية المعبرة عن التضامن والدعم المادي والمعنوي، استنادًا إلى حقيقة العلاقة التاريخية والجغرافية واللحمة التي تربط الأردن بفلسطين.

وأضاف الخريشة، إن الأردن وظف علاقاته التاريخية بدول العالم، خاصة الدول الكبرى، لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية والتخفيف عن الشعب الفلسطيني، وتجلى ذلك في الدعم السياسي والدبلوماسي، لافتًا إلى أنّ الأردن، لم يتوقف منذ بداية الحرب على غزة، عن ممارسة دوره المحوري في هذا الإطار؛ إذ بذل جلالة الملك عبدالله الثاني جهودًا جريئة منذ اللحظات الأولى لاندلاع شرارة الحرب، مستنهضًا عواصم العالم الغربي لإيقاف الحرب وضمان أمن وسلامة الشعب الفلسطيني.

وخلال الندوة قال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور مهند المبيضين، إن الجامعات الأردنية تمتلك مساحة معرفية وأخلاقية ذات قدرة على التعبير والتشبيك عالميًا من خلال إحداث الفرق والتغيير ودعم الموقف الفلسطيني وإسناد الجهد المعرفي الأكاديمي الفلسطيني، داعيًا في هذا الصدد إلى إنشاء حاضنة علمية لديمومة استمرار الأبحاث العلمية الفلسطينية العاملة في المشاريع الأوروبية، خصوصا أن الكثير من الجامعات والمدارس في قطاع غزة باتت خارج الخدمة اليوم بسبب الحرب المستعرة على أهالي القطاع.

وأشار المبيضين إلى المواقف الدولية لبعض الجامعات في التنديد بالحرب على غزة ومن أبرزها مطالبة 3700 أكاديمي في الجامعات الإيطالية بوقف التعاون البحثي والأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية حتى تتوقف الحرب على غزة، إضافة إلى توقيع 460 فليسوفا وأستاذا جامعيا من أميركا الجنوبية والشمالية وأوروبا على بيان من أجل دعم فلسطين.

وأضاف، إن طلبة الجامعة الأردنية كانوا يقدمون دائما الصورة الأردنية الصادقة والداعمة لموقف قيادتهم الهاشمية، مشيرا الى دماء الاردنيين التي سالت في جميع حروب فلسطين وآخرها إصابة 7 من كوادر المستشفى الميداني الاردني "غزة 76".

وثمن المبيضين دعم الأكاديميين الأردنيين لزملائهم في الأكاديميات والمؤسسات البحثية الفلسطينية، لتمكينهم من استمرار عملهم ودعم إنجازاتهم العلمية، مشيدًا بدور بعض أعضاء الهيئات التدريسية في الجامعات الأردنية في دعم الموقف الأردني الداعي لوقف الحرب على غزة، من خلال ظهورهم الإعلامي المستمر على القنوات الفضائية المحلية والعربية.

من جهته حث رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات الجامعات على لعب دور في تعرية بطش المعتدين من خلال الباحثين والمؤرّخين الذين يقع عليهم الحمل الأكبر في فضح الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي يوميا على أبناء الشعب الفلسطيني، وتسليط الضوء على معاناة اخوتنا الفلسطينيين الذين يعانون ويلات الحرب والألم والجوع والعطش.

وأضاف عبيدات، إن أهل غزة اليوم بحاجة ملحة لأهل العلم أيضًا، وعلينا فهم احتياجاتهم العاطفية، وخلق البيئة الدافئة الداعمة لهم لمساعدتهم على النهوض، ونفض غبار العدوان الإسرائيلي الغاشم الممعن في القتل والدمار، لافتا إلى ضرورة تعزيز المساهمات الأكاديمية، واقتراح السياسات، وزيادة التشبيك مع الجسم الأكاديمي في فلسطين عموما وغزة خصوصا، والإرسال المستمرّ للمتطوعين من الأطباء والممرضين، وغير ذلك من أشكال المساعدات.

وتطرق نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني إلى الجوانب القانونية في العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة واستهدافه للمرافق العلمية والجامعات، باعتبار ذلك خرقا فاضحا للقانون الدولي والإنساني، الذي يجرّم المساس بالحقوق المدنية.

وقال، إن استهداف الجامعات والمرافق العلمية بحجة استعمالها لأغراض عسكرية مرفوض من الأساس ويتطلب تجريم إسرائيل من أمام المحكمة الدولية، منوها إلى ضرورة تصدي الجامعات لهذا العدوان عبر تسليح الطلبة بالعلم والمعرفة والقدرة على الريادة والابتكار، وإكسابهم المهارات المطلوبة في زمن الحرب، لينهضوا بالأوطان ويذودوا عنها بالعلم والتحضر.

من جانبه، ثمن وزير التعليم العالي الفلسطيني الأسبق الدكتور صبري صيدم الدور الذي يقوم به الأردن، وتحركاته الدولية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني انتصارًا للقضية الفلسطينية واستنهاضًا للجهود الدولية والإقليمية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيرا الى صلابة الموقف الأردني الشعبي والرسمي، والارتباط التاريخي بين الأردن وفلسطين الذي تعكسه المواقف الموحدة للشعبين الشقيقين.

وشدد صيدم على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة محاولات تجاوز حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، داعيا المجتمع الأكاديمي العربي إلى إنتاج المشاريع البحثية الرامية إلى إحباط المشروع الصهيوني في الاستيطان والتهجير، وإبراز الهوية الفلسطينية التي يحاول المحتل طمسها.

بدوره، اقترح أستاذ علوم التربية، رئيس الجامعة الأردنية الأسبق الدكتور اخليف الطراونة، جملة من المشاريع التي تسهم في تخفيف آثار العدوان على غزة من وجهة نظر أكاديمية، منها على سبيل الذكر لا الحصر: إنشاء صندوق لدعم الطلبة الغزيين الدارسين في الجامعات الأردنية، ومعاملتهم معاملة الطلبة الأردنيين من حيث رسوم البرنامج العادي.

ودعا الطراونة إلى استحداث كرسي علمي وبحثي للدراسات الفلسطينية لتوثيق السردية الفلسطينية للأحداث، وتوثيق كل ما قام ويقوم به الاحتلال لمواجهة السردية الإسرائيلية الكاذبة، لافتًا في هذا السياق إلى ضرورة مساعدة الجامعات الغزية على تجاوز الفاقد التعليمي عبر التعليم الإلكتروني، أو من خلال اللجوء إلى المساقات المكثفة، وتشجيع الجامعات الأردنية على تضمين موادها وخططها الدراسية موضوعاتٍ في تكنولوجيا الحروب والأمن السيبراني، وزيادة الوعي بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.

وعرض رئيس الجمعية الثقافية العلمية لأساتذة الجامعات الدكتور عبد الرحمن شديفات، إحصائية حول حجم الدمار في قطاع التعليم في غزة، لافتا إلى أن العدوان إلاسرائيلي أسفر عن تدمير 12 جامعة وكلية جامعية، واستشهاد نحو 180 عضوَ هيئة تدريس ومعلم، وأكثر من 3 آلاف طالب وطالبة.

وأكد شديفات أن الجمعية ستوظف كل إمكاناتها لدعم القطاع الأكاديمي في غزة للنهوض برسالته التعليمية، على أن يُصار إلى جمع كل المقترحات ودراستها والمضي قدما بها عبر القنوات الرسمية، لمساعدة المؤسسات الأكاديمية وأعضاء هيئة التدريس والطلبة في غزة لتجاوز هذه المحنة، ودعم صمودهم في وجه الكيان الصهيوني المحتل.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد