اسرائيل .. كلب مسعور

mainThumb

20-11-2023 08:59 PM

كل هذا الدم، كل تلك الجثث، وكل هؤلاء الأطفال الدين فَقَدُوا وفُقِدُوا، وتلك الدموع التي تنهمر من مآقي الأمهات المكلومة قلوبهن، وسط كل هدا الصمت للعالم المُتشدِّق بإنسانية زائفة، سيطلب العالم الزائف هُدنة ويطلبون منهم أن ينسوا كأن شيء لم يكن، هذا إن بقي من الغزِّيين شيء وهم يتعرضون للإبادة كل ساعة وسط صمت العالم والإخوة.

إن الإحتلال الصهيوني أضحى ككلب مسعور، يقصف المستشفيات والمدنيين ويطلب إخلاء منطقة والتوجه لبرِّ الأمان فيقصف بر الأمان، إن حربهم ليست ضد حماس فلا قدرة لهم على مواجهة رجال يحبُّون الموت أكثر من الحياة، إنما يبتغونها -في خيالهم- نكبة أخرى يُرَحِّلُون المدنيين تجاه سيناء أو الأردن أو أي مكان آخر، المهم أن يرحلوا.

وحماس التي غدا يتبرَّأُ منها بعض المنهزمين العرب الدين يُساقون عُقب كل ادعاءات الإحتلال ويصدقونها بسهولة، فإن أعضائها لحماس لم يأتوا من بلاد أخرى بل إنما هم ثوار هُجِّروا من أراضيهم وهم صغار، ولم يعرفوا معنى السفر، كبروا بين جدران ضخمة، وكل العالم بالنسبة لهم ينحصر في مساحة 365 كم، هم أبناء غزة وما كانوا ليفعلوا ما فعلوه، فما كانت لتكون حماس لو أن الإحتلال الصهيوني لم يكن، الحرب كلها خسارة في الأرواح ولكن الحرية لا ترتوي إلا بدماء طالبيها، فاليد التي تحمل المسدس، تفضل بكثير حمل القلم وطلب العلم، واليد التي تحمل البندقية، ستفضل بكثير جني الزيتون بأمان، وإنها باقية ما بقي الإحتلال.

إن كل من يتحدث بتلك الإدانة لحماس، والحميمية للقاتل المحتل الإسرائيلي وموتاه في 7 من أكتوبر، يتعامون عن القاتل الحقيقي في 7 من أكتوبر، فبعد شهر ويزيد من الأيام يتضح أن الطيران الإسرائلي الهمجي هو من قصف السيارات بدون أن يفرِّق بين إسرائيلي ومقاتلي حماس، والعربي المتحدث بتنصل من حماس يكاد لا يفقه الصهيونية ومخططاتها القذرة، هاته الأخيرة التي تبرأ منها اليهود أنفسهم فكيف بالمسلمين.

وإني كما قال ابراهيم بن عمر السكران : لا ألوم الغربي أن يُقَيِّمَ الأمور والمسائل طِبقًا لما تقرؤه عينه الزرقاء، ولكني ألوم العربي إن يقيم الأمور بعين زرقاء.

إن اتفاقية كامب دايفد، التي وقعتها مصر، من ضمن معاهداتها لم تكن غزة تحت حكم اسرائيلي، إنما كان أنها أرض عربية والمتحدث باسم مصر يقول وهو يتكلم عن فلسطين، "إخواننا في أراضينا المحتلة" ومعبر رفح عربي، فكيف يصل العجز بقوة هي الثانية في الشرق الأوسط أن تعجز عن تحريك عجلات لشاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية من أدوية للمرضى ووقود وأغدية، إلا بقرار من أطراف أخرى.

أثناء سؤاله في مقابلة له على ما يقوم به الإحتلال من تقتيل وهل هو جريمة حرب، يقول جوزيب بوريل المتحدث السامي للإتحاد الأوروبي: أنا لست مختصا ولست قاضيا، ولكن جوزيب يصبح قاضيا ومختصا وحتى عسكريا حين يُسأل عن حماس ليقول أن ما تقوم به جريمة حرب، أكثر من 12 ألف شهيد فلسطيني، مقابل بضعة مئات كان قاتلهم هو الطيران الحربي الإسرائيلي، وما زال اللوم يُرمى على حماس، الحركة المقاومة للإحتلال الصهيوني، ولكن ما جعل القناع يسقط وهو الساقط بكلى المعنيين، هو حين سئل ممتل الإتحاد الأروبي هل يحق للفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم؟ فيمتنع عن الجواب.
إن الإزدواجية لدى الغرب وبعض العرب جعلت معطف الإنسانية والحقوق العامة للطفل والمرأة... يسقط عنهم، فهم يُزَيِّنُون ما هو خبيث ويصرحون بما يخدم أغراضهم حتى على حساب الإنسانية نفسها.
اليوم 20 من نونبر، اليوم العالمي للطفل، أكثر من 5000 ألاف طفل قتل في غزة، ومن لم يُقتل بثرت رجله أو يده أو أصيب بكسر، فأين الطفل الذي به ستحتفي الطفولة، إن طفل اليوم رجل الغد، فأنتم وما تصنعون.

هاته المسرحية الضخمة التي نتفرج عليها تجعل الغبي من لا يفرق بين الحق والباطل، أثناء هجوم روسيا عليها وقف العالم بأكمله بجانب كرواتيا إد اعتُبرت مظلومة، فليس حبًا الأن أن تُدافع روسيا عن فلسطين وهي التي تقتل السوريين العُزَّل وتُجري التجارب عليهم بالأسلحة الحديثة بأمر من النضام السوري القاتل.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد