وزير الخارجية : القادم ما زال اسوأ

mainThumb

14-11-2023 01:53 AM

عمان - السوسنة

قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، الاثنين، إنّ القادم ما زال اسوأ لأننا نتعامل مع حكومة إسرائيلية تجاوزت كل الخطوط الحمراء ولم تترك قانونا دوليا إلا وخرقته.

وأضاف الصفدي خلال حديثه في برنامج "صوت المملكة"، أن إسرائيل لم تترك خطا أحمر إنسانيا أو قانونيا إلا وتجاوزته، وترفض أن تستمع للعالم، حيث إنّ الأردن مستمر في جهده المستهدف تعرية الرواية الإسرائيلية.

وتابع، أن الأردن يشرح للعالم أن ما تقوم به إسرائيل ليس دفاعا عن النفس؛ بل هي جرائم حرب، مشيرا إلى أنها حرب دمارية ووحشية وستترك أثرا دماريا ليس فقط في ما تسببه من كوارث إنسانية الآن، لكن ستترك أثارا دمارية على كل من يريد لهذه المنطقة أن ينعم بالأمن والسلام.

وأوضح أنه في الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل في حربها الهمجية وتحاول أن تغطي هذه الحرب بسرديتها التي لم تعد تقدم أي شيء منطقي، الأردن مستمر في تعريتها وكشف النتائج الدمارية للحرب.

وأشار إلى أن الأردن يعمل مع شركائه، ويتم توظيف كل الإمكانات من أجل أن نقول إنّ ما تقوم به إسرائيل خطر كبير على المنطقة ويهدد أمنها واستقرارها، وإن ما تقوم به إسرائيل في ضوء عدم اتخاذ موقف دولي واضح وحاسم ضدها أيضا يعري منظومة العمل الدولية ويقول بصراحة إنّ القانون الدولي والمعايير الإنسانية تطبق وفق هوية الجلاد وهوي الضحية.

"الأردن أوصل رسائل للعالم وبدأ يدرك خطورة ما تقوم به إسرائيل، وما يقوله الأردن هي الحقيقة الذي يصف الحال كما هي"، حسب وزير الخارجية.

وبين أن الموقف الدولي تغير بشكل كبير، قائلا: "الذي غير الموقف الدولي أساسا هو قبح وبشاعة الجريمة الإسرائيلية"، حيث بدأ الناس يرون ما تقوم به إسرائيل ونتائج ما تفعله من ما وصل في التعريف القانوني.

ولفت إلى أن الجهد الكبير الذي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني واضح، حيث إنّ جلالة الملك له مكانته واحترامه في العالم ويعرف العالم أن الأردن صوت للسلام وصوت للعقل، فعندما يأتي جلالة الملك ويقول إنّ ما تفعله إسرائيل جريمة حرب تأخذ المنطقة إلى الهاوية.

وقال إنّ الموقف الدولي بدأ يتغير لأن قدرة إسرائيل على مواجهة الواقع تضاءلت بشكل كبير، حيث إنّ الأردن بذل كل ما يستطيع من أجل تعرية الرواية الإسرائيلية.

وحذر الصفدي من تبعات ما ترتكبه إسرائيل من جرائم في غزة، وما تقوم به من جرائم في الضفة الغربية المحتلة ستدفع إلى تفجر الأوضاع هناك، حيث إنّ الأردن في اتصالاته مع المجتمع الدولي يقول إنه يجب تطبيق القانون الدولي بحذافيره.

وأضاف الصفدي، أن عدم اتخاذ موقف وفشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار حتى الآن، أي أن الحرب مستمرة لأن إسرائيل فوق القانون، بالتالي ثمة رسائل ترسل وتغييرات نحتاج أن نبني عليها بشكل أكبر.

وأشار إلى أن إنهاء الاحتلال الذي يعتبر أساس الشر، ويجب تلبية الحقوق المشروعة كاملة للشعب الفلسطيني، ويكون التحرك في إطار عملية سياسية حقيقية محددة الأهداف والتواقيت الزمنية وأدوات العمل والضمانات لقيام دولة فلسطينية مستقلة على جميع التراب الوطني الفلسطيني المحتل على خطوط 4 حزيران 1967 والقدس المحتلة عاصمة أبدية لهذه الدولة حتى يتحقق السلام.

وأكّد الصفدي، أن الأردن يرفض غزة لوحدها مفصولة عن الضفة الغربية، حيث هناك تخوف بأكثر من جانب للأردن في حال احتلال جزء من غزة.

وتابع أن فصل الضفة الغربية عن غزة هو تقسيم للوطن الفلسطيني الذي لن تستقر المنطقة إلا إذا اكتمل وحصل على سيادته واستقلاله، كما أن ما تقوم به إسرائيل الآن من تهجير لسكان غزة من شمالها إلى جنوبها ثمة طاقة استيعابية للأرض.

وقال إنّ إسرائيل تحاول أن تدفع بكل سكان غزة وأن تحاصرهم في 56% من مساحة غزة، الشمال إلى وادي غزة و67% من سكان غزة كانوا في الشمال وتدفع بهم إلى الجنوب لن يكون هنالك طاقة استيعابية لهذه الأرض لأن تستوعب الناس لا من ناحية مياه أو خدمات أو مستشفيات.
وبحسب الصفدي فإن "حماس ليست فقط مقاتلين، حماس فكرة، حماس عقيدة، ولن تستطيع أن تفجر فكرة". وقال في هذا الصدد، "إذا أردت أن تتصدى لفكرة قدم فكرة بديلة، ولمن لا يريدون العنف سبيلا للتعامل مع هذا الصراع قدموا للفلسطينيين بديلا يقنعهم أن أمامهم مستقبلا يلبي حقوقهم في الحرية وفي الدولة في الكرامة وهذا سيحل الصراع".

وأوضح: "لن تقتل فكرة بالقتل وبالقنابل، وهذا واضح وهذا نقوله لكل العالم ...".

وقال الصفدي إن "حماس انطلقت في بيئة من القهر والحرمان وانتهاك الحقوق واستباحة الكرامة واستمرار الاحتلال" مضيفا "حماس لم توجد وأوجدت الصراع، الصراع هو الذي أوجد حماس".

وأوضح إثر ذلك، "لمن يريد أن يكون هنالك واقعا في المنطقة لا دور لحماس فيه فليقنع الفلسطينيين والعالم بأن حماس تقف بين الفلسطينيين وبين حقهم في الحرية والكرامة والدولة المستقلة".

وتحدث عن "إدراك لضرورة معالجة جذرية للصراع".

الصفدي قال إن الأردن يعمل وفق سياسة هدفها أن تحمي فلسطين، وأن تسند الشعب الفلسطيني، وأن تنتصر له وأن تسهم في تلبية حقوقه.

وردا على سؤال بشأن تفكير الأردن بفتح قنوات اتصال مع القيادة السياسية لحماس، قال الصفدي: "نحن دولة نعرف كيف نبقي على اتصالاتنا ونعرف كيف تكون جميع الأبواب التي يمكن أن ندخل منها إلى تحقيق هدفنا وهو إنهاء هذا الصراع على أساس تلبية حقوق الشعب الفلسطيني كاملة ونتصرف وفق ذلك".

وأكد الصفدي أن الأردن الأقرب إلى فلسطين وقدم إلى فلسطين ما يستطيع أن يقدمه.

وقال إن "العالم يقول إنه ضد حماس"، لكن "على العالم أن يتذكر أن الحرب لم تبدأ في الـ 7 من تشرين الأول، وأن الصراع له جذوره".

وأشار إلى أن الأردن "يقول لمن يريد أن يحمي إسرائيل ولمن يريد ألا تتكرر الحروب في المنطقة عليه أن يعالج جذور الصراع، وأساس الصراع هو احتلال غير قانوني همجي".

لكن الصفدي قال إن إسرائيل تعمل على تكريس الاحتلال بدل من العمل على إنهائه وفق كل الاتفاقيات والمرجعيات والقوانين الدولية.

المملكة






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد