لعنة شهر اكتوبر على الكيان الصهيوني

mainThumb

03-11-2023 10:52 PM



أول لعنه على الكيان ا ل ص ه ي و ن ي هي: حرب أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان كما تعرف في مصر أو حرب تشرين التحريرية كما تعرف في سوريا أو حرب يوم الغفران (بالعبرية: מלחמת יום כיפור، ميلخمت يوم كيبور) وهو عيد عند ا ل ي ه و د عيد الغفران، وهو يوم فى حد ذاته مختلف عند اليهود، وكان له تأثير مباشر فى استدعاء الجيش الاحتياطى، بمعنى أن عيد الغفران يتم فيه تعطيل وسائل الإعلام بما فيها الراديو، كإحدى وسائل استدعاء الاحتياط فى إسرائيل، وهي حرب شنتها كل من مصر وسوريا في وقتٍ واحدٍ على إسرائيل عام 1973 وهي رابع الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1948 (حرب فلسطين) وحرب 1956 (حرب السويس) وحرب 1967 (حرب الستة أيام) بخلاف حرب الاستنزاف (1967-1970) التي لم تكن مواجهات عسكرية مباشرة ومستمرة بين الطرفين ولكن غارات وعمليات عسكرية متفرقة. وكانت إسرائيل في الحرب الثالثة (حرب 1967) قد احتلت شبه جزيرة سيناء من مصر وهضبة الجولان من سوريا، بالإضافة إلى الضفة الغربية التي كانت تحت الحكم الأردني وقطاع غزة الخاضع آنذاك لحكم عسكري مصري. بدأت الحرب بتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين على القوات الإسرائيلية، أحدهما للجيش المصري على جبهة سيناء المحتلة وآخر للجيش السوري على جبهة هضبة الجولان المحتلة. وقد ساهمت في الحرب بعض الدول العربية سواء بالدعم الاستخباراتي و/أو المعلوماتي و/أو العسكري و/أو الاقتصادي. انتهت الحرب رسمياً مع نهاية يوم 24 أكتوبر من خلال اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين العربي-الإسرائيلي، ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ على الجبهة المصرية فعليّاً حتى 28 أكتوبر. من أبرز نتائج حرب أكتوبر، استرداد سيادة مصر الكاملة على شبه جزيرة سيناء وعلى قناة السويس، وأيضًا استرداد سوريا قبضتها على جزء من مرتفعات الجولان بما فيها مدينة القنيطرة وعودتها للسيادة السورية. وثاني لعنه كبيرة جدا ومذهلة على الكيان ا ل ص ه ي و ن هي السابع من اكتوبر 2023: هجوم المقاومة التابعة لحركة حماس والتي أفاق عليها العالم صباح السبت السابع من أكتوبر 2023، حيث شهدت الساعة 6:25 صباحا انطلاق آلاف الصواريخ من قطاع غزة باتجاه المواقع والبلدات الإسرائيلية داخل الخط الأخضر دفعةً واحدةً ودون مقدمات. ليتبين بعد أقل من نصف ساعة على بدء العملية أن إطلاق هذا الكم من الصواريخ والقذائف لم يكن أكثر من تغطيةٍ على عملية اجتياحٍ واسعةٍ لمقاتلي المقاومة الفلسطينية حماس داخل الخط الأخضر، لتسقط مواقع ومستوطنات إسرائيلية عديدة في أيدي المقاتلين بشكل درامي غير مسبوق في عمليةٍ أطلق عليها (طوفان الأقصى)، وبالمقابل تعلن إسرائيل حالة الحرب لأول مرة منذ إعلان حالة الحرب صباح يوم السبت السادس من أكتوبر عام 1973، أي منذ نصف قرنٍ بالضبط. فالمشاهد التي انتشرت على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كانت صادمةً ومفاجئة على كافة الصعد، فما جرى لم يكن تسللا لأنه لم يحدث سرا، بل كان اجتياحا حقيقيا وفي وضح النهار. فأن ترى المسلحين الفلسطينيين يتجولون في شوارع المستوطنات التي أقيمت قبل 75 عاما، والتي كانت حتى يوم الجمعة الذي سبق السبت المشؤوم على الكيان ا ل ص ه ي و ن والتي تعتبر مواقع شديدة التحصين بالقبة الحديدية التي تحميها من الجو، لم يكن مشهدا مألوفا، ذلك أن الخطر فاجأ هذه المستوطنات من البر لا الجو هذه المرة، هذا عدا الهجوم البحري الذي لم تتضح معالمه بعد. وكان غياب المعلومات والتقديرات عن حكومة الاحتلال وأجهزتها الأمنية دلالة على فشل استخباراتي غير مسبوق، وبدا ذلك واضحا في غياب أي رد فعلٍ إسرائيلي على الاجتياح الفلسطيني لمدة 4 ساعات كاملة فصلت بين بداية العملية وأولِ طلعةٍ جويةٍ إسرائيلية ضد قطاع غزة ردا على الهجوم الفلسطيني.

كما أن حجم الدمار الواسع الذي تسببت به الرشقات الأولى من الصواريخ والقذائف طرح تساؤلات حول جاهزية منظومة القبة الحديدية للتعامل مع عملية بهذا الحجم. كما أن توقيت العملية بحد ذاته شكل إذلالا لإسرائيل، فقد أتى في اليوم الأخير من موسم عيد العُرش، أي في خضم استنفارٍ عالٍ لدى قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية استمر 22 يوما لتأمين موسم رأس العام العبري والغفران والعُرش، وتزامن مع تصعيد عال في الضفة الغربية والقدس تحسبا من أي عملياتٍ، وكان يفترض أن عملية الاستنفار والإغلاق مستمرة حتى يوم الأحد الثامن من شهر أكتوبر. وكان التركيز الإسرائيلي في هذا الاستنفار متعلقا بالضفة والقدس ومتراخيا مع الجبهة الجنوبية في غزة، وذلك كرد فعلٍ على تصعيد المقاومة المسلحة في الضفة. ويبدو أن عملية التضليل الواسعة التي قامت بها المقاومة على مدى الأسابيع الماضية نجحت في تعزيز حالة استرخاء الجيش الإسرائيلي خاصةً على الجبهة الجنوبية، حيث حرصت الفصائل الفلسطينية على عدم الدخول في مواجهة واسعةٍ مع إسرائيل واتجهت لدعم مظاهرات الجدار الحدودي ذات الطابع الشعبي بدلا من ذلك. فانهيار منظومة الردع الإسرائيلية بهذا الشكل الدرامي يدل على خلل عميق في بنية هذه المنظومة، وهي وإن كانت منظومةً ذات سمعةٍ عالميةٍ إلا أنها على الأقل فيما يظهر حاليا لم تكن بتلك القوة التي أشاعتها عنها إسرائيل وهذا يفتح الباب واسعا أمام تساؤلات عن بنية المشروع الإسرائيلي العسكري والأمني برمته، إذ لا يملك المتابع البسيط إلا أن يتساءل عن ما إذا كانت إسرائيل بتلك القوة التي يصورها بها الإعلام العالمي بالفعل؟. ولا يتوقع أن يكون لدى المقاومة الفلسطينية أهداف من هذه العملية في الأفق أقل من إلزام إسرائيل بإيقاف الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك باعتبار أن ما حدث فيه كان الصاعق المباشر المفجر للأحداث قبيل بدء عملية الاجتياح لقوات حماس. كما أن وقوع عدد كبير من الأسرى الإسرائيليين الأحياء في قبضة المقاومة لابد منطقيا أن يستخدم لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في صفقات محتملة تختلف تماما عن سابقاتها. وهذا ما يفسر حرص المقاومة على نشر صور الأسرى وهم أحياء باستمرار في هذه المرحلة، بحيث تمنع إسرائيل من تجاهلهم كما فعلت مع الأسرى الموجودين لدى المقاومة منذ سنوات. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه العملية تعتبر فرصة ذهبية لإجبار إسرائيل على فك الحصار عن غزة خوفا من اضطرار إسرائيل للدخول في حرب مفتوحة لا يمكنها تحملها. لا تملك إسرائيل الكثير من الخيارات في مواجهة هذه العملية، فالفرص أمامها للتعامل مع نتائج هذه المفاجأة تتضاءل مع مرور مزيد من الوقت، والمتفق عليه هو أن فكرة الردع الإسرائيلي التي تحطمت صباح السبت السابع من اكتوبر 2023 لا يمكن ترميمها بشكل كامل بعد هذه الهزيمة المذلة. فإسرائيل لم يسبق لها أن تعاملت مع هذا المستوى من الخطر الذي لا يمكنها أن تسميه خارجيا لأنه في قلب أراضي 48 لا خارج الحدود. كما أن احتمال امتداد المواجهة لتعم الأراضي الفلسطينية وربما بعض الجبهات الحدودية يبقى أمرا غير مستبعد مع وصول الضغط النفسي في القدس وهي الخاصرة الأضعف لإسرائيل والضفة الغربية إلى الذروة، إضافةً إلى إرهاصات الصدامات العسكرية مع الاحتلال في الضفة، بما يمكن أن يؤدي إلى حرب شوارع مفتوحة في مناطق الضفة الغربية، وهذا الأمر إن حدث وامتد فإنه سيشل قدرة إسرائيل على التعامل مع الحدث، وذلك لاتساع رقعة المواجهة. النتيجة التي نصل إليها في خضم هذه الظروف هي أن المشروع الإسرائيلي برمته بات اليوم على المحك، ولا أظن أن إسرائيل يمكنها أن تجد مخرجا بسهولة، وبغض النظر عن النتيجة النهائية لهذه العملية، فإن أول ضحيةٍ لها سيكون بلا شك ثلاثة أسماء: نتنياهو، بن غفير وسموتريتش. حصيلة حرب 7 اكتوبر 2023 حتى تاريخ 3/11/2023 من الطرفين والمعلن عنها رسميا كالآتي: 1400 عدد القتلى الإسرائيليين، 8005 عدد الشهداء الفلسطينيين فى قطاع غزة، 116 عدد الشهداء الفلسطينيين فى الضفة الغربية، 20242 عدد الجرحى الفلسطينيين فى قطاع غزة، 2000 عدد الجرحى الفلسطينيين فى الضفة الغربية، 5431 عدد المصابين من الإسرائيليين، 1.4 مليون عدد النازحين الفلسطينيين فى قطاع غزة، 250 الف عدد الإسرائيليين الذين تم إجلائهم من منازلهم، 250 عدد الجنود والمدنيين الأسرى فى غزة, 4 عدد الأسرى الذين تم إطلاق سراحهم من قبل الفصائل الفلسطينية، 27782 عدد الوحدات السكنية التى تم تدميرها فى قطاع غزة والعدادات مستمرة في العد حتى يتم ايقاف الحرب ولا ندري متى؟!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد