صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة

قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله في خطابه، ان معركة طوفان الأقصى أصبحت ممتدة في أكثر من جبهة وأكثر من ساحة.

وبدأ نصر الله خطابه بتحية الشهداء الذين ارتقوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، قائلا: "اليوم نحيي ذكرى شهداء المقاومة الإسلامية وكتائب القسام وسرايا القدس في لبنان. هنيئا لكل الشهداء من المقاتلين ومن الأطفال والنساء وكبار السن"

وقال، المعركة مع الصهاينة لا غبار عليها على المستويين الأخلاقي والشرعي، ولو أردنا أن نبحث عن معركة كاملة الشرعية فلا معركة مثل القتال ضد الصهاينة.

وأشار الأمين العام لحزب الله اللبناني إلى ان أكثر من مليوني إنسان يعيشون منذ 20 عاما في حصار خانق بغزة دون ان يحرك احد ساكناً.

والقضية الفلسطينية وكل ما يتعلق بها من ملفات كانت منسية وفي آخر اهتمامات العالم، وان الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى غير مسبوقة في التاريخ الحديث.

وأضاف ان السرية المطلقة هي التي ضمنت نجاح 7 اكتوبر الباهر من خلال عامل المفاجأة، وإخفاء العملية لا تأثير له على أطراف المقاومة الأخرى.

ومعركة طوفان الأقصى من خلال قرارها الفلسطيني تثبت أنها فلسطينية بالكامل، وأداء حركة حماس أثبت وأكد الهوية الفلسطينية المطلقة للعملية، وفقا لنصر الله.

وأكد نصر الله ان طوفان الأقصى كشف الوهن والضعف والهزال في الكيان وأن اسرائيل اوهن من بيت العنكبوت، مشيرا إلى ان الاسرائيليين باتوا يؤمنون أكثر من غيرهم بوهن إسرائيل، كما ان السرعة الأمريكية في احتضان إسرائيل ودعمها واسنادها كشف عن فشل الكيان.

وحكومة العدو احتاجت منذ اليوم الأول للمعركة إلى البحر المتوسط والأحمر للدعم العسكري، وكان واضحا ان العدو بدا ضائعا وتائها.

وقال الأمين العام لحزب الله، ان طوفان الأقصى أحدثت زلزالا أمنيا وعسكريا ونفسيا ومعنويا في كيان الاحتلال.

وشدد على أن اللسان والبيان يعجزان عن التعبير عن جبروت الشعب الفلسطيني، نشكرالسواعد العراقية واليمنية التي دخلت إلى قلب معركة طوفان الأقصى.

وأضاف حسن نصر الله خلال خطابه، ان أغلب من يقولون إنهم مدنيون قتلتهم حماس قٌتلوا بسلاح الجيش الإسرائيلي الذي ينتهك الدم ويدمر المباني والمؤسسات وكل شيء أمام مرأى من العالم، ولم يقدم انجازا واحدا في غزة.

وتل أبيب حذرة من القيام بعملية عسكرية برية كبيرة لأنها عاجزة وفاشلة، وفقا لنصر الله.

وقال الأمين العام لحزب الله، ان شهداء غزة يكشفون ويسقطون كل الأقنعة الكاذبة في خداع شعوبنا لدفعها نحو التطبيع.

وقال ان وانتصار غزة اليوم مصلحة وطنية فلسطينية واردنية وسورية ولبنانية، وانتصار للقدس والأقصى والضفة والأسرى.

وطالب نصر الله الدول والحكومات العربية والإسلامية قطع العلاقات ووقف النفط والغاز والغذاء لإسرائيل.

وجدد نصر الله تحميل أمريكا المسؤولية الكاملة عما يجري في قطاع غزة، لافتا إلى أن الاحتلال مجرد أداة تنفيذية، وأن الولايات المتحدة يجب أن تحاسب عن جرائمها ومجازرها بحق الشعوب.

وأكد ان أهداف الحرب وقف العدوان وأن تنتصر المقاومة وأن تنتصر حماس في غزة، مؤكدا ان الصواريخ من اليمن ستصل إلى كيان الاحتلال.

وأشار إلى ان حزب الله دخل المعركة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، ويوم السابع من أكتوبر تبلغنا مثل كل العالم بعملية طوفان الاقصى.

وتابع نصر الله، ان ما يجري على الحدود مع فلسطين لن يتم الإكتفاء به على كل حال، وغير مسبوق منذ 1948.

وما يقارب 57 شهيدا بمن فيهم سرايا الكتائب إضافة إلى شهداء القسام وسرايا القدس، والعمليات التي بدأت وتصاعدت أجبرت العدو على أن يبقي قواته عند الحدود وحشد المزيد منها، والجبهة اللبنانية خففت جزءا كبيرا من القوات التي كانت ستسخر للهجوم على غزة، واستطاعت أن تجذب ثلث الجيش الإسرائيلي إلى الحدود مع لبنان، وفقا للأمين العام لحزب الله.

وتابع ان جزء مهم من قوات الاحتلال هي قوات نخبة وقوات نظامية كان يمكن أن تتوجه إلى غزة، ونحو ثلث القوات اللوجيستية في جيش الاحتلال موجهة إلى الحدود اللبنانية، حيث اجبرت الجبهة اللبنانية عشرات الآلاف من سكان المستعمرات الحدودية على النزوح، وتم إخلاء 43 مستوطنة في شمال فلسطين المحتلة بسبب عملياتنا، والعمليات على الحدود أوجدت حالة من القلق والترقب والخوف لدى قيادة العدو وحتى لدى واشنطن.

وهناك قلق من أن تتدحرج هذه الجبهة إلى حرب شاملة والعدو يحسب لذلك كل حساب، وعملياتنا تجعل العدو يحسب خطواته إزاء لبنان وهو يضبط إيقاعه خشية تدهور الأمور، وعملياتنا اليومية على الحدود تجعل العدو مرتدعا، وعملياتنا تقول للعدو إنه سيرتكب أكبر حماقة في تاريخ وجوده إذا اعتدى على لبنان.

وهذه المشاهد في غزة ستجعلنا أكثر إيمانا بوجوب الصمود والتحدي وعدم الاستسلام، وعملياتنا وتضحيات شعبنا تعبير عن تضامننا مع غزة لتخفيف الضغط عن أهلها، وقيل لنا منذ اليوم لعملية طوفان الأقصى إن الأساطيل الأميركية ستقصفنا وجاءت من أجلنا.

وتابع نصر الله، وصلتنا رسائل بأن أميركا ستقصف إيران إذا واصلنا عملياتنا في الجنوب، وهذه التهديدات لن تخيفنا ونقول لكم إن أساطيلكم التي تهددونا بها نحن مستعدون لها، وأقول للأميركيين إن من هزموكم في بداية الثمانينيات لا يزالون على قيد الحياة، وإنكم تستطيعون أن توقفوا العدوان على غزة لأنه عدوانكم، ومن يريد منع توسع الجبهات في المنطقة عليه وقف العدوان على القطاع.

وأقول للأميركيين إن من يريد منع قيام حرب إقليمية يجب أن يسارع لوقف العدوان على غزة، ومعركتنا لم تصل لمرحلة الانتصار بالضربة القاضية لكننا ننتصر بالنقاط، والمعركة هي معركة الصمود والصبر والتحمل وتراكم الإنجازات ومنع العدو من تحقيق أهدافه، ويجب أن نعمل كي تنتصر غزة وتنتصر المقاومة في غزة، وفقا لنصر الله

وختم قائلا: أقول لأهلنا في غزة والضفة ولكل الشعوب المظلومة إن تحمّل الصبر ستكون نتيجته النصر، وغزة ستنتصر.