ما هي الإكزيما العصبية

mainThumb
الإكزيما العصبيّة أو الحزاز البسيط المزمن

28-10-2023 06:44 PM

السوسنة

الإكزيما العصبيّة (بالإنجليزية: Neurodermatitis)، أو الحزاز البسيط المزمن (بالإنجليزية: Lichen simplex chronicus)، أو الالتهاب الجلدي العصبي هو مشكلةٌ جلديةٌ تبدأ بالحكّة ضمن بقعةٍ معيّنةٍ من الجلد، وتزداد شدّتها مع خدش الجلد؛ ممّا يؤدي إلى زيادة سماكة الجلد، وقد تظهر عادةً في الرقبة، أو الرسغين، أو الساعدين، أو الساقين، أو منطقة الشرج، ويقتصر ظهور هذا النوع من الإكزيما في العادة على بقعةٍ واحدةٍ أو اثنتين من الجلد فقط على عكس أنواعٍ أخرى من الإكزيما؛ كالتهاب الجلد التأتبيّ (بالإنجليزية: Atopic dermatitis)‏ الذي ينتشر في مناطق واسعةٍ من الجسم، ومن الجدير بالذكر أنّ الإكزيما العصبيّة نادرًا ما تُشفى دون علاج، كما قد يتسبب الاستمرار في خدش البقع التي تسبب الحكة بتهيج النهايات العصبيّة في المنطقة المصابة من الجلد؛ مما يحفز تفاقم الحكة وخدش الجلد، وعلى الرغم من أنّ هذا الاضطراب لا يُعدّ من الأمراض المعدية ولا يشكّل خطرًا على حياة الشخص المصاب؛ إلّا أنّ الحكة قد تكون متكرّرةً أو شديدةً لدرجةٍ تعيق الشخص عن ممارسة العديد من الأنشطة اليومية في حياته، مثل: قدرته على النوم وقدرته الجنسيّة.

أعراض الإصابة بالإكزيما العصبية

فيما يأتي بيان عددٍ من الأعراض والعلامات التي قد تظهر على المصاب بالإكزيما العصبيّة:

الحكّة: تتميز الإكزيما العصبيّة عن غيرها من المشاكل الجلدية؛ كالإكزيما، والصدفية، والمشاكل الجلدية الأخرى التي تسبب الحكة بأن الإكزيما العصبية تظهر فقط في بقعةٍ واحدةٍ أو اثنتين على سطح الجلد، وفي الحالات النادرة قد تتسبب بظهور العديد من البقع الجلدية، وتتميّز الحكّة المصاحبة للإكزيما العصبيّة بعددٍ من الصفات، نذكر منها ما يأتي:

الحاجة إلى خدش أو فرك البقعة أو البقع المصابة من الجلد بشكلٍ متكررٍ أو متقطّعٍ.

عدم قدرة المصاب على تحديد سببٍ واضحٍ للحكة .

زيادة شدّة الحكّة عند الاسترخاء.

زيادة الحكّة بشكلٍ ملحوظ عند التعرّض للتوتّر.

الشعور بالألم: قد يعاني بعض الأشخاص من الشعور بألمٍ في المناطق المتأثرة من الجلد. ظهور البقع المتقشرة والبارزة: يتسبب الفرك أو الخدش المستمر للمنطقة بظهور بقعٍ جلديةٍ قاسيةٍ، ومتقشرةٍ، وبارزةٍ ذات لونٍ أحمر مائلٍ إلى البنفسجيّ.

سمك وتبقّع الجلد: مع تكرار الخدش أو الفرك قد يزداد سمك الجلد في المنطقة المصابة، كما قد يزداد تبقّع الجلد ويتحوّل للون البنيّ، وقد يكتسب لونًا رماديًا عند ازدياد سمكه بشكلٍ كبيرٍ.

تساقط الشعر: في حال ظهور بقع الجلد المصابة في مناطق نمو الشعر؛ كفروة الرأس؛ فإنّ الخدش أو الفرك قد يؤدي إلى تساقط الشعر في المنطقة المتأثرة.

القروح المفتوحة النازفة: قد يتسبب الخدش أو الفرك المتكرّر بحدوث جُرحٍ في الجلد، مما قد ينجم عنه ظهور التقرحات المفتوحة والنازفة، وذلك يؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بالعدوى في المنطقة المصابة.

التندب: في حال كان الجرح عميقًا؛ قد يؤدي ذلك إلى تشكّل الندب الجلديّة في مكان الإصابة عندما يلتئم الجرح.

العدوى: في حال إصابة المنطقة المتأثرة بالعدوى؛ فقد تظهر بعض العلامات، مثل:

ظهور القشور ذات اللون العسليّ، وتسرب السوائل من المنطقة المصابة.

أسباب وعوامل خطر الإصابة بالإكزيما العصبية

لم يتمّ إلى الآن تحديد المسبّب الرئيسيّ للإصابة بالإكزيما العصبيّة، وفي بعض الحالات قد تبدأ الإصابة بسبب التعرض لبعض العوامل الخارجية التي تهيّج الجلد، مثل: لسعة حشرة، أو ارتداء الملابس الضيقة التي تحتّك بالجلد؛ حيث يتسبب الخدش أو الفرك بتحفيز الشعور بالحكة والتي تزداد أيضًا بزيادة خدش أو فرك المنطقة المتأثرة، وفيما يأتي بيان بعض العوامل التي قد ترفع من خطر الإصابة بالإكزيما العصبيّة:

العمر: تعد فرصة انتشار الإكزيما العصبية أعلى ما يمكن خلال الفترة العمرية التي تبدأ من منتصف مرحلة البلوغ إلى أواخرها؛ إذ تعد أكثر شيوعًا لدى الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 30-50 عامًا؛ ويُعتقد أنّ ذلك يُعزى لزيادة نسبة التوتّر النفسيّ بشكلٍ كبيرٍ خلال هذه الفترة من العُمُر.

الجنس: ترتفع فرصة إصابة النساء بالإكزيما العصبية مقارنةً بفرصة إصابة الرجال؛ حيث تُعدّ فرصة انتشار المرض بين النساء ضعف فرصة انتشاره بين الرجال.

المشاكل الجلدية الأخرى: قد يؤدي وجود تاريخٍ شخصي أو عائليّ للإصابة بالاضطرابات والمشاكل الجلدية إلى ارتفاع فرصة الإصابة بالإكزيما العصبيّة، ومن هذه الاضطرابات: الصدفيّة، أو التهاب الجلد (بالإنجليزية: Dermatitis)، أو الإكزيما.

اضطرابات القلق: (بالإنجليزية: Anxiety disorders) إذ قد يؤدي القلق النفسيّ والتوتّر إلى تحفيز الحكّة المصاحبة للإكزيما العصبيّة.

تشخيص الإكزيما العصبية

يمكن للطبيب تشخيص الإصابة بالإكزيما العصبيّة من خلال فحص المنطقة المصابة من الجلد، وتحديد ما إذ كانت الأعراض ناجمةً عن الحكّة المتكرّرة، وفي بعض الحالات النادرة قد يطلب الطبيب إجراء خزعة الجلد (بالإنجليزية: Skin biopsy) لتأكيد التشخيص؛ وذلك من خلال أخذ عيّنةٍ من الجلد المصاب وإرسالها إلى المختبر للفحص المجهريّ.

علاج الإكزيما العصبية

يهدف علاج الإكزيما العصبيّة إلى التخفيف من الحكّة وتقليل الآفات الجلديّة المصاحبة لها، ويُشار إلى أنّ تحديد العلاج المناسب يعتمد على شكل الآفات الجلديّة، وموقعها، ومدى انتشارها، وفيما يأتي بيان بعض طرق العلاج المتّبعة:

التخفيف من الحكة

يُعدّ التخفيف من الحكّة الهدف الرئيسيّ للعلاج، إذ إنّ التوقّف عن خدش، وفرك، ولمس المنطقة المصابة يعد ضروريًا لنجاح العلاج والتماثل للشفاء، وفيما يأتي توضيحٌ لبعض العلاجات التي تساهم في التخفيف من الحكّة:

أدوية الكورتيكوستيرويد: أو الستيرويدات القشريّة (بالإنجليزية: Corticosteroid)؛ إذ تساعد على التخفيف من الحكّة، والانتفاخ، والاحمرار، والألم، والحرارة في المنطقة المصابة، كما قد تساهم في تليين الجلد السميك، ويتمّ تطبيق هذا الدواء على الجلد بحسب إرشادات الطبيب، وفي بعض الحالات يتمّ حقنه في المنطقة المصابة من الجلد بشكلٍ مباشرٍ.

الكمّادات الباردة: إذ تُشير الأكاديميّة الأمريكيّة لطب الأمراض الجلديّة إلى أن تطبيق الكمّادات الباردة، أو أكياس الثلج على المنطقة المصابة لمدّة تتراوح بين 5-10 دقائق يساعد على التخفيف من الحكة، كما قد يساعد تطبيق الكمادات الباردة أو نقع المنطقة المصابة لمدة 5 دقائق قبل تطبيق علاج الكورتيكوستيرويد على اختراق الدواء لطبقة الجلد السميكة بسهولةٍ، وبالتالي التخفيف من الحكّة.

مضادّات الهستامين: (بالإنجليزية: Antihistamine)؛ إذ يمكن أن تخفف هذه الأدوية من الحكّة، وتساعد الشخص المصاب على النوم.

المستحضرات المرطبة للجلد: إذ تقلل من الجفاف في المنطقة المصابة؛ مما قد يساهم في تخفيف الحكة.[١٠] قطران الفحم: (بالإنجليزية: Coal tar)، ويمكن تطبيقه بشكلٍ مباشرٍ على المنطقة المصابة أو استخدامه خلال الاستحمام.

الكريمات الموضعية: مثل: كريم كابسيسين (بالإنجليزية: Capsaicin) أو كريم دوكسيبين (بالإنجليزية: Doxepin)؛ قد تقلل هذه العلاجات من الحكة عند تطبيقها على الجلد، ويُشار إلى أنّ الكريمات المحتوية على الكابسيسين قد تسبّب الشعور بحرقانٍ في الجلد عند بداية تطبيقها، مما قد يجعلها غير مرغوبةٍ لدى بعض المصابين.

تغطية المنطقة المصابة: قد يُنصح بتغطية المنطقة المصابة خلال النوم لتجنّب خدشها، كما قد تساهم تغطية الجلد أيضًا في تسهيل اختراق الدواء للجلد السميك . 

إقرأ المزيد : 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد