وجع فلسطين في دار الشعر بمراكش .. صور

mainThumb

27-10-2023 02:23 AM

الشعراء صلاح الوديع ومحمد عرش ورجاء الطالبي وإدريس علوش في "محاورات" دار الشعر بمراكش
عن وجع فلسطين وتغريبة الشاعر وضرورة الشعر

السوسنة

ظلت دعوة الشاعر صلاح الوديع للحضور، الذي اكتظت به فضاءات دار الشعر بمراكش، عن ضرورة الشعر وجدوائية الأمل، في عالم يدفعنا لمزيد من اليأس والألم، تلخص بعضا من أسئلة محاورات، التي نظمتها الدار ليلة الأربعاء 25 أكتوبر حول موضوع "وظيفة الشاعر في عالم اليوم". فيما اختار الشاعر محمد عرش الوجع الفلسطيني، كي يعيد تشكيل الصورة اليوم لشاعر يأتي من سبعينيات زمن القصيدة المغربية. أما الشاعرة رجاء الطالبي فظلت وفية لصوتها الشعري الداخلي، في دعوتنا لإقامة "زرقاء" حيث اللانهائي المكان القصي للشعراء. الشاعر إدريس علوش، وهو يعرج على المحيط، قرأ نصا شعريا طويلا بنفس واحد يلتقط غربة الشعراء في عالم تلبدت سماؤه وأضحى العالم أكثر التباسا.

برنامج "محاورات"، وهي تظاهرة شعرية ونقدية ومعرفية حرصت الدار أن تستقصي من خلالها قضايا وأسئلة تتعلق براهن الخطاب الشعري، خصصت موضوعها، هذه المرة، لسؤال راهني يتعلق ب "وظيفة الشاعر في عالم اليوم.." في محاولة للاقتراب من أسئلة الشعراء على ضوء التحولات التي تقع في عالم اليوم، وللاقتراب أكثر من أسئلة الشعراء وهواجسهم. والتقت في فضاءات دار الشعر بمراكش أجيال تنتمي لشجرة الشعر المغربي الوارفة، كل يفتح نافذته الداخلية والخاصة عن وجعه إمعانا في سرد الصورة التي أمست اليوم أقل "شعرا" ولا تقيم اعتبارا لإنسانية الإنسان.

شارك الشاعر والمبدع صلاح الوديع (مواليد 1952)، ابن دار الشعر العامرة (والدته الشاعرة ثريا السقاط ووالده الشاعر محمد الوديع الأسفي)، بشهادته المفتتح لمحور محاورات حول "ضرورة الشعر". صاحب "جراح الصدر العاري" و"لازال في القلب شيء يستحق الانتباه" و"إلهي أشكوهم إليك"، يعيد "تغريبة الشاعر" الى زمنها التي تعيشه. تلك الأزمنة التي تراها الشاعرة رجاء الطالبي أن "أحد ما ينصت عبري بلا وهن/ الى نبض الأشياء الخفي/ كان يمكنها أن تكون الغريبة المتجولة عبر سطوح العالم/".

الشاعر محمد عرش استعار الجرح الفلسطيني كي يشكل صورة "وجع الشاعر" في عالم اليوم، قصيدة فلسطين الأبدية. صاحب "أحوال الطقس الآتية"، و"بنصف سماء".. انتقل الى حوار شعري مسرحي، من خلال نص "ولو ببنت شفة" و "رسائل كيلوبترا: رسالة 13". إذا كانت القصيدة الأولى صرخة مدوية في وجه الألم، وانتصار لقيم الشعر ولأرض فلسطين المحتلة، فالرسالة 13 لكليبوترا لم تكن إلا تنويعا في الكتابة الشعرية و"الركحية"، صوت الشاعر وصوت الكلمات ومفاتيحها ولعبة البياض.

وقدم الطفل البحري للقصيدة المغربية، الشاعر إدريس علوش، قصيدة تطل على المحيط، عن التباسات المعنى وضبابية الأفق. الشاعر علوش أعاد، بلغة "مسكوكة" بألق الرؤية، صورة بصرية تأتي من اللانهائي الى القصيدة. قدر فقرة محاورات، هذه المحطة الثقافية ضمن استراتيجية الدار للمساءلة والتمحيص النقدي، حول الشاعر ومنجزه الشعري، وما يفتحه من أفق إبداعي.

أجيال القصيدة المغربية التقت في دار الشعر بمراكش، بين حضور عاشق لبهاء الحرف ومسكون بعشق الشعر، في انفتاح بليغ على حوار أجيال شجرة الشعر المغربي الوارفة.. أصوات شعرية تنتمي لراهن القصيدة المغربية، وينفتح أفقها على مجازات الدهشة، وعوالم الالتباس.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد