خبيران عسكريان:حرب غزة قد تنتهي بالنووي

mainThumb

22-10-2023 07:51 PM

الأردن ـ متابعات ـ السوسنة

قال الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار: إن حجم الدمار الذي أحدثه قصف قوات الاحتلال الاسرائيلي في غزة يوازي التدمير الذي حدث لدى إلقاء الولايات المتحدة القنبلة النووية على هيروشيما "أي أنه يشبه التدمير النووي دون استخدام النووي".

وأضاف أبو نوار: أن سلطات الاحتلال حصلت على تفويض مطلق من الولايات المتحدة والدول الغربية، وذلك رغم محاولة الأردن ومصر عقلنة الاوروبيين والعودة إلى القرارات الدولية، لكن يبدو أنه لا يوجد توازن عالمي، فنحن أمام معركة وجودية بكلّ المقاييس، وسيكون الأردن جزء منها.

ولفت أبو نوار إلى أن محاولة الاحتلال تهجير المواطنين الفلسطينيين وتسوية الأرض لم تؤثر على الأنفاق، ولذلك ستكون ارتداداتها عكسية على القوات الاسرائيلية أثناء الدخول البري من خلال استخدامها ككمائن أو اختباء القناصة بها أو المباغتة، كما أن الأنقاض ستشكّل نقاطا حصينة سيكون القتال من خلالها قتالا في الجحيم.

وبيّن اللواء أبو نوار أن سلاح الجو لن يستطيع التدخل في حال الدخول البري إلى غزة، نظرا لوجود القوات على الأرض، وستعتمد اسرائيل على الإنزال للجنود وقوات الكوماندوز.

وأشار أبو نوار إلى أن الدخول البرّي سيمتد (4-5) أشهر على الأقلّ، ولن يكون سريعا، فيما سترتبط مدة وجود القوات على الأرض بالتطورات التي ستحصل على الأرض والاستراتيجية والسياسية والأهداف التي تضعها سلطات الاحتلال لها، وفيما إذا كانت منصبّة على "القضاء على حماس" أم تسليم ادارة القطاع لجهة أخرى، أو ادخال قوات دولية إليه.

ولفت أبو نوار إلى أن فشل مؤتمر السلام الذي عقد في القاهرة بإصدار بيان ختامي ترك الخيارات مفتوحة، كما أن فتح جبهة جنوب لبنان سيكون لها تأثير على استمرار الحرب وقد تؤدي لاستخدام القنابل التكتيكية النووية، وبذلك سترد ايران على القصف بالمثل وتدخل المنطقة في حرب كبرى وستكون الامور اكثر تعقيدا ومرعبة والخسائر أكبر مما نتصور.

وفيما يتعلق بالخيارات المطروحة، قال أبو نوار إن الحرب قد تنتهي بهدنة مقابل هدنة، أو الدخول لفترة محدودة والخروج دون تحقيق أهداف أو أن تمتد لتصل إلى استخدام النووي أو التهديد باستخدامه.

ومن جهته، توقع الخبير العسكري اللواء فايز الدويري أن تكون عملية "النار والمناورة" التي يعتزم جيش الاحتلال الإسرائيلي شنها على قطاع غزة الأكثر قسوة، وأن تكون صعبة على الطرفين، وقد تستغرق وقتا طويلا.
كما توقع الدويري أن تلجأ إسرائيل للسيناريو الأسوأ المتمثل في هجوم رئيسي من جهتي الشمال والشمال الشرقي مدعوما بهجمات على وسط القطاع وجنوبه.
ولفت إلى أن المنطقة الشمالية من القطاع -التي طالبت إسرائيل سكانها البالغ عددهم 1.1 مليون نسمة بإخلائها والتوجه نحو الجنوب- قد تعرضت إلى تدمير كبير خلال الأيام الماضية.
وستكون بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا والشاطئ والشجاعية وحي الزيتون في شمال القطاع، ضمن المرحلة الأولى من الاجتياح المحتمل، والذي سيكون مصحوبا بهجمات من جهة الجنوب الشرقي، كما يقول الدويري.
لكن هذه المرحلة الأولى من الهجوم ستتم على مراحل متعددة؛ لأن إسرائيل -برأي الدويري- لا تملك القدرة على اجتياحها مرة واحدة من الناحية العسكرية.
وبناء على ذلك -يضيف الخبير العسكري- من المتوقع أن يبدأ الهجوم الأولي عبر قوات المشاة والمدرعات التي ستتحرك من سديروت وعسقلان باتجاه بيت لاهيا وبيت حانون المدمرتين تماما؛ لتحقيق "الترويع والصدمة"، حسب وصفه.
وتوقع الدويري أن تشهد هذه المرحلة الأولية على هاتين المدينتين قصفا ناريا يفوق ما تقوم به إسرائيل حاليا لإجبار السكان على الفرار أو الاختباء، من أجل تحقيق ما يسمى عسكريا "بسط الأرض".
ورغم قوة الهجوم المتوقع، فإن الدويري يتوقع أن تكون لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خطة دفاعية كما كانت لديها خطة هجومية (عندما بدأت عملية طوفان الأقصى).
وحتى لو نجحت إسرائيل في تحقيق الهدف من المرحلة الأولية -في بيت لاهيا وبيت حانون- فمن غير الممكن حاليا توقع الفترة التي يتطلبها هذا النجاح، فقد يستغرق الأمر ساعات أو أياما أو أسابيع، لأن المقاومة ستقاتل باستماتة عن كل متر مربع.
ولفت الدويري إلى أن مساحة غزة الصغيرة تجعل أي تراجع للمقاومة يعني اختراقا كبيرا لعمقها، بحيث ستكون إسرائيل قادرة على التوغل باتجاه جباليا والشاطئ والرمال.
وسيكون الهجوم -من وجهة نظر الدويري- مصحوبا بعمليات إنزال أو قصف مدفعي أو حماية الشواطئ من التسلل، فضلا عن تعزيزه بالقوات المحمولة جوا، لكنه في الوقت نفسه لن يكون سهلا على الطرفين.
وأكد الدويري أن هذا التصور هو الأكثر دموية لمعركة برية كالتي تلوح في الأفق، ومع ذلك قد يتطلب تحقيق هدف إسرائيل من المرحلة الأولى وقتا طويلا، وربما تفشل في تحقيقه تماما.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد