تعرف على مصادر الكوليسترول ووظائفه

mainThumb
الكوليسترول يلعب دورًا مهمًا في الجسم

15-10-2023 03:25 PM

السوسنة

يعرف الكوليسترول، بأنه عبارة عن مادة شمعية القِوام تمثّل أحد أنواع الدهون التي تلعب دورًا هامًّا جدًّا في الجسم؛ إذ لا تخلو أي خلية داخل الجسم منها، وحقيقةً يُساهم الكوليسترول في إنتاج الهرمونات وفيتامين د والعناصر التي تساهم في عملية الهضم.

ويمكن الحصول على الكوليسترول من مصدرين أساسين، هما: الجسم نفسه والطعام، ويمكن أن تُؤثّر الجينات على كميات الكوليسترول التي يتم إنتاجها في الكبد، في حين يتحكّم نمط الحياة في مستويات الكوليسترول في الجسم، وبالرغم من أهميته للجسم إلا أنّ ارتفاعه قد يُسبب مشاكل صحية .

مصادر الكوليسترول
كما تمّ الإشارة سابقًا، للكوليسترول مصدران أساسيان؛ أحدهما الجسم نفسه؛ حيث يعدّ الكبد المصدر الرئيس المسؤول عن إنتاج الكوليسترول في الجسم، كما يمكن أن يتم إنتاجه بكميات قليلة من قبل العديد من أعضاء الجسم الأخرى كالغدة الكظرية، والأمعاء، والجهاز التناسلي، في حين ينجم الجزء الآخر من الكوليسترول كناتجٍ عمّا يتم استهلاكه من تناول الطعام، فهناك العديد من أنواع الدهون الحيوانية التي تُعدّ مصدرًا للكوليسترول، ويُعدّ كلٌّ من الأجبان، وصفار البيض، ولحوم الدجاج والبقر والجمبري من الأمثلة على ذلك، وأمّا عن أسوأ مصادر الكوليسترول والتي تزيد من مستوياته بشكل ملحوظ فهي الدهون المشبعة والدهون التقابلية ؛ حيث تكثُر الدهون المشبعة في منتجات الألبان كاملة الدسم والدهون الحيوانية، والعديد من أنواع الزيوت والشوكلاتة، في حين تتواجد الدهون التقابلية في الزيوت المهدرجة التي يتم الحصول عليها من الأطعمة السريعة والمقلية أو المخبوزة، ويجدر بالذكر غياب احتواء مصادر الطعام النباتية على الكوليسترول، إلّا أنّ بعض الأصناف النباتية تحتوي على مركبات شبيهة بالكوليسترول كبذور الكتان والفول السوداني اللذين يحتويان على الفايتوستيرول ، والذي يسمّى أيضا بالستيرول النباتي، وفي الحقيقة فإنّ هذه الستيرولات النباتية ذات فائدة في خفض مستويات الكوليسترول، ويُشار إلى أنّه يتم التحكّم في إنتاج الكوليسترول اعتمادًا على مستواه في الجسم؛ إذ يقل معدل إنتاج الكوليسترول نتيجة لارتفاع مستوياته في الجسم جراء استهلاكه من الطعام.

وظائف الكوليسترول
يؤدّي الكوليسترول العديد من الوظائف الهامّة في الجسم؛ إذ يحتاجه الجسم من أجل بناء الخلايا، إلّا أنّ ارتفاع مستوياته عن الحدود المقبولة في الجسم يمكن أن تلحق الضرر به، أمّا عن دور الكوليسترول في الجسم ووظائفه فيمكن إجمالها كما يأتي:

-بناء غلاف الخلية ومكوناتها، حيث يدخل الكوليسترول بين جزيئات الدهون لتكوين الخلية وجعل غشاءها أكثر مرونة، كما يُساعد الكوليسترول الخلية في التأقلم والتكيف مع تغير درجات الحرارة.
-إنتاج العديد من الهرمونات الأساسية والهامة في الجسم ومنها هرمون الكورتيزول والهرمونات الجنسية؛ كهرمون التستوستيرون والإستروجين ، والبروجستيرون.
-تصنيع الأحماض الصفراوية المسؤولة عن هضم ومعالجة الدهون، حيث تملك الأحماض الصفراوية تركيبًا ستيرويديًّا ويتم تصنيعها من الكوليسترول داخل الكبد ومن ثمّ يتم إفراز كلّ من الأحماض الصفراوية والكوليسترول لتكوين العصارة الصفراوية.
-إنتاج فيتامين د، حيث يتم تحويل الكوليسترول في الجسم إلى فيتامين د بوجود أشعة الشمس، والذي يُعدّ مهمًّا في تنظيم كميات كلٍّ من الكالسيوم والفوسفات في الجسم.
-دورها كمركبات ونواقل على طول الغشاء الخلوي؛ إذ تلعب دورًا مهمًّا في التوصيل العصبي وإرسال إشارات الخلايا عن طريق مساعدتها في تكوين الدهون في غشاء البلازما؛ حيث يُعدّ غمد الميالين وهو الطبقة الخارجية المغلّفة للخلايا العصبية غنيًّا بمادة الكوليسترول، التي تعتبر مهمّة لحماية الخلايا العصبية؛ إذ إنّها تغلّفها.

نقل الكوليسترول في الدم
يتم نقل الكوليسترول وحمله عبر جزيئات ناقلة تُعرف بالبروتينات الشحمية أو البروتينات الدهنية، وتتكون بُنيتها الرئيسية من البروتين والدهون، وكل نوع من هذه الجزيئات الناقلة يرتبط بنوع معين من الكوليسترول والذي يتفاعل معه بطريقة مختلفة عن أنواع البروتينات الشحمية الأخرى.
البروتين الدهني منخفض الكثافة يُعدّ البروتين الدهني منخفض الكثافة والمعروف أيضًا بالكوليسترول الضارّ أحد أنواع البروتينات الدهنية في الجسم، ويُمثّل معظم كمية الكوليسترول المتواجدة فيه، وحقيقةً يُؤدّي هذا النوع العديد من الوظائف الهامة في الجسم والتي تتضمّن نقل الدهون والكوليسترول داخل الجسم وإيصالها للخلايا لتتمكن من الاستفادة منها، إضافة إلى الارتباط ببعض المواد السامّة وبالتالي منع تحفيز الاستجابة المناعية الضارّة جراء وجود هذه المواد، كما له دورٌ في المساعدة في إصلاح الأوعية الدموية التالفة والمتضررة وذلك بارتباط البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة بجدران هذه الأوعية مما يُساعد في عملية الإصلاح، وعلى الرغم من فائدة الكوليسترول الكبيرة للجسم على المدى القصير إلّا أنّه يُشكل ضررًا له على المدى الطويل نتيجة تراكمه في الأوعية الدموية، إذ قد يتبع ذلك اختراق الكوليسترول لجدران الأوعية الدموية وارتباطه بالأكسجين، الأمر الرئيسي الذي يؤدّي إلى حصول تصلّب في الشرايين والإصابة بأمراض القلب.
البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة تُنقّي البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة والمعروفة أيضًا بالبروتينات الجيدة مجرى الدم؛ حيث تُزيل الكوليسترول الضارّ من الأماكن التي لا ينبغي تواجده فيها وتنقله إلى الكبد حيث يمكن إعادة معالجته، وبالتالي فإنّ هذا النوع من البروتينات الدهنية يُحافظ على جدران الأوعية الدموية الداخلية بشكل صحي وسليم، وحقيقةً إنّ ارتفاع مستويات البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة يؤدّي إلى التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب، والعكس صحيح؛ حيث إنّ انخفاض مستوياته في الجسم يؤدي إلى ازدياد هذا الخطر.
البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة جداً تختلف البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة جدًا عن البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة بكمية المواد التي تنقلها ونوعيتها، حيث تُعدّ البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة جدًا الناقل الرئيسي للدهون الثلاثية، أمّا البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة فتحمل الكوليسترول بشكل أساسيّ، ويُعدّ كلا النوعين السابقين من أنواع الكوليسترول الضارة التي تُسبب تكون اللوَيْحات المترسّبة داخل الشرايين، لهذا السبب يُطلِق عليه بعض الأفراد مصطلح الكوليسترول الضارّ.                                                                                                                       

إقرأ المزيد : 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد