ارفعوا أيديكم عن الأطفال

mainThumb

10-10-2023 04:13 PM

لقد عرفنا و رأينا حركات مسلحة في مناطق في العالم تستخدم الأطفال كمقاتلين. و لكن إذا دققنا و بحثنا في هذا الموضوع نجدهم يستخدمون الأطفال كبدائل و أنا هنا لا أستطيع أن أعطي أمثلة محددة لكثرتها و ترددها في وسائل الإعلام فإذا وجد أي قارئ أن هناك حركة أو شعبا يجندون الأطفال جبنا أن لا يدخلوا هم أنفسهم في ساحات الوغى غيرنا ،فليعذرني. وقد دخلت في موضوع هذه المقالة بسرعة.
هل راجعتم أدبياتنا (إذا بلغ الفطام لنا وليد...الخ). هذا كان في الماضي. أما الآن فإننا نعطي الأطفال أسلحة ليواجهوا بها أعتى أسلحة العالم، و نعلمهم الطريق الى القبور قبل أن نعلمهم الطريق الى المدرسة.
هل يعقل أن تظهر صورة جنازة و ميت و كفن في أغنية (أن تدخلني ربي الجنة) في قناة اسمها (طيور الجنة) و من هم طيور الجنة أيها السادة المستمعون و القارئون إنهم (الأطفال) الشهداء و المتوفون على السواء.
من كان يريد أن يعيد فلسطين فليمتلك الشجاعة و البراءة و ليزج بأبنائه هو لا أبناءنا نحن في أتون المعركة.
هناك قسم في الحركة الإسلامية اسمه (قسم الطلاب)، يعامل فيه أبناء القيادات معاملة من الدرجة الأولى أما المجهولون فهم الذخيرة و وقود المعركة.
لقد قامت الانتفاضات في الاراضي المحتلة على الحجارة و الاطفال و إني أتساءل الآن بعد أن أخذت المقاومة المسلحة أشكالا أخرى و لكن لم تبتعد عن الأطفال. أتساءل لماذا هذه المقاومة الناعمة، لماذا تأخذ الأطفال من أحضان أمهاتهم. و أنا هنا أتحدث عن نمط معين كنا نراه و لا أعمم.
عندما وصل الكفاح المسلح الى منتهاه و شكلت دولة شكلية عبارة عن بلدية لجمع القمامة هنا و هناك فإن هؤلاء السادة الزعماء لاحقوا الأطفال في عقر سريرتهم ليمنعوهم من ممارسة الإرهاب المسلح ( بالسكاكين و الشوك ) و فتشوهم في مدارسهم ليكتبوا لهم سجلا إجراميا ارهابيا يلازمهم طوال عمرهم، و ليعش التنسيق الأمني.
التنسيق الأمني هو باق على أيدي (كبار) لم يكونوا يوما أطفالا من أطفال هذه الشعوب المضحوك عليها بكذبة كلمة اسمها (وطن).
يجب أن نخرج الأطفال من أتون المعركة و أن نتوقف عن إسماعهم أغاني لشعراء على حافة الحياة، محكوم عليهم بالإعدام.
الاستبداد لن يجتثه الاطفال و الطلاب. الاستبداد سينتهي عندما نستدعي المفاوض من جبهة القتال لكي يفاوض.
ليس عندما تتقسم الحركات و المنظمات الى كوادر، سادة و عبيد. أعداؤنا عندما يريدون ان يدربوا اطفالهم يعطوهم سلاحا و ليس حجرا. من كان لا يستطيع ان يتحمل حرارة المعركة فليعتزل و أنا آخر المعتزلين فكل شيء قد انتهى و لعبة السلام التي كانوا يلهوننا بها قد انتهت.
لا تتوقف الجرائم الموجهة نحو الأطفال في مجتمعاتنا. بل و لا نخجل من قتلهم جماعيا بتقصيرنا بواجباتنا تجاههم. و يستطيع الجناة أن يفلتوا تبعا لقوانين قاصرة. ثم نحن نريد منهم أن يقوموا بواجباتنا التي وجدت لنا.
الحركات السياسية تصطاد المراهقين في مراحل نباتهم لتزج بهم في معاركها مع السلطات و اجهزته القمعية. فهل تخجل؟
الكلام هنا ليس فقط للتنظيمات المظلمة و لكن أقولها للحكومات التي تتحرك بقوة القوانين النافذة. و لا أدري أي حرية تعطى للطفل بعيدا عن عادات و تقاليد المجتمع و امه و أبيه بل و حتى دينه. بأي حق تسن قوانين تعطي للطفل حريةً كحرية الكلاب التي أصبحنا لا نجرؤ على تعكير صفو عقرها لصغارنا و كبارنا على حد سواء. إن المشرعين لدينا كما شرَّعوا عدم مساءلة أي قامع بأي وسيلة و كما شرعوا قتلنا بدون حسيب أو رقيب من قبل أي جندي أمريكي على أرضنا نراهم يشرِّعون حرية الطفل بطريقة لا نستوعبها و لا نفهمها عبر قوانين عابرة للحرية الشخصية الى أن تصل الى حد الصلف و الوقاحة و العنجهية.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد