دواعي الخوف عند الأطفال
السوسنة
يعد الخوف شعور طبيعي يشعر به الكبار والصغار أثناء مواجهتهم لبعض الأمورفي الحياة ، ولكن قد يشعر الطفل بالخوف أكثر من خوفه نظراً لعدم إدراكه للأمور، حيث يمكن أن يبدأ من خوفه من الظلام ، أو خوفه من الأصوات المرتفعة وغيرها من الأمور، كما ويختلف الخوف عند الأطفال بحسب اختلاف العمر، فالمخاوف عند الأطفال في عمرما دون السنتين تختلف عن التي يواجهها الطفل في مرحلة المدرسة أو ما قبلها .
وقد يكون للآبوين سبب في شعور الطفل بالخوف بدرجة كبيرة ، حيث أن بعض الآباء يزرعون الخوف عند الأطفال منذ الصغر، فيجب عليهم أن يساعدون أطفالهم لتجاوز ذلك الخوف.
خوف الأطفال باختلاف العمر
لدى الأطفال الكثير من المخاوف الطبيعية، وتختلف هذه المخاوف باختلاف عمر الطفل، وبما يتناسب مع مدى إدراكه للأمور، وفيما يأتي أهمّ المخاوف التي تظهر على الأطفال في الفئات العمرية المختلفة:
• المخاوف التي تصيب الطفل بعمر سنتين فما دون: يخشى الكثير من الأطفال في هذا العمر من سماع الأصوات العالية، والأصوات الغريبة بالنسبة للطفل، وكذلك الخوف من الانفصال عن الوالدين، والخوف من الغرباء، ومن رؤية الأجسام والمخلوقات الكبيرة.
• المخاوف التي تصيب الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة (بين عمر ثلاث إلى ستّ سنوات): يتعرّض الطفل في هذه المرحلة للخوف من رؤية الأشياء الخياليّة، مثل: الوحوش، والأشباح التي يراها على التلفاز، والكائنات الخارقة، والأقنعة، وكذلك الخوف من الظلّام، والنوم وحيداً، وإذا سمع صوتاً غريباً وخصوصاً أثناء الليل، كصوت الرعد، قد يشعر بالخوف.
• المخاوف التي تصيب الأطفال في سن المدرسة (بين سبع سنوات إلى ست عشرة سنة): في هذا العمر يبدأ خوف الطفل من الأشياء الواقعيّة، مثل: خوفه من التعرّض للإصابة، أو جرح، وكذلك الخوف من الطبيب، والمعلم الغاضب، والخوف من التّحصيل المدرسيّ، ومن الموت، والحوادث الطبيعية: كالزّلازل والفيضانات، وغيرها. وتجدر الإشارة إلى نقطة مهمة، وهي خوف الأطفال من الذهاب إلى المدرسة؛ وذلك لتعلّقهم بالوالدين، وعدم رغبتهم بالانفصال عنهم، وتشيع هذه المشكلة عند الأطفال الذي تتراوح أعمارهم بين خمس إلى سبع سنوات، ولا ينطبق ذلك على الأطفال الأكبر سناً؛ لأنهم أكثر وعياً إلى حدّ ما، ومن الأسباب الأخرى التي تدعو الطفل للخوف من المدرسة هي المعاملة السّيئة والقاسية التي يجدها هناك، وتواجد المعلمين أو حتى الزّملاء غير الودودين.
أسباب ودواعي الخوف عند الأطفال
للخوف عند الأطفال أسباب ودواعٍ مُتعددة منها:
• تعرّض الطفل لأشياء ومواقف لا يستطيع تفسيرها، فيشعر الطفل بتهديد هذه الأشياء له، وقد نجد طفلاً لا يخاف من أشياء تُخيف أخاه الآخر أو أخته.
• ما يراه الطفل من ردود فعل الآخرين تجاه شيء ما، حيث يشعر الطفل بالخوف عندما يرى ردّة فعل الشخص الكبير تحاه أمرٍ ما، أو حتى طفل آخر، عندما يرى ثعباناً أو أسداً مثلاً.
• رؤية الطفل لحدث مُخيف ومؤلم، كمشاهدة الطفل لحادث سير مُخيف، أو قطة دهستها سيّارة، من الطبيعيّ أن يشعر الطفل بالخوف، فهذا النّوع من الحوادث تبقى عالقة في ذهن الطّفل حتى يكبر.
• عدم احترام الطفل وانعدام شخصيّته، فالكثير من التصرّفات التي تخرج من الوالدين أو أفراد الأسرة قد تعدم شخصية الطفل، وتقلِّل من احترامه، بل وتجعله لا يحترم نفسه، ويفقد الثّقة بها، لذلك على الوالدين وأفراد الأسرة دعم الطفل، وتعزيز ثقته بنفسه، وإشعاره بقيمة نفسه، حتى يتجنّب الطفل الخوف.
• مشاكل الأسرة الدّائمة، فالمشاكل الأسريّة الدائمة تُعرّض الأطفال إلى التّوتر، وتجعلهم عُرضة للخوف، وهذه مشكلة مهمة يجب على الأسرة أن تعالجها وتتجنّبها للحفاظ على أطفالهم.
• القلق الذي يعاني منه الطفل يرجع إلى مستوى خوفه من أحداث ماضية، ومن سعة خياله، حيث هناك الكثير من الأطفال يتَّصفون بخيالٍ جامح يخافون منه.
نصائح للآباء
التّعامل مع مشكلة الخوف لدى الطفل أمر في غاية الأهميّة، ويجب أن يُراعى فيها سن الطفل، ومدى إدراكه لما يجري حوله، ومن أهمّ النّصائح ما يأتي:
• التّعامل مع المشكلة بحكمة، واحترام شعور الطفل بالخوف، وتجنّب السّخرية منه أو من مشاعره أو من مصدر خوفه، ويجب أخذ ذلك على محمل الجدّ.
• عدم محاولة تجنيب الطفل من التعرّض إلى مصدر خوفه، فالتجنّب الكامل لمصادر الخوف ليس الحل الأمثل للمشكلة، وفي الوقت نفسه لا يجب أن يُجبَر الطفل على تحمل ما لا يطيقه بسبب الخوف، وإنما يجب أن يواجه خوفه تدريجيّاً.
• يجب على الوالدين تقبُّل خوف طفلهم، وتفَهُّمِه بشكلٍ منطقيٍّ؛ وتقديم الدّعم الكامل للطفل، والعمل على طمأنته ورفع معنويّاته.
• يجب أن يتحدّث أحد الوالدين للطفل بثقة وهدوء، فأسلوب الكلام والحديث مع الطفل حول مشكلة خوفه أمر مهمّ للغاية، كما أنّ السّماح للطّفل بأن يتحدّث عن خوفه يساعده في التغلّب عليه.
• بعض المخاوف جيّدة للطفل، فعندما يُحذّر الوالدان طفلهم بعدم مصاحبة الغرباء -مثلاً- فسوف يعلم هذا الطفل عندما يكبر قليلاً حقيقة هذا الأمر، وسوف يزداد وعيه حول هذه الحقيقة؛ لأنّ بعض النّاس أشرارٌ بالفعل فكلّما كبُر الطفل، زاد فهمه حول الحقيقة والخيال، والسبب والنتيجة للأشياء من حوله، وفي نهاية الأمر سوف يتغلّب الطفل على أغلب مخاوفه، أو أنها سوف تختفي من تلقاء نفسها.
طريقة مواجهة المخاوف مواجهة الطفل لمخاوفه أمر مهم جداً، وهو الأسلوب الأمثل للتغلّب عليها، وعلى الوالدين تعليم طفلهم كيفية مواجهة مخاوفه، ويكون ذلك بإكسابه مهارات تجعله يشعر أنّه قادر على التحكّم في مخاوفه. ومن هذه المهارات ما يأتي:
• تعليم الطفل بطرق مُختلفة مدى درجة الخوف لديهم، كاستخدام التّدريج من 1-10، حيث رقم واحد للمواقف الأقل خوفاً، ورقم 10 للمواقف الأكثر خوفاً، وفي كل مرة يتعرّض لها الطفل لمصدر الخوف سيقلّ شعوره بالخوف تدريجياً إذا قام بتقييم درجة الخوف مرة تلو الأخرى.
• تعليم الطفل أن يُشجّع نفسه عند تعرّضه لمصادر الخوف، كاستخدام جُمل تحفيزية وإيجابية، مثل: "يمكنني أن أفعل ذلك!"، أو "ستكون الأمور على ما يرام"، وغيرها.
• تعليم الطفل آليات وطرق الاسترخاء المختلفة، كأن يأخذ نفَساً عميقاً، أو أن يتخيّل نفسه يطفو على سحابة، أو مٌستلقٍ على شاطئ البحر، وتعليمه كيف يحوّل الوحش المخيف إلى وحش مضحك، وهكذا.
متى يُعالج الأطفال من الخوف
عندما يشعر الوالدان أنّ طفلهم ليس على طبيعته، وأن خوفه يؤثّر سلباً على حياته، وممارسته لنشاطه المعتاد، كذهابه للمدرسة، ولعبه مع بقية الأطفال، أو يمنعه من النوم، أو عندما يتعرّض الطفل لإجهاد كبير ناتج عن الخوف، وفي هذه الحالة، يجب أخذ الطفل إلى طبيب نفسيّ مختصّص في معالجة الأطفال.
كيف يُعالَج الخوف عند الأطفال
إنَّ الطريقة التي يُعالَج بها الخوف عند البالغون تُستخدم في الكثير من الأحيان لعلاج الأطفال، ومن هذه الطرق ما يأتي:
• تعريض الطفل للمواقف التي يخاف منها تدريجياً، ومن المهم الكشف عن سجلّ الطفل القديم، ومعرفة ما كان يخافه قبل البدء بالعلاج.
• عدم معاقبةِ الطفل على خوفه قد يزيد من مخاوفه التي يعاني منها؛ بل قد تؤدي به إلى كتم مشاعره، وهذا الأمر يؤدي إلى نتائجَ خطيرةٍ على الطفل، لذلك على الوالدين تجنُّب هذه الطريقة السيئة واستبدالها بدعم الطفل، وتنمية قدرته على مواجهة الخوف.
• ممارسة الأنشطة التحفيزيّة مع الطفل الخائف، مثلاً: أن يلعب الوالدان وطفلهم مع الأشياء التي يخاف منها، فيكون الوحش على شكل لعبة، لأن الأطفال أكثر استجابة عند اللعب.
• عندما يكون الطفل خائفاً بشكلٍ شديد، فعندها يَستخدم الذي يُعالج الطفل طُرق الاسترخاء، وكذلك يقوم بعرض مقاطع فيديو بحيث يُشجّعه على مواجهة خوفه بشكل خياليّ، فذلك يساعد الطفل على تخيّل طرائق مواجهة المواقف والأشياء التي يخاف منها، قبل أن يتعرّض لها في واقعه الحقيقي.
اقرأ أيضاً:
بن غفير يقتحم الحرم الإبراهيمي ويؤدي طقوساً تلمودية
قلق إسرائيلي بعد مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت
المغرب: تفكيك خلية إرهابية موالية لداعش بالساحل
ارتفاع اسعار النفط الجمعة وهذا السبب
الرئيس الصيني في زيارة قصيرة للمغرب
التعامل مع 88 حادث إنقاذ و 51 حادث اطفاء خلال 24 ساعة
انطلاق تصفيات بطولة القائد الشتوية لأندية المعلمين
مقتل 83 عسكرياً إسرائيلياً منذ بدء العمليات بجبهة لبنان
الدولار قرب أعلى مستوى في 13 شهرا الجمعة
انخفاض ملموس وأمطار بهذا الموعد
الأردن .. مسيرة حاشدة دعما لغزة ولبنان وتأييدا لقرار الجنائية الدولية
محافظة أردنية تحتل المرتبة الأولى بكميات إنتاج زيت الزيتون
قرار حكومي يعمل به بعد 60 يومًا
إحالة عدد من ضباط الأمن العام إلى التقاعد .. أسماء
الملكة رانيا: إنجح والكنافة علي
إحالة عدد من موظفي الدولة إلى التقاعد .. أسماء
خطوبة هيا كرزون .. والجمهور يسأل مين العريس
العين ذنيبات يهاجم عموتة ويقول:منتخب النشامى نمر من ورق
فرصة لهطول أمطار في شمال ووسط المملكة بهذا الموعد
شكاوى من استمرار عمل البارات والنوادي الليلية لساعات الفجر
وظائف ومقابلات بالصحة والزراعة والأمانة ووادي الأردن
مواقع مجانية لعرض مباراة النشامى والكويت .. أسماء
وفاة أيمن العلي الملقب بملك جمال الأردن
الوضع الصحي لحارس النشامى يزيد أبو ليلى