"هل تتصور أن صهر عبد الناصر جاسوس" .. أشرف مروان يسأل مرّة أخرى

mainThumb
أشرف مروان وضابط الموساد الإسرائيلي "دوبي" (من الصور والوثائق التي كشفها الموساد)

05-10-2023 12:42 AM

عمّان- وكالات- السّوسنة

بمناسبة مرور 50 عامًا على حرب أكتوبر 1973، نشر جهاز الموساد الإسرائيليّ، الشهر الماضي، وثائق، للمرّة الأولى، تتعلّق بـ"أشرف مروان"، صهر الرئيس المصريّ جمال عبد الناصر، والمستشار المقرّب للرئيس أنور السادات.

وتضمنت المواد الأرشيفية التي كشف عنها الموساد على وثائق وصور لـ"تشغيل أشرف مروان" حسب قولهم، والذي لقبه الموساد بعدة ألقاب، ويعتبر بنظر الكثيرين "أفضل عميل للموساد على الإطلاق"، فيما يرى آخرون أنه "كان عميلاً مزدوجًا يعمل لصالح مصر وإسرائيل في آن واحد، أو يعمل لصالح مصر في إطار مساعيها لتضليل الجانب الإسرائيلي حينها".

ومن الألقاب التي تمّ تداولها "بابل" أو "الصهر" وأبرزها "الملاك"، وهي أسماء شفرية للجاسوس الذي سرب للإسرائيليين موعد الهجوم المصري، وقد بقي اسم ذلك الجاسوس سرًا وتحوم حوله التسريبات لسنوات طويلة، ولم يُكشف عن اسم مروان، إلا في عام 2004 على يد الباحث الإسرائيلي أهارون بيرجمان، نقلًا عن إيلي زعيرا، الذي نشر في العام نفسه كتابه "الأسطورة مقابل الحقيقة: حرب يوم كيبور الإخفاقات والدروس"، وذكر فيه أن مروان كان عميلًا، وأبلغ إسرائيل بموعد بداية حرب أكتوبر، وبقي ذاك الكشف رواية من جانب واحد دون تأكيد رسميّ.

وكان مروان صهر الرئيس المصري جمال عبد الناصر، ومستشارًا مقربًا للرئيس أنور السادات. وقد بدأ "التعاون مع الموساد عام 1970. وفي ليلة 5 أكتوبر (تشرين أول) 1973، عشية اندلاع الحرب"، (بحسب الرواية الإسرائيليّة)، وأضافت الوثائق أنّه "قد وجه التحذير الأخير لإسرائيل بشأن الحرب التي نشبت في اليوم التالي". على حدّ زعمهم.

صمت مصري.. وتحليلات لموقفها

أمامَ هذه الروايات الإسرائيلية بشأن مروان التزمت مصر صمتًا رسميًا، وبشأن إصرار مصر على التزام الصمت قال أستاذ العلوم السياسيّة طارق فهمي لصحيفة الشّرق الأوسط، "إنّ الكشف عن الوثائق أو طرح تسريبات لا يمثل ثقافة مصرية، مشددًا على أنّ الأجهزة المصرية تتعامل مع مثل هذه القضايا وفق رؤيتها، ولا تنساق وراء محاولات جرها لمعارك هامشية".

في حين، رأى اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالجيش المصري، وأستاذ العلوم الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، أن مروان "بطل مصري شارك في تنفيذ خطة الخداع الاستراتيجي التي استبقت بها مصر الحرب، كما شارك في إبعاد رئيس الموساد الإسرائيلي عن فريق إدارة العمليات في تل أبيب قبيل ساعات من اندلاع الحرب"، مضيفًا، في حديثه مع صحيفة الشرق الأوسط أنّ "إسرائيل متهمة باغتيال مروان في أعقاب تأكدها من دوره الحاسم في الحرب وخداع أجهزتها الأمنية".

وفاة أشرف مروان.. وما كتبه هيكل

في يوليو (تموز) 2010  قضت محكمة التحقيق العلنية البريطانية أنّ الوفاة مروان "غير معروفة الأسباب، وأن الأدلة التي قدمت الشرطة وشهادات الشهود لا تدعم أي فرضية بشأن وفاته"، وبالتّالي، لم توجه التحقيقات اتهامًا لأية جهة بالوقوف وراء مقتل مروان بعد ظهر الأربعاء 27 يونيو (حزيران) 2007، عندما سقط من شرفة منزله في حي راق بالعاصمة البريطانية لندن ليفارق الحياة عن 63 عامًا؛ ورغم ذلك فإنّ زوجته "منى جمال عبد الناصر" اتهمت (الموساد) الإسرائيلي بقتله.

في أعقاب الإطاحة بحكم مبارك عام 2011 نشر الصحافي المصري الراحل محمد حسنين هيكل، كتابًا من جزأين عن عصر مبارك، وحكى هيكل عن لقاء جمعه مع مروان في لندن قبل أشهر من رحيله، حيث واجهه بما يتردد عنه، فأخرج له مروان قصاصة من جريدة الأهرام، نشرت نص ما قاله السادات في تكريم مروان عندما ترك منصبه في رئاسة الجمهورية، وقال: "ألا تكفيك شهادة أنور السادات حين يقول إنني قدمت خدمات كبيرة لمصر؟".

وتابع مروان، وقد بدا عليه الحرج - حسب ما قال هيكل - "هل تتصور أن صهر جمال عبد الناصر جاسوس، وأنت كنت أقرب الأصدقاء إليه وتعرفه؟" فردّ هيكل: "دعني أكون واضحًا معك، لا شهادة حسن سير وسلوك من أنور السادات، ولا صلة مصاهرة مع جمال عبد الناصر تعطيان عصمة لأحد، نحن أمام مشكلة حقيقية تقتضي وضوحًا مقنعًا حقيقيًا". وفي الكتاب نفسه، يقول هيكل إنّ "كرامة البلد وسمعة أشرف مروان نفسه تتطلبان تحقيقًا رسميًا مصريًا في الموضوع، بواسطة هيئة رفيعة المستوى، تضم عناصر قضائية، وبرلمانية، على أن تمثل فيها المخابرات العسكرية والمخابرات العامة، وظني أنه من دون ذلك لا تستقيم الأمور".

 

(الشرق الأوسط)

 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد