البابا فرنسيس من فرنسا: اللاجئون إلى أوروبا ليسوا غزاة

mainThumb

23-09-2023 07:52 PM

عمّان- وكالات- السّوسنة

من مرسيليا بفرنسا، أرسل البابا فرنسيس، رسالةً للعالم، ولأوروبا تحديدًا، مضمونها الدفاع عن اللاجئين الواصلين إلى أوروبا، والدعوة لمدّ يد المساعدة لهم، وفتح الحدود والأبواب أمامهم. وكانَ البابا، عصر الجمعة، وصل فرنسا، حيثُ كانت رئيسة الحكومة الفرنسية إليزابيث بورن، ووزير الداخلية جيرالد دارمانان، في استقباله عند سلم الطائرة، من أول مناسبة لإيصال رسالته، ومختصرها أن مساعدة اللاجئين والمهاجرين "واجب حضاري".
وقال البابا فرنسيس، البالغ من العمر 86 عامًا، في أول كلمة ألقاها خلال مراسم مشتركة، شارك فيها أتباع الديانات المختلفة، وتضمنت صلوات أمام نصب تذكاري تكريمًا لضحايا المتوسط من بحارة ولاجئين، إن "البحر مصدر حياة، ولكنه أيضًا سبب لمآسي الغرق". وأضاف "لنبتعد عن اعتبار الغرقى أحداثًا عابرة وأرقامًا. إنها حيوات تكسرت، وأحلام قضي عليها، وفي ذهني (صور) إخوة وأخوات غرقوا وغرقت معهم الآمال التي كانوا يحملونها في قلوبهم. وأمام مآسٍ من هذا النوع لا فائدة من الكلام، بل نحن بحاجة إلى أعمال. ولكن قبل ذلك كله، نحتاج (لتذكر) إنسانيتنا، نحتاج إلى الصمت والدموع، نحتاج للرأفة والصلاة". وأضاف البابا: "كثير من الأشخاص يهربون من النزاعات والفقر والمصائب البيئية، لكن أمواج المتوسط قضت على سعيهم للعثور على مستقبل أفضل، وهذا البحر المهيب تحوّل إلى مقبرة كبرى حيث تدفن الكرامة (الإنسانية)".

ولأنه كان يعي قوة الرسالة التي يحملها، فقد نقل عنه قوله في الطائرة التي نقلته إلى مرسيليا: "آمل أن تتوفر لي الشجاعة لأقول ما أريد قوله".
وأضافَ "لا يمكننا أن نقبل أن تُعامل كائنات إنسانية كسلعة للتبادل، أن تسجن وتعذب بشكل فظيع، كما لا يُمكننا أن نقف متفرجين على مآسي الغرق التي يتسبب بها مهربو البشر أو معتنقو التعصب واللامبالاة". وبرأيه، فإن "عدم الاكتراث يتحول إلى تعصب، ويتعين علينا إنقاذ الأشخاص المعرضين للغرق، لأن هذا يعد واجبًا إنسانيًا وحضاريًا».
وحذّر البابا الحكومات الأوروبية التي لا تجرؤ على انتهاج سياسة منفتحة على استقبال المهاجرين مما أسماه "شلل الخوف"، ودعا "المؤمنين" على أن يكونوا "مثالًا في الاستقبال المتبادل والأخويّ"، بحيث لا يبقى البحر المتوسط "مقبرة كبرى تدفن فيها الكرامة الإنسانية". كذلك، شجّعها على تحمل "مسؤوليتها الجماعيّة" من أجل مواجهة "الصعوبات الموضوعية". 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد