مواقف حفرت في ذاكرتي ولا تنسى

mainThumb

19-09-2023 01:42 PM

دعاني صديق كريم في الصيف اللاهب لاحتساء القهوة في كوفي شوب في عمان وكان اللقاء لطيفا استعدنا اياما وذكريات طيبة انعشت قلوبنا قبل عقولنا ،
وعندما احضر الشاب الذي يعمل هناك القهوة خاطبني باسمي ولقبي الاكاديمي وعرفني على نفسه بانه احد طلبتنا في الجامعة قبل سنوات ،
والسؤال التقليدي الذي اوجه للاعزاء والزملاء الطلبة بعد تخرجهم
(عسى ما قصرنا معكم في الجامعة واحرزت عندي علامة جيدة في المساق الذي درسته )
وكان الجواب انه رسب عندي وكان في منتهى الادب ولم اشعر بانه عاتب او زعلان واضاف انه لا يستحق النحاح لانه كان يعمل في الليل في كوفي شوب ولا تسعفه الظروف حضور الكثير من المحاضرات لانها كانت في الثامنة صباحا ،
وكم تالمت لانني لم اكن اعرف انه يعمل في الليل ليدرس في النهار بعرقه وجهده ،
ولو كنت اعرف ذلك لتغاضيت عن غيابه حتى لو خالفت التعليمات
وموقف اخر مررت قبل شهور صباحا وانا بالسيارة في طريقى من عمان الى اربد شاهدت احد طلبتنا الذي تخرج قبل عدة سنوات يقف على احد الميادين العامة يبيع الورود الجميلة
ولما شاهدني حاول ان يبتعد للخلف قليلا حتى لا يقع نظري عليه لانه يعتقد ان هذا يسبب له بعض الحرج امامي علما بان الامر عكس ذلك تماما فانا المحرج امامه وامام كبريائه ،
وتوقفت مباشرة بالسيارة مخالفا لقوانين المرور ونزلت وسلمت عليه بحرارة وبعناق اخوي امام المارة والسيارات على الاشارة الضوئية ،
واسمعته حديثا اتمنى ان يصل الى كل الطلبة الذين يعملون في اي عمل شريف سواء الذين يعملون وهم على مقاعد الدراسة او بعد التخرج دون انتظار لوظيفة رسمية لانهم هم الرجال الرجال وهم من يستحقون الاحترام والتقدير والوقوف معهم والاعتزاز بهم لانهم ليسوا عالة على المجتمع بل هم زهور وورود الشوارع والميادين ،
وكادت تختلط الدموع بالورود التي يحملها واهداني وردة لا زلت اشتم رائحتها العطرة واكحل عيني بها والتي لم اشهد ورودا بلونها ،






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد