ماكرون: ضرُّه أكثرُ من نفعِهِ

mainThumb

19-09-2023 12:00 AM


أصبحَ ضُرّ، إيمانويل ماكرون، أكثرُ من نفعه بالنسبة فرنسا، إذْ تتواصل خيباتُهُ.. كما تتوصَلُ (المصائِبُ) بالنّزولِ تباعًا فوقَ رأسِ بلادِهِ التي تُسحَبُ بُسُطٌ كثيرةٌ من تحتِ قدميها.
في المغرِبِ، لم تستطيع فرنسا تقبُّلَ عدمِ قبول المملكةِ لمساعداتها إثرَ الزلزال الذي ضربَ منطقة الحوز، فلم تكتفِ (بحماقةِ) إطلاقِ إعلامِها لمهاجمتها، بل في خطوةِ تذاكٍ غبيّةٍ جدًا وجّه ماكرون خطابًا للشعب المغربيّ مباشرةً، مؤكدًا أنّه مستعدٌ للمساعدة. وذلك قبل أيامٍ من إعلانِ وزيرة خارجيّتِهِ أنّه سيزور المغربَ خلال أسابيع بدعوةٍ من المملكة، الأمرُ الذي نفاه مسؤولٌ في المملكة عبرَ تصريحٍ لوكالة المغرب العربيّ للأنباء (رسميّة)، وبذلك تُعلّمنا فرنسا مهارة الصّعودِ على الشّجرة.. ثمّ عدمَ معرفةِ النّزولِ عنها.
أمّا في النّيجر، فالوضع أكثرُ تعقيدًا، فما بينَ تصريحِ ماكرون أنّ سفيرَ بلاده سيبقى في النّيجر رغم أنّ المجلس العسكريّ الذي قام بانقلابِ 26 يوليوز (تموز) أمهله 48 ساعةً لمغادرة البلاد، وما بينَ تصريحِهِ الذي يتّهم فيه النّيجر باحتجازه ودبلوماسيين في مقرّ السفارة ومنعَ الطعامِ عنهم، نجدُ موقفًا لا يقفُ على برٍّ ولا بحرٍ: "اختارلي بَرّ وأنا أرسي عليه".. قالت وردة الجزائريّة.
وعلي سيرة وردة.. تأتي الجزائِر (التي تقيمُ فرنسا لجماجمِ شهدائِهِا متحفًا يشهدُ على الجريمة بكلّ وقاحة)، التي لازال التوتّر والتِشنج يحكمُ علاقتها بفرنسا. وعلى ذاتِ الخطى لبنان، إذْ تفشل التدخلات الفرنسيّة لفرضِ حلٍّ أو فرضِ شخصٍ لمنصبِ رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة في ظلّ تداخل أطراف إقليميّة عدّة، كما فشلت أيضًا في الوفاء بالتزاماتها التي أطلقتها للاستهلاك الإعلاميّ عندَ انفجار مرفأ بيروت قبلَ ثلاثة سنوات.

هذه أمثلة فقط على الإخفاقات السياسية والدبلوماسيّة، وغيرها الكثير جدًا، وفي دولٍ أخرى، لكنّ الأخطر من هذا كلّه أنّ فرنسا معرّضةٌ لمواجهة أزمةٍ تتعلّقُ باليورانيوم في ظلّ تعنّتها فيما يتعلّق بالنيجر (سابع أفقر دولة في العالم.. والتي تستمرُّ فرنسا بإفقارها)، إذْ ارتفع سعره 12 بالمئة في ارتفاعٍ هو الأكبر منذ 2011، وكان يقالُ قديمًا إنّ ثلاثة من كلِّ أربعِةِ مصابيحَ في فرنسا تضاءُ بواسطة اليورانيوم النيجيريّ، إذْ تعتمدُ فرنسا بنسبة 70 بالمئة على الطاقة النوويّة في توليد الكهرباء. وتشيرُ تقارير إلى احتماليّة أن تفرضَ النيجر رسومًا على تصدير اليورانيوم لفرنسا، إضافةً إلى توجيهها اتّهاماتٍ لفرنسا على النّفايات المشعّة بالأطنان التي تركتها شركتُها (أورانو) في النّيجر. 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد