قلوبنا تتجه إلى المغرب وليبيا .. نحنُ معكم

mainThumb

12-09-2023 03:08 AM

تتّجه أنظارُ العالم، منذُ ليلِ الجمعة، إلى المغربِ العربيّ.. جريحًا ومكلومًا، إذْ أطلّ الموتُ برأسه بزلزالٍ مدمّر في المملكة المغربيّة، خلّف نحوَ 2900 قتيل، فيما أطلّ عبر إعصار دانيال وفيضاناته في ليبيا.. وخلّف أيضًا نحو ألفي قتيل. وهذه أعداد أوليّة جدًا، ومرشّحة للزّيادة، حيثُ أعلنت الحكومتان المغربيّة والليبية أنّ قرى كاملةً مُحيت تمامًا، بفعل الزلزال والعاصفة.
الكوارث الطبيعيّة، تعيدُ إلى الواجهة عدّة قضايا أساسيّة لدى الدّول العربيّة، أوّلها مدى جاهزيّتها لمواجهة هذه الكوارث، خاصّة أنّ المنطقة العربيّة ليست معتادةً على هذه الكوارث، كاليابان مثلًا التي استطاعت أنْ تتكيَّفَ وتُكيِّفَ سكانَها ومَبانيها للتعامل مع الزّلازل المتكرّرة، وغيرها من دول العالم.
تتواصل، لليوم الرّابع، جهود الإنقاذ في المغرب.. وتتواصَل في الوقتِ ذاتِه المناشدات والقِصص المؤلمة التي يتناقلها النّاجون، كمحاولةٍ منهم، على الأقل، لإنقاذِ الضّحايا/ البَشَر الذينَ قَضَوا.. من أن يُصبحوا أرقامًا في سِجلّات الموتى، فكلُّ ناجٍ يروي لنا قصّة وحكاية ضحيّة منهم، يعمِّقُ هذا شعورنا بالحُزن.. لكنّه يشعِرُنا في الوقتِ نفسِهِ بأنّنا نعرفهم.. واحدًا واحدًا، ونعرفُ آخرَ اللحظاتِ التي عاشوها قبلَ الكارثة.. هذه معرفة (شِعريّة).. ومجمَلُ هذه المعارف/ الآلام.. يدعونا لإعادة التّفكير بالقَتلِ والاقتِتال، وبكلّ الشّعوب التي ترزح تحتَ قتلٍ مستمرٍّ بفعل الاحتلال.. أو الانقسامات والصّراعات.. وأكثر من ذلك.. بكلِّ التصرفاتِ التي تؤدّي إلى القتل.. كإطلاق الأعيرة النارية والتّهور على الطُّرق... وتجعَلنا نعرفُ تمامًا.. معرفةً يقينية وشعريّة معًا.. أنّ مواجهة كوارث الطبيعة أوّل ما يكونُ عبرَ توقّف الإنسانِ عن قتلِ أخيه الإنسان.
نُشاطر في "السّوسنة" عائلات الضّحايا، وشعوبَ المغربِ وليبيا، حُزنهم وألمهم، قلوبنا معهم.. مع كلِّ الضحايا.. مع القرى المدمَّرة.. مع التّراث العالميّ المُهدّم.. ونقف إلى جانبهم.. عزاؤنا واحِد.. وألمنا واحد.. و"دمنا لا يصيرُ ماءً".






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد