المغرب يرحّب بالمساعدات الدولية .. والجهود متواصلة رغم عقبة الجغرافيا

mainThumb

11-09-2023 09:38 PM

الرّباط- السّوسنة- فريق التّحرير

عبَّر العاهل المغربيّ، الملك محمد السادس عن امتنانه الصادق لكلّ الدول الشقيقة والصديقة التي أعربت عن تضامنها ومواساتها للشعب المغربي واستعدادها للمشاركة في جهود الإغاثة، وذلك خلال جلسة العمل التي ترأسها، السّبت، إثر الزّلزال المدمّر الذي خلَّفَ إلى حدود الساعة السابعة مساءً (التاسعة بتوقيت الأردن) من الإثنين،2862 قتيلًا، تم دفن2854 منهم، و2562 جريحًا، وفق بيان وزارة الداخليّة المغربيّة.

واستجابت السلطات المغربيّة، لعروض الدّعم التي قدّمتها الدول الصديقة: إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، إذْ وصلت فرق البحث والإنقاذ للمساعدة، كما بين بيانٌ للداخلية في وقت متأخر من الأحد، وأضاف البيان أنّه: "باعتماد نفس نهج التنسيق وتقييم الاحتياجات المرتبطة بهذه الفترة الحرجة، فقد دخلت الفرق، الأحد، في اتصالات ميدانية مع نظيراتها المغربية"، وأوضح البيان أنّه "مع تقدُّم عمليات التدخل من الممكن أن يتطور تقييم الاحتياجات، مما قد يؤدي إلى اللجوء إلى عروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة، حسب احتياجات كل مرحلة على حدة"، كما قال وزير العدل المغربي، عبد اللطيف وهبي، إنّ نحو 70 دولة عرضت تقديم الدعم للمغرب، والأولوية الآن لتنظيم الجهود.

ووضّحت السلطات المغربية، أنّها "أجرت تقييمًا دقيقًا لمتطلبات الوضع حسب المعايير الدولية المعمول بها، وهي على وعي تام أنّ أي استجلاب للأطقم الأجنبية للمساعدة في جهود الإغاثة قد يفضي إلى نتائج عكسية إذا لم يكن ذلك بتنسيق محكم"، وعليه، فإنّ بيان الداخليّة المغربيّة يؤكّد أنّ الرباط تدرس وبعناية كافّة الجهود الدوليّة، وتفنّد في ذات الوقت أي ادعاءات أسمتها وسائل إعلام غربيّة بــ(منع ورفض المغرب لفرق الإغاثة المستعدة لتقديم المساعدة لضحايا الزلزال).

وتتسابق فرق الإنقاذ مع الزمن باستخدام أحدث التقنيات للعثور على ناجين تحت الأنقاض، فيما يواصل الجيش المغربي بوحداته المتخصّصة عمليات الإنقاذ والعثور على ناجين من بين الركام، وتقديم المساعدات اللازمة لكلّ الضحايا، في ظلّ وقوف الجغرافيا عقبةً صعبة أمامَ وصول الفرق، نتيجةَ إغلاق الطرق بفعل الزّلزال، وتنشر السّوسنة مقطع فيديو يوضّح جانبًا من تقديم المساعدات عبر المروحيات العسكريّة للمناطق المتضررة والتي لم تستطع قوافل المساعدات من الوصول إليها.

 

ولا تزال مدن المملكة المغربيّة كافّة تشهد عمليّة جمعٍ للمواد الغذائيّة والتّبرعات العينيّة من أفرشة وأغطية. وقد رصدت فريق السّوسنة عشرات المراكز التي تمّ تحديدها كنقاط التقاء للسّكان، خاصّة في العاصمة الرباط والدار البيضاء وطنجة وآسفي والحُسيمة التي كانت تعرّضت لعدة زلازل مدمرة خاصّة زلزال العام (2004)، وفي مختلف مدن وقرى وأقاليم المغرب، كما رصد الفريق عشرات الجمعيّات التي بدأت بجهود الإغاثة، إضافة إلى الجهود والمبادرات الفرديّة، ورصدَ فريق السّوسنة، مئات المتطوعين من الشّابات والشّبان وكبار السّن وكافة فئات المجتمع المدنيّ المغربي التي تعمل منذُ صباح الأحد على تعبئة وتغليف المواد العينية والغذائيّة وتحضيرها. 

هذا وقد أعلن مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربيّة، إحداث صندوق خاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال لاتخاذ "التدابير العاجلة لفائدة الساكنة والمناطق المتضررة من الزلزال"، وقال في تصريح، ليل الأحد بمقر وكالة المغرب العربي للأنباء بالرباط، إنّ هذا الصندوق الاستثنائي قد أعلن عنه بعد الاجتماع الحكومي، الأحد، الذي انعقدَ عن بعد على الساعة الـ5 مساء، في سبيل "تلقي المساهمات التطوعية الخاصة والعمومية والمواطنين، لتحمل عمليات النفقات المتعلقة بالبرنامج الاستعجالي لإعادة التأهيل، ودعم المنازل المتضررة، ونفقات الأشخاص في وضعية صعبة، خاصة اليتامى والأشخاص في وضعية هشة، وللتكفل بالأشخاص دون مأوى، إيواءً وتغذيةً وفيما يتعلق بكافة الاحتياجات الأساسية".

ولغاية الآن، فثمّة عشرات الفرق من كلّ الدول  تقف على أهبة الاستعداد لتلبية نداء المغرب، في حل احتاجَ المزيد من الدّعم، وفيما يلي أهم العروض الدوليّة التي توصّلت بها المملكة:

 أشارت وسائل إعلام تشيكية، السّبت، أنّ "هناك فريق إنقاذ خاصًا يستعد للاتجاه إلى المغرب، تابعًا لخدمة الإطفاء والإنقاذ التشيكية، لأجل المساهمة في عمليات التنقيب عن الضحايا العالقين تحت الأنقاض"، ذاكرة أن "الفريق، الذي قدم خدمات تطوعية بسوريا وتركيا إثر الزلزال الذي شهدته الدولتان في فبراير الماضي، يقوم في الوقت الحالي بتجهيز المعدات الضرورية لهذه المهمة".

كما أعلن وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجه، الأحد، جاهزية فريق طبي مكون من 40 فردًا، للتوجه إلى المغرب في حال تلقي طلب مساعدة على خلفية كارثة الزلزال، وقال قوجه في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي: "متأهبون من أجل أشقائنا المغاربة"، وأضاف أنّ الوزارة بدأت محادثاتها لإرسال فرق ومعدات طبية إلى منطقة الزلزال.

كما قالت وكالات أنّ "فريق إنقاذ أردنيّ، يتكون من 75 فردًا، تابعا لمديرية الأمن العام، كان يوجد في مطار ماركا، تمهيدًا لمغادرتهم إلى المغرب، في الساعات المبكرة من فجر الأحد؛ لدعم الجهود التي تبذل في إنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض جراء الزلازل التي ضربت البلاد". وأكّد مصدر أمنيّ أردنيّ رفيع المستوى لسكاي نيوز عربية، أنّ فريق الإنقاذ الدولي الأردني التابع لمديرية الأمن العام أنهى تجهيزاته ليتوجه مباشرة إلى المغرب لدعم الجهود التي تبذل لإخلاء المحاصرين تحت الأنقاض جراء الزلزال".

وأيضًا، أعلنت الخارجية الفلسطينيّة في بيان لها أنّه: "بتعليمات مباشرة من السيد الرئيس محمود عباس وبتوجيهات من دولة رئيس الوزراء محمد اشتيه، بدأنا وعبر الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي بيكا تجهيز فريق التدخل والاستجابة العاجلة، صاحب الخبرة الواسعة في التدخل في حالات شبيهة كما كان الحال مع زلزال تركيا وسوريا مطلع هذا العام".وأضاف البيان: "كما بدأت الجهود لتجهيز هذا الفريق والذي سيتحرك بناء على ما سيصلنا من معلومات من الجانب المغربي الرسمي بخصوص استقبالهم لوفود الإنقاذ والاستجابة العاجلة من عديد الدول وتوزيعها وفق الاحتياجات التي تقدمها الجهات الرسمية المغربية"، وأشار البيان إلى أن وزارة الخارجية تعمل على توفير بعض المساعدات من أدوية وأغطية وخيم ومياه للشرب وغيرها من الاحتياجات ذات الأولوية التي تعلن عنها الجهات الحكومية المختصة في المملكة المغربية الشقيقة، كما جرت العادة في الحالات المشابهة.

ألمانيا كذلك دخلت على هذا الخط، فقد أعربت نانسي فيزر، وزيرة الداخلية الألمانية، عبر منصة إكس (تويتر سابقًا)، السبت، أنّ "الوكالة الاتحادية الألمانية للإغاثة التقنية THW على أهبة الاستعداد للقيام بمهمة؛ وبمجرد تلقي معطيات دقيقة بخصوص نوع المساعدة المطلوبة بالتدقيق، فسيكون بوسع الفريق المتخصص في الإنقاذ الذهاب إلى المغرب مباشرة".
إضافة إلى فرنسا، وتونس والسينغال، والولايات المتّحدة الأمريكيّة، وعشرات الدّول الأخرى. 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد