بالصور: زلزال المغرب .. يُسوّي قرى كاملة بالأرض وحجم الكارثة كبير

mainThumb

09-09-2023 11:40 PM

عمّان- وكالات- السّوسنة

شارفَ الزّلزال، الذي ضرَب إقليم الحوز، في ساعات متأخرة من ليل الجمعة/ السّبت، على إكمال يومه الأوّل، مخلفًا خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، إذ وصلَ العدد الأولي للضحايا (لحدود الساعة السابعة مساءً بتوقيت المغرب/ التاسعة بتوقيت الأردن من السبت) إلى 1305 وفاةٍ و1832 إصابة، من بينها 1220 إصابة خطيرة، حيثُ تم تسجيل 694 حالة وفاة بإقليم الحوز، و347 حالة بإقليم تارودانت، و191 حالة بإقليم شيشاوة، و39 حالة بإقليم ورززات، و14 حالة وفاة بعمالة مراكش. في حين لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة بكل من عماالت وأقاليم أزيلال، أكادير إداوتنان، الدار البيضاء الكبرى، اليوسفية وتنغير.

ولا زال البحث جاريًا تحت الأنقاض، ولا زالت الفرق.. والسّاكنة ومختصون يحاولون انتشال الجثث من تحت الرّدم الشامل الذي محى قرى كاملة.

ومنذُ ما قبلَ ساعات الفجر، تحاول سيارات الاسعاف وفرق الإنقاذ الوصول إلى منطقة الحوز، إضافة إلى الشاحنات العسكرية المحمّلة بمعدات لوجستيكية لإعادة فتح الطرقات المغلقة جراء الانهيارات الصخرية، حيثُ تحرّكت بأمر من العاهل المغربيّ فرق من الجيش للمساعدة في عمليّة الإنقاذ، فقد حلّت عناصر القوات المسلحة الملكية بالمكان، صباح السبت،وقامت بإعادة فتح الطرق الجبلية المغلقة وإزالة الصخور الضخمة لتسهيل عملية مرور سيارات الإسعاف التي نقلت المصابين إلى المستشفيات، وكذا سيارات نقل الموتى التي ظلت مرابطة بالقرى المحيطة بمنطقة الحوز.

شهود عيان، نقلوا أنّ هناكَ قرى جبلية شبه مدمرة بالكامل، وجثث يتم انتشالها على رأس كل ساعة؛ ومشاهد صادمة هزّت الأسر القاطنة بمنطقة الحوز، وما تزال المناشدات تنطلق من القرى الجبليّة، والقصص الحزينة حول الدمار الذي لحق بها، وبالبنية التحتية والمدارس وكل مرافق الحياة اليوميّة البسيطة.

وحسبَ موقع هيسبريس المغربيّ، أشارت تصريحات الساكنة إلى انهيار جلّ المباني الطينية والإسمنتية بعدد من دواوير جماعة أداسيل، الأمر الذي خلّف حصيلة مفجعة لضحايا الهزة الأرضية، فيما تتواصل جهود السلطات المحلية، بمعية الساكنة، لاستخراج جثث الأشخاص الذين مازالوا تحت الأنقاض.
ففي قرية "مجاط" على سبيل المثال حيث يوجد أزيد من خمسين منزلا تقليديا، عاينت هسبريس انهار أغلب تلك المباني بسبب قوة الزلزال، وهو ما خلّف عشرات الضحايا الذين ما زالت هوياتهم مجهولة، الأمر الذي سيرفع من حصيلة الوفيات في الساعات المقبلة.
وفي هذا الصدد، قال محمد الصياغ، وهو سبعيني يقطن بالقرية، إنّ "الهزة الأرضية وقعت في حدود الساعة الحادثة عشر ليلاً، وأدت إلى انهيار أغلب المباني بالمنطقة"، وأضاف: "الزلزال كان مفاجئًا للجميع، خاصة أن المنطقة لم تشهد زلزالًا من هذا القبيل منذ عقود".
وأضاف الصياغ، في تصريح لهسبريس، أنّ "العديد من الجثث ما تزال تحت الأنقاض، ويواصل عناصر الدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية استخراج الجثث"، مبرزًا أنّ "شبكة الكهرباء والهاتف انقطعت بشكل كامل طيلة ليلة أمس".
وأردف بأن "العائلات اضطرت إلى المبيت في الشارع لتجنب سيناريو الانهيار من جديد، وظلت دون مأكل أو مشرب طيلة الليل"، خاتمًا بأنّ "الوضعية صعبة للغاية بفعل التضاريس الجبلية التي تعقد عملية استخراج جثث ضحايا الفاجعة".

وذكر الحسين آيت بوريس، من جانبه، أن "أغلب المنازل تدمرت في الساعات الماضية، ما يستدعي ضرورة إيواء هذه الأسر التي افترشت الأرض ليلة أمس، وكذا ضرورة إقرار تعويضات مالية للأسر التي فقدت جميع ممتلكاتها الزراعية والحيوانية والمادية".
واستطرد شارحًا بأنّ "الفاجعة الإنسانية تسببت في خسائر كارثية للساكنة التي تتكبد شظف العيش لتغطية تكاليف الحياة اليومية الصعبة"، ليخلص إلى أهمية "إيواء الأسر في المرحلة الأولى، ثم البحث عن بدائل اقتصادية في المرحلة الثانية التي تلي احتواء الزلزال".

تضررت أجزاء من قصبة "تاوريرت" التاريخيّة بمدينة ورزازات المغربيّة جراء الهزة الأرضية التي ضربت المملكة ليل الجمعة/ السّبت وخلفت، إلى حدود الساعة، آلاف الضحايا بين موتى ومصابين.
ومن خلال صور توثيقية تظهر "شقوق وحطام بالأزقة العتيقة المجاورة لقصبة تاوريرت"، فيما تُظهر صور أخرى "شقوقًا على مستوى البنايات الرئيسية للقصبة، وذلك دون تسجيل أي إصابات أو خسائر بشرية".

وقصبة تاوريرت، موقعٌ تراثي أصيل بمدينة ورزازات، مدرج ضمن قائمة التراث العالمي الإنسانيّ من طرف اليونيسكو، وسميت هذه القصبة على اسم قرية تاوريرت الأمازيغية منذ القرن الثاني عشر، وتتميز قصبة تاوريرت بأبراجها المدببة والمحافظة عليها بشكل رائع، فهي مزينة بالعديد من الزينة والأسقف من خشب الأرز.

وكان قالَ الديوان الملكيّ المغربي، في بيانٍ السّبت، إنّ العاهل المغربيّ محمد السّادس، أمرَ بإعلانِ ﺣدادٍ وطﻧﻲٍّ ﻟﻣدة ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم، ﻣﻊ ﺗﻧﻛﯾسٍ للأعلام اﻟوطﻧﯾّﺔ ﻓوق ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ، وأضاف البيان الذي نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء (رسميّة)، أنّ: "ﺟﻼﻟﺔ اﻟﻣﻠك أﻣﯾر اﻟﻣؤﻣﻧﯾن أعطى ﺗﻌﻠﯾﻣﺎته اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ ﻟوزﯾر اﻷوﻗﺎف واﻟﺷؤون اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻷداء ﺻﻼة اﻟﻐﺎﺋب، ﺑﻣﺟﻣوع ﻣﺳﺎﺟد اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ﺗرﺣّﻣًﺎ ﻋﻠﻰ أرواح ﺿﺣﺎﯾﺎ ھذه اﻟﻛﺎرﺛﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ".

وقال البيان: "ﺗرأس ﺻﺎﺣب اﻟﺟﻼﻟﺔ اﻟﻣﻠك ﻣﺣﻣد اﻟﺳﺎدس، ﻧﺻره ﷲ، ﻣرﻓوﻗًﺎ ﺑﺻﺎﺣب اﻟﺳﻣو اﻟﻣﻠﻛﻲ وﻟﻲ اﻟﻌﮭد اﻷﻣﯾر ﻣوﻻي اﻟﺣﺳن، ﺑﻌد زوال اﻟﺳﺑت 9 ﺷﺗﻧﺑر (سبتمبر) 2023 ﺑﺎﻟﻘﺻر اﻟﻣﻠﻛﻲ ﺑﺎﻟرﺑﺎط، ﺟﻠﺳﺔ ﻋﻣل ﺧﺻﺻت ﻟﺑﺣث اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻟزﻟزال المؤلم، اﻟذي وﻗﻊ يوم اﻟﺟﻣﻌﺔ 8 شتنبر (سبتمبر)، واﻟذي ﺧﻠف ﺧﺳﺎﺋر ﺑﺷرﯾﺔ كبيرة وﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻲ العديد ﻣن ﺟﮭﺎت اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ".

وأضاف: "اﺳﺗﻌرض اﻟﻣﺳؤوﻟون اﻟﺣﺎﺿرون ﺑﯾن ﯾدي ﺻﺎﺣب اﻟﺟﻼﻟﺔ، ﺣﻔظه ﷲ، آﺧر اﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﺗﻌرﻓﮭﺎ اﻟﻌﻣﺎﻻت واﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟﻣﺗﺿررة، وﻻ ﺳﯾّﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺑﻌض اﻟمناطق اﻟﺗﻲ ﺗﻌذر اﻟوﺻول إﻟﯾﮭﺎ ﻟﯾﻼً، واﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد اﻟوﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋم ﺑﮭﺎ، واﻟﺷروع ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹﻧﻘﺎذ إﻻ عند مطلع النهار، وﺧﻼل ھذه اﻟﺟﻠﺳﺔ، رﻓﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟون اﻟﺣﺎﺿرون ﻟﻠﻌﻧﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ ﺗﻔﺎﺻﯾل اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗم اﺗﺧﺎذھﺎ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﺳرﯾﻊ ﻣﻊ ھذه اﻟﻛﺎرﺛﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﻛﺑرى".

 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد