الاحتلال الإسرائيلي ينشر وثائق سرية ودكتور مصري يرد

mainThumb

08-09-2023 09:51 PM

السوسنة - وكالات

نشر الاحتلال الإسرائيلي الخميس، وثائق سرية حول حرب أكتوبر عام 1973، تتضمن محاضر مداولات الحكومة، والمشاورات السياسية العسكرية (مجلس الوزراء الحربي)، ومداولات لجان الكنيست (البرلمان)، ومراسلات وزارة الخارجية، والوثائق العسكرية والسياسية والمدنية والشهادات والتقارير والمناقشات وتقييمات الوضع فيما يتعلق بسير الحرب والدفاع المدني وإعداد الجبهة الداخلية خلالها ، بالإضافة إلى صور فوتوغرافية وتسجيلات صوتية وأفلام.

ما استدعى أستاذ اللغة العبرية والشؤون الإسرائيلية بجامعة عين شمس المصرية الدكتور محمد عبود للرد على نشر هذه الوثائق.

وأوضح عبود في تصريحاته لـrt أن إسرائيل استطاعت أن تحجب عددا هائلا من وثائق حرب أكتوبر استنادا للقانون الإسرائيلي الذي يسمح بمد فترة حظر نشر وثائق الدولة إلى خمسين عاما.

وعلى الرغم من أهمية الخطوة الأخيرة التي اشتملت على نشر وثائق جديدة، وكتالوجات صور، ومقاطع صوتية وأخرى مرئية، لكن الواقع يؤكد أن الحجب لم ينته تماما.

بل ما زالت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تتحفظ على نشر وثائق بعينها، ومقاطع متفاوتة الحجم من وثائق أخرى بحجة الحفاظ على أسرار الأمن القومي الإسرائيلي.

وكشف عبود أن عملية الحجب وحذف مقاطع من الوثائق بمعرفة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ظهرت بوضوح أثناء ترجمة وثائق لجنة أجرانات الرسمية التي تشكلت للتحقيق مع القادة السياسيين والعسكريين في إسرائيل.

وعلى الرغم من الحجب الذي طال كثيرا من المواضع، لكن الرقيب العسكري الإسرائيلي كان يقع أحيانا في أخطاء بدائية، كأن يحجب معلومات ومقاطع معينة في وثيقة التحقيق مع رئيس الأركان، ثم يترك المعلومات نفسها في وثيقة التحقيق مع رئيس الاستخبارات الحربية إيلي زعيرا، لذلك فإن الوثائق الرسمية الإسرائيلية تفسر بعضها بعضا. ويمكن من خلال دراستها دراسة جادة كشف الكثير والكثير من الأسرار التي أرادت تل أبيب إخفاءها، وحجبها.

وأستطرد أستاذ اللغة العبرية قائلا : "أعتقد أن أهم ما في الوثائق الإسرائيلية الأخيرة، وكذلك، التي تم الكشف عنها على مدار العقود السابقة، هو توفير مادة خام باللغة العبرية تثبت بما لا يدع مجالا للشك الانتصار المصري العظيم في حرب أكتوبر، وأبعاد الهزيمة الإسرائيلية في ميدان السياسة أمام عقلية الرئيس السادات وفريقه الرئاسي، والهزيمة الإسرائيلية المروعة في ميدان القتال أمام الجيش المصري بجنوده وقياداته الذين قهروا الترسانة العسكرية الإسرائيلية، ومنظومة التسليح الغربي المتطورة آنذاك".

ورجح عبود أن السر وراء الحجب والإخفاء يتراوح ما بين الحفاظ على أسرار الأمن القومي الإسرائيلي من ناحية والحفاظ على الروح المعنوية للإسرائيليين من ناحية أخرى، فالمؤكد أن التأثير سيكون سلبيا على الإسرائيليين عند ظهور وثائق تشير إلى انهيار نفسي لحق بوزير الدفاع موشيه ديان يوم 7 أكتوبر بعد زيارته للجبهة. وظهوره المهتز في اجتماع مجلس الوزراء في اليوم نفسه. ومطالبته بالانسحاب أمام الجيش المصري، وترك خط بارليف، والتخلي عن الجرحى الإسرائيليين فيه، وإبلاغهم عبر اللاسلكي إما أن يخلصوا أنفسهم أو يستسلموا للجيش المصري.

وأكد أستاذ الشؤون الإسرائيلية أن تأثير الوثائق سيكون أكثر سلبية على الإسرائيليين عندما يقرأون أن غولدا مئير رئيسة الوزراء فكرت في الانتحار عندما تكونت أمامها صورة الأوضاع في ميدان القتال.

وتوجست أن الطريق إلى تل أبيب سيكون مفتوحا أمام الجيش المصري إذا لم يتدخل الأمريكيين لحماية إسرائيل. وتأثير الوثائق سيكون كارثيا على معنويات الإسرائيليين عندما تنشر المعلومات الكاملة عن المعارك بين جنرالات الجيش الإسرائيلي، وصراعاتهم أثناء الحرب نفسها، التي دفعت رئيس جبهة سيناء اللواء شموئيل جونين للتفكير جديا، على حد قوله، في اغتيال وزير الدفاع موشيه ديان في مكتبه.

وتابع: لا شك أن هذه الوثائق لها أهمية بالغة، ومن الواجب علينا أن نعمل على ترجمتها إلى اللغة العربية، وإتاحتها أمام الأجيال الجديدة، وأمام الباحثين والعسكريين للتعرف على ملامح الانتصار المصري بعيون إسرائيلية من جهة، والتعرف على آليات اتخاذ القرار السياسي والعسكري في إسرائيل، ومعرفة الدروس التي تعلمتها إسرائيل من حرب أكتوبر 1973، وحاولت تلافيها في العقود اللاحقة.

من ناحية ثانية، سبق للأرشيف الإسرائيلي أن نشر في سنوات ماضية وثائق عن الحرب، لكنه أوضح أن المجموعة الجديدة هي المتكاملة، موضحا أن الحرب شهدت مقتل نحو 2656 جنديا إسرائيليا، إضافة إلى أسر المئات وإصابة أكثر من 7200 جندي ومدني.

وعندما اندلعت الحرب كانت إسرائيل تحتل شبه جزيرة سيناء في مصر، كما كانت ولا تزال تحتل القطاع الأكبر من مرتفعات الجولان السورية منذ 1967، إضافة إلى احتلالها لفلسطين منذ 1948، وتسمي القاهرة ودمشق هذه الحرب بحرب أكتوبر، بينما تطلق عليها تل أبيب حرب يوم الغفران.

وعلى موقعه الإلكتروني، قال الأرشيف الوطني الإسرائيلي، "في الذكرى الخمسين لحرب يوم الغفران، أصبح أرشيف الدولة متاحا للجميع. مجموعة كبيرة من المواد الأرشيفية، معظمها معروض للاطلاع عليه لأول مرة".

وأوضح الأرشيف أنه نشر آلاف الملفات المودعة لديه، التي تحتوي على مئات الآلاف من الصفحات التي توثق لحظيا الأحداث في جميع المجالات: السياسية والعسكرية والدولية والعامة والمدنية.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد