أما آنَ الأوان لهذا الطيشِ أنْ يتوقّف ..

mainThumb

31-08-2023 04:46 AM

أوجَعَ، حمزة الفناطسة، قلوبَ ملايينِ الأردنيين برحيلِهِ المُحزن والمفجع، على يد الجهل والتخلُّفِ والطيش، ممّن ما زالوا يعتقدونَ أنّ إطلاق الرّصاص في المناسبات، عادةُ فرحٍ وابتهاج، غيرَ مكترثينَ بإزهاق الأرواحِ البريئة، وغيرَ معتبرين بالحوادث الكثيرة المشابهة التي وقعتْ، وضاربين، أيضًا، بعرض الحائط كل التحذيرات والتنبيهات التي نصَّ عليها القانون، والتي تطلقها أجهزةُ الدولة المختلفة لوقف هذه الظاهرة الخطيرة.
حمزة الفناطسة، تزيَّنَ وتطيّب، وغنّى له الأهلُ والأصدقاءُ في "حمامِ العريس"، لم يكن يعلم أنّه يزفّ إلى مثواه الأخيرِ للقاء ربه. فترك عروسَه، وغادر أهلَه وأصدقاءَهُ، مُصابًا برصاصةٍ أطلقها طائش، لم يعتبر ولم يتّعظ.

رغم الوعي الكبير الذي انتشر بين الأردنيين بخطورة هذه الظاهرة، وتشديد العقوبات بحقّ مرتكبيها، إلا أنّ نزيف الدم والوجع ما زال مستمرًا. نحنُ اليوم، أمام مشكلة حقيقية، علينا التفكير مليًا، من أصحاب الاختصاص، بوضع الأفكار والمقترحات للقضاء على الظاهرة برمّتها، واقتلاعِها من جذورها.
وهنا لا بُدّ، من إعادة النظر بالنصوص القانونية، وتشديدها بحق مرتكبي هذه الجرائم، وتعديل وصفها وتكييفها وعقوباتها، فمن قرّر إطلاق النار في مثل هذه المناسبات، فهو حقيقةً غيرُ آبِهٍ بقتل الآخرين، وقد توفّرت لديه النية القصدية، ويجبُ أن يحاسب حسابًا شديدًا.
نحتاج اليوم، إلى تفعيل مكافحة الظاهرة، بشكلٍ دائمٍ، وهذا التّفعيل لا يجبُ أن يقوم على "الفزعات"، بل أن يصبحَ نهجًا مستمرًا حادًا وصارمًا، يحمي المجتمع والوطن من هذا الطيش والعبث.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد