هل تطلب عمّان تأمين مناطق عازلة مع سوريا؟

mainThumb
(أ.ف.ب)

20-08-2023 11:06 PM

عمّان- وكالات- السّوسنة

مع تصاعُدْ الحرب التي تخوضها المملكة ضدّ أباطرة تهريب المخدرات من الجانب السوري، عن طريق إحباط عدّة محاولات تهريب، وإسقاط مسيّرات، وعمليّات كبرى، نشرت صحيفة إندبندت عربيّة تقريرًا حول محاربة المملكة الأردنيّة للمخدرات. 
وذكرت الصحيفة أنّ تقارير صحافية أميركية  تحدثت عن احتمال مشاركة الولايات المتحدة للأردن في حربه ضد المخدرات، لكن تحت مظلة التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة والمخدرات، خصوصًا مع رصد الجيش الأردني أكثر من 160 شبكة في سوريا تعمل على تهريب المخدرات إلى دول الجوار.

ونقلت الصحيفة عن موقع "ذا هيل" الأميركيّ أنّ الاجتماع الأمني الذي جرى نهاية يوليو (تموز) الماضي بين مسؤولين أردنيين وسوريين جاء متأخرًا للغاية في ضوء إنتاج المخدرات المستمر وتهريب الكبتاغون من سوريا، موضحًا أن نظام بشار الأسد لم يفِ بتعهداته للدول العربية وفق مبادرة "خطوة مقابل خطوة".
ووفق الإعلام الأميركي فإن الاجتماع الأمني هو الأرفع والأهم منذ أعوام، وضم قائد الجيش الأردني ووزير الدفاع السوري، إضافة إلى رؤساء الاستخبارات في البلدين، لكنه خرج بنتيجة مفادها بأن نظام الأسد لم يفعل ما يكفي لتحقيق محاربة المخدرات. على حدِّ تعبير الموقع الأمريكيّ.

وأضافت الصحيفة، أنّه وعلى رغم تغيير الأردن لقواعد الاشتباك مع مهربي المخدرات منذ العام الماضي وتوجيه ضربات لمصانع ومعامل في العمق السوري وإسقاط طائرات مسيّرة، إلا أنّ الضرر لم يتوقف، فبعد أن ظلت عمان لسنوات طويلة مجرد محطة عبور للمخدرات إلى دول مجاورة، باتت المشكلة محلية وتنتشر بشكل مخيف، بخاصة حبوب الكبتاغون، إذ أعلنت مديرية الأمن العام الأردنية إلقاء القبض على أكثر من ألف تاجر ومروج للمخدرات الشهر الماضي.

المتخصص في الشأن العسكري اللواء السابق في الجيش الأردني مأمون أبو نوار قال في حديث إلى "اندبندنت عربية": إنّ وجود مشاركة فعلية للقوات الأميركية في الحرب ضد تهريب المخدرات عبر قاعدة "التنف" الموجودة على الأرض السورية، يمكن أن يسهم في ضربات استباقية استخبارية.
ورأى أنّ النظام السوري لن يتوقف عن دعم تهريب المخدرات؛ لأنه يوجه من خلالها رسائل سياسية إلى دول الجوار والولايات المتحدة بهدف وقف عقوبات "قيصر" والحصول على دعم دولي لإعادة الإعمار.
ووصف ما يحدث بأنّه "ابتزاز سياسي"، موضحًا أنّ الأردن في حاجة لدعم من حلفائه ولجهد دولي وإقليمي؛ لأن مشكلة تهريب المخدرات السورية لم تعد أردنية، بل طاولت أمن المنطقة كلها.
وفسر أبو نوار أي مشاركة أميركية في حرب بلاده ضد تهريب المخدرات بأنه يأتي امتدادًا لاتفاق الدفاع المشترك بين واشنطن وعمان الذي وقع عام 2021 وينص على وجود قوات أميركية على الأراضي الأردنية بهدف مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة وتعزيز استقرار هذا البلد العربي.
وتابع، "القوات الأميركية في الأردن موجودة في 12 قاعدة عسكرية، لكن أعتقد بأن مشاركة واشنطن في الحرب على الإرهاب والمخدرات ستكون من خلال تقديم معدات متطورة للكشف المبكر عن شبكات التهريب وأداوتها، بخاصة الطائرات المسيّرة والسيطرة عليها، إضافة إلى تدريبات وتمويلات مالية، أما توجيه ضربة عسكرية مباشرة، فهو مستبعد بسبب الوجود الإيراني وتعقيدات المشهد السوري".
وتحدثت مصادر مقربة من الحكومة الأردنية في تصريح خاص، لإندبندت عربيّة، عن إمكان مطالبة عمان الجانبين الأميركي والروسي مستقبلاً بتأمين مناطق عازلة ضمن المناطق الحدودية مع سوريا في حال استمر تهريب المخدرات.


 

(اندبندت عربيّة)






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد