عجائب التحليل السياسي العربي

mainThumb

20-08-2023 06:05 PM

في اطار تحليلي لعجائب التحليل السياسي وخصوصا في مجال الصحافة (ذكرت الشاشة و الصحف و المواقع الإلكترونية) ارى انها تندرج كما يقول أفلاطون تحت (التفكير تحت ضغط الطوارئ)، وقد تعلمنا ان هناك علاقة مؤكدة بين التفكير و الزمن ، و أحد المشاكل الكبرى التي تطرحها الصحافة هي مشكلة العلاقة بين التفكير و السرعة ، وهل يمكن التفكير اثناء اللهاث بسرعة؟ وهي الظاهرة التي يناقشها (بيير بورديو) في كتابه (التلفزيون و اليات التلاعب بالعقول) ، فيرى ان التلفزيون يريد ان يحصل على مفكرين على السريع ، مفكرين يفكروا بأسرع من ظلهم ، في ظروف الطوارئ على رأي افلاطون ، لذلك سيكون تفكيرهم على رأي بورديو من خلال الأفكار الشائعة الأفكار السائدة ، التي تحدث عنها فلوبير وهي تلك الافكار التي يتقبلها الجميع ، تافهة مبتذلة تقليدية وسطية شائعة و مشتركة، ولكنها الأفكار التي عندما تتلقاها يكون قد تم قبولها بالفعل بحيث لا يكون هناك محل لطرح مشكلة التلقي و الادراك بعد ذلك، إنها قصة ظروف التلقي التي تم استيفاؤها.

لذلك فإن هؤلاء المفكرين السريعين fast-thinkersيقدمون غذاءا ثقافيا على السريع fast-food cultrel وهي نوع من التغذية الثقافية تم اعدادها مسبقا ، و تم التفكير بها مقدما ، لذلك نجد ان من يقومون بالتحليل للاحداث لديهم بطاقات جاهزه تتضمن الاشخاص ذاتهم ، لتحليل احداث في العراق فلان و فلان ، لتحليل اوضاع في مصر فلان وفلان ..الخ.

ولتحليل الاوضاع في سوريا فلان و فلان، وكل واحد من هؤلاء يحاول تطويع الواقع بطريقة رغائبية، اي وفق ما يشتهي ، او وفق مايريد من يدفعون له و يسيرونه، لا وفق دراسة للاحداث و الظواهر السياسية يتتبع نسبها التاريخي، و يدرك بعدها الحاضر المعاصر، الذي من خلاله يمكن رصد اتجاهها المستقبلي.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد